السيمر / الاثنين 04 . 06 . 2018 — حضر كل من وزيرا الزراعة فلاح الزيدان، والموارد المائية حسن الجنابي، وممثلين عن وزارة الخارجية، في مبنى مجلس النواب، اليوم، للأجابة على البرلمانيين المنشغلين مؤخرا بملف الانتخابات وشبهات التزوير التي طالتها، قبل أن يصحوا على أزمة، قال الجنابي بأن وزارته “حذرت منها قبل 9 شهور”.
50 نائبا فقط هم من حضر جلسة اليوم المخصصة لخطر جفاف نهر دجلة من أصل 328 نائبا الاخرون، فأين اختفى الـ 278 نائبا ياترى؟، ولماذا لم يحضروا لمناقشة هذا الموضوع الذي يهد مستقبل العراق بأكمله؟
رئيس مجموعة العراق للدراسات الاستراتيجية، واثق الهاشمي، يرى ان “النواب ليس لديهم حس بالمسؤولية ومشغولين بالمناصب وقضية الانتخابات ولا يهمهم امن الموطن ولا مصالح الوطن، اذ ان جلسة اليوم كان المفترض بها ان تكون مكتملة النصاب لكنهم ارسوا رسائل الى الشعب العراقي انهم غير ابهين وليس لهم علاقة بكل ما يجري للشعب وما يتعرض له من خطر”.
ويضيف لـ (وان نيوز) ان ” رؤساء الكتل السياسية مشغولين ايضا بزياراتهم المكوكية من أجل تشكيل الحكومة الجديدة ومنهم من هو مشغول بالعودة مرة اخرى الى البرلمان وموضوع مفوضية الانتخابات، وهذه يعتبر هروب من قضايا الوطن المصيرية”.
حسن الشمري، ناشط في فريق اطلق حملة هاشتاك لانقاذ نهر دجلة، يقول لـ (وان نيوز) ردا على الحضور الضعيف لاعضاء البرلمان ان “عدم حضور اغلب النواب اليوم لمناقشة أزمة المياه التي تهدد حاضر ومستقبل العراق هذا الأمر بحد ذاته كاف لمعرفة من يريد خدمة الشعب، هذا يعني ان لدينا 278 ممثلا للشعب لا يريدون مناقشة اخطر ازمة تهدد حياة الشعب ، الانشغال بالتحالفات السياسية وترك المخاطر والازمات التي تمس حياة المواطنين بالمباشر أمر لا يمكن ان يمر مرور الكرام خصوصا لدى وسائل الإعلام التي عليها الدور الأكبر في كشف هؤلاء”.
في جلسة اليوم، وجه النواب أسئلة لا يمتلك الوزراء الإجابات الوافية عنها، لكنهم يحذرون من أزمة قد تتفاقم، ويدعون للحوار ً سبيلا لحلها. وفي هذا الشأن، قال الوزير الجنابي وهو يشرح لمجلس النواب طبيعة الأزمة، أن “السد أصبح واقع حال.. نحن دولة مصب، ولا نملك الا أن نقنع تركيا، كدولة منبع، بالحوار”.
ويضيف ان “الأزمة الجديدة- القديمة، أصبحت واقع حال عندما بدأت ً تركيا ً سدا هو ثالث أكبر سد في العالم، قرب قرية تدعى السيو، على نهر دجلة، على طول الحدود من محافظة ماردين وشرناق، لتصنع عبره بحيرة بمساحة 300 كم2 ،وبطاقة استيعابية تصل الى 11 مليار م3 وتبدأ بخزن المياه منذ آذار الماضي”.
ويتابع الوزير الجنابي، الذي زار تركيا على رأس فريق تفاوضي، كانون الثاني الماضي، إن “هناك أكثر من 40 اتفاقية بين العراق وتركيا”، ً مبينا أن “أنقرة خرقت ات ً فاقا بأن لا تبدأ بخزن المياه في اليسو، الا بعد التشاور مع العراق”.
الى ذلكـ، ذكر مصدر مطلع لـ (وان ينوز) ان “مجلس الأمن القومي العراقي قد يعقد جلسة استثنائية اليوم لمناقشة ازمة المياه، ونتوقع ان يخرج بقرارات جريئة قد تحل كثير من الأمور، فيما سيقوم رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بأرسال وفد تفاوضي الى تركيا لتدشين مرحلة جديدة من العلاقات مع الجارة تركيا”.
من جانبه، طالب رئيس كتلة الفضيلة عمار طعمة، الاحد، وزارة الخارجية “لاستدعاء السفير التركي وإبلاغه اعتراض واستياء العراق حكومة وشعبا من سياستها المائية احادية الجانب المخالفة لمبادئ العدالة وقواعد حقوق الانسان العامة بالاضافة الى توحيد الرئاسات الثلاث جهودها والإسراع بالتحرك المباشر على السلطات التركية المناظرة لها والضغط عليهم للتراجع عن ملء السدود في هذه الفترة ، وان لا تنفرد بأي خطوة او قرار في هذا الشأن دون مراعاة حاجة العراق المائية”.
ودعا رئيس كتلة الفضيلة الى ان “تبادر الحكومة لتشكيل لجنة من اصحاب الاختصاص والتجربة لإعداد حلول ومعالجات طويلة الامد تسهم في وضع العراق في جانب الأمان ومغادرة مرحلة القلق المتكرر الذي يهدد الأمن المائي للعراقيين وان تكون تخصيصات تنفيذ هذه الحلول ضمن أولويات بنود الموازنات السنوية”، مشدداً على ان “تراقب الحكومة إدارة وتوزيع المياه داخل العراق بما يحقق العدالة بين المحافظات ويمنع التجاوزات غير المبررة على حصص بعض المحافظات او المواطنين بسبب النفوذ السياسي او الاجتماعي المخالف للقانون والعدالة الاجتماعية”.
وتابع طعمة، اننا “نذكر الجانب التركي ان عدم التجاوب والاستماع لمطلب العراقيين المشروع بالتراجع عن سياستها احادية الجانب في الشأن المائي المشترك الذي يلحق اضرارا جسيمة بالعراق سيوقعها في خطأ استراتيجي فادح لانها ستخسر الشعب العراقي وتطبع في ذهنه صورة الجار غير الحريص على مصالحه و المهمل لحقوقه الانسانية الواضحة”.
وفي بغداد ً التي يشطرها نهر دجلة الى كرخ ورصافة، شارك الناس، منذ الأمس، قلقهم من الازمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوا الى مواقف جادة، في تيار من الدعوات ساهمت أغلب الكتل السياسية، وكتب عنه صحافيون بأنه “أزمة أكبر من الهويات الفرعية”. وتناقل ناشطون على موقع فيسبوك، شريط فيديو لأشخاص “يعبرون نهر دجلة ً سيرا على الاقدام”، قالوا بأنه “صور في العاصمة”، في إشارة الى مدى انخفاض مناسيب المياه فيه.