السيمر / الخميس 05 . 07 . 2018 — يواجه البصريون خطرا جديدا يهدد حياتهم بسبب ارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب الى مستويات عالية جدا في ظل موسم الصيف اللاهب وقلة التدفقات المائية الى نهر دجلة.
وحذر المراقبون من كارثة بيئية وصحية قد تحل بسكان البصرة لكون المياه المالحة ستسبب الامراض المزمنة وستقتل الزراعة والحيوانات، داعين الحكومة الاتحادية الى وضع الحلول الناجعة لانقاذ البصريين.
ودعا محافظ البصرة أسعد العيداني، مجلس المحافظة الى عقد جلسة استثنائية لمناقشة تداعيات ارتفاع التراكيز الملحية في مياه شط العرب.
وقال العيداني في بيان تلقته (وان نيوز)، إن “التراكيز الملحية ارتفعت بشكل كبير في مياه شط العرب مما اثرت على الإنسان والثروة الحيوانية والزراعية وأصبح أبناء البصرة هم المتضررين من أزمة الملوحة”.
وبين أن “الفترة الماضية كانت هناك اجتماعات مع المعنيين في دوائر الدولة من اجل الوصول إلى وضع بعض الحلول الآنية لتقليل ارتفاع نسبة التراكيز الملحية”.
ودعا العيداني اعضاء مجلس محافظة البصرة إلى “عقد جلسة استثنائية طارئة خلال الأسبوع الجاري للتوصل إلى حلول لهذه الأزمة التي تعتبر مسؤولية الجميع تجاه ابناء محافظة البصرة للحد من أزمة الملوحة”.
عضو مجلس محافظة البصرة احمد السليطي اكد ان ازمة ارتفاع الملوحة في شط العرب ولدت نتيجة لتراكات منذ عقود وتازمت اكثر في الفترة الاخيرة بالتزامن مع انخفاض الايرادات المالية للمحافظة بسبب التجاوزات على حصة المحافظة وقلة الامطار في موسم الشتاء وتحويل مصابات المياه الثقيلة وتصريف البزل لبعض المناطق الزراعية ما ادى الى تركز ملوحة نهر دجلة”.
وقال السليطي لـ(وان نيوز) ان “عوامل الملوحة ازدادت في الاونة الاخيرة فالمد الملحي وصل الى المناطق العالية عن النهر مثل منطقة الهارثة وهذه كارثة “، مبينا ان هناك اجتمع عقد مع الجهات المختصة في المحافظة بحضور مستشار وزارة الموارد المائية وقدمت المقترحات الا ان الوزارة رفضتها وحصرت الحلول بمقترح زيادة الايرادات المائية الى المحافظة، ووعدت الوزارة باطلاق ما يقارب 75 متر مكعب في الثانية عبر ناظم قلعة صالح الى الان الموضوع نظري ولا يوجد شيء على الواقع”.
واضاف ان ” في حال تطبيق هذا المقترح فيحتاج الى نحو 20 يوما لغرض تغيير نسبة الملوحة في مياه شط العرب بالتتابع الى ان تصل الى المناطق الاخرى”، لافتا الى ان “هناك دراسات كشفت عن وجود اشعاعات في بداية شط العرب نتيجة وجود المياه المالحة وعدم وجود مياه عذبة”.
واشار الى ان “استمرار هذه الازمة دون حلول جذرية ستؤدي الى قتل الزراعة واشجار النخيل والى تعطيش الانسان الذي بات سكان البصرة يشترون المياه المعدنية لغرض الاستخدام والشرب”.
وكانت وزارة الموارد المائية قد حذرت من تصاعد نسب الملوحة في شط العرب في البصرة، بسبب إقدام إيران على ضخّ مياه مالحة إلى الجانب العراقي، فيما تواجه البلاد أزمة جفاف أدت إلى حصول نزاعات عشائرية جنوباً.
واضطر العراق قبل سنتين إلى بناء ساتر ترابي عند منفذ الشلامجة الحدودي مع إيران بطول (80 كيلومتراً) لمنع وصول مياه البزل الإيرانية شديدة الملوحة إلى شطّ العرب، في حين حذر مسؤولون الشهر الماضي من انهيار الساتر بعدما تشكّل خلفه بحيرة ضخمة.
وأفادت وزارة الموارد المائية في بيان تلقته (وان نيوز)، بأن “محافظة البصرة تعاني وضعاً مأساوياً بسبب ارتفاع ملوحة شطّ العرب، التي وصلت إلى نسب عالية تحول دون استمرار استخدامها في الشكل المعتاد”.
وأوضحت الوزارة أن “نسبة تركيز الأملاح في منطقة سيحان، (الموقع التاريخي لمصب نهر الكارون في شط العرب)، وصلت إلى 25000 جزء في المليون مقارنة بـ2000 جزء في المليون في منطقة كتيبان في أعالي الشط، وهذا يعود لسببين أولهما ضخّ مياه شديدة الملوحة في هذه الفترة من السنة من الجانب الإيراني مثلما حصل في سنوات سابقة، وكذلك المدّ العالي الذي يدفع تلك المياه في اتجاه مركز مدينة البصرة”.
وأعلنت وزارة المياه أنها “أكملت أخيراً تشغيل قناة شط العرب الإروائية التي تؤمّن مياه الريّ والشرب على جانبي الشط من منطقة كتيبان إلى رأس البيشة مرورا بأبو الخصيب”، مشيرةً إلى أنها “مستمرة في تأهيل وصيانة قناة ماء البصرة (قناة البدعة) التي توصل مياه الشرب إلى المحافظة”.
وأكدت الوزارة أنها “لن تدخر جهداً في تقديم خدماتها لمدينة البصرة”، مشددة على أنها “قررت قبل أكثر من سنة زيادة حصة البصرة من المياه إلى 75 متراً مكعباً في الثانية”، داعية الجانب الإيراني إلى “التوقف عن ضخّ مياه البزل المالحة في شط العرب، وإطلاق نسبة معينة من الإيرادات العذبة في نهري الكارون الكرخة”.
في سياق آخر، اعتبر وزير الموارد المائية حسن الجنابي أن “ليس أمام البصرة من خيارات لتوفير مياه الشرب غير إنشاء محطات لتحلية مياه البحر”، ناصحاً بـالقيام بذلك في أسرع وقت. وأكد أن “تنفيذ مشاريع كهذه يقع على عاتق الحكومة المحلية ووزارة الإسكان والبلديات
من جهته، اشار النائب عن محافظة البصرة في البرلمان السابق زاهر العبادي الى ان “ارتفاع نسبة الملوحة ليس خطرا فقط وانما كارثة تهدد حياة 3 ملايين مواطن بصري على اعتبار اليوم مياه الاسالة والبزل غير صالح للاستخدام البشري لان نسبة الملوحة تزداد بزيادة فائقة غير ملحوظة سابقا.
وقال العبادي لـ(وان نيوز) ” ننتظر من الحكومة الاتحادية ان تتخذ اجراءات سريعة وليست ترقيعية وترسيخ كل الجهود والامكانيات والاستعانة بالشركات الرصينة لانقاذ سكان المحافظة”.
واضاف انه ليس فقط الانسان معرض للخطر في البصرة وانما حتى الحيوانات والزراعو فالثروة الحيوانية مهددة بالهلاك والثروة الزراعية سيقضى عليها تماما اذا لم تكن هناك اجراءات ناجعة”.