الرئيسية / الأخبار / بالتفاصيل: هذا ما يجري في البصرة!

بالتفاصيل: هذا ما يجري في البصرة!

السيمر / الخميس 12 . 07 . 2018 — أزمة الكهرباء، كما في صيف كل عام، أشعلت غضب سكان البصرة، لكنها تبدو مختلفة هذا الموسم، اذ بعد مرور 5 أيام على انطلاق انطلقت شرارة الاحتجاجات من منطقة “كرمة علي” شمالي المدينة، وصل المتظاهرون اليوم الى حقول النفط المهمة، وقطعوا طريقا تجاريا مع إيران، احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي وملوحة المياه وتزايد البطالة، فيما تحدثت مصادر عن ترحيل عمال أجانب يعملون في شركات النفط هناك، على خلفية الأحداث.

عمليات نهب
خلال الساعات القليلة الماضية، اخذت التظاهرات تأخذ منحنيات خطيرة ذا قالت مصادر أمنية ان المتظاهرين قطعوا الطرق المؤدية الى حقول الرميلة الشمالية والجنوبية، وحقلي قرنة 1 وقرنة 2، ومنعوا الموظفين من التوجه لها، فيما انسحبت الاجهزة الامنية من طول الطريق وانحسر وجودها داخل الحقول، وذكرت المصادر ان المتظاهرين المتواجدين في حقل القرنة 2، قاموا صباح اليوم باحتجاز جنديين وضابط، للضغط باتجاه أطلاق سراح 4 متظاهرين، قامت القوات الأمنية باحتجازهم قرب الحقل.

وأوضحت المصادر ان قوة أمنية من الجيش العراقي مدعمة بدبابتين، تمكنت من دخول الحقل عبر الباب الخلفي له، من جهة نهر العز، كما تم رصد طائرة عمودية تحلق فوق الحقل، مشيرة الى إصابة اثنين من المتظاهرين خلال محاولتهما دخول حقل غرب القرنة 2، أثر تدافع واحتكاك مع القوات الامنية المكلفة بحماية الحقل النفطي.

عمليات نهب لحقل القرنة النفطي في البصرة (فيسبوك)
وعلى اثر تلك الأحداث تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لأشخاص ينهبون أجهزة التبريد من حقل القرنة النفطي في البصرة، قال ناشطون بأنهم من بين المتظاهرين. بعد تمكنهم من الدخول اليه، وإخلاء الموظفين الذين بداخله، في حين تم اجلاء الموظفين الأجانب بمروحيات عمودية.
من جهته، يقول أحد المشاركين في تظاهرات البصرة، رفض الكشف عن اسمه، ان “إطلاق النار على المتظاهرين وسقوط عدد جرحى فاقم الوضع الأمني داخل المدينة”، متوقّعاً: “خروج السيطرة من يد الأجهزة الأمنية وسقوطها بيد العشائر”. وأشار، في حديث لـ (وان نيوز) الى ان “قوات مشتركة من فرقة سوات القتالية، وقوات التدخّل السريع، والشرطة الاتحادية مدعومة بمدرّعات ودبابات، انتشرت في مختلف مناطق البصرة، لا سيما الشمالية منها، وفرضت طوقاً أمنيّاً على بعض المناطق التي تشهد غلياناً شعبياً؛ تحسّباً لوقوع أعمال عنف بعد إصابة عدد من المتظاهرين بنيران عناصر الأمن”.

العبادي يتدخل
رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي بدوره قام بتشكيل “اللجنة العليا لتطوير محافظة البصرة” برئاسته وعضوية وزير النفط جبار اللعيبي، اللجنة وصلت الى البصرة، يوم أمس الاربعاء، والتقت المسؤولين هناك.
حيث وضع مجلس البصرة أمام اللجنة مطاليب أهالي المحافظة وتضمنت عدة محاور تتعلق بتحسين الخدمات ومعالجة ظاهرة البطالة وأزمة السكن، فضلا عن الاهتمام بمحافظتهم التي وصفوها بـ “المنكوبة” من جراء تفاقم أزمة ملوحة وشح المياه وكثرة انقطاع التيار الكهربائي تزامنا مع ذروة فصل الصيف.

اجتماع لجنة العبادي مع مجلس البصرة
من جانبها، قالت عضو مجلس محافظة البصرة، بسمة داخل السلمي، في بيان اطّلعت (وان نيوز) عليه: إنه “وردّاً على ما حدث من اعتداء سافر على متظاهري البصرة فإن الحكومة العراقية مطالبة باتخاذ عدة إجراءات؛ منها إعفاء قائد العمليات وآمر لواء القوة الضاربة، وتكليف آخرين من القادة الأكفاء، على أن يكونوا من أهالي البصرة حصراً، ومحاكمة المتسبّب بإطلاق النار على المتظاهرين العزل، ما تسبّب بمقتل وجرح الأبرياء منهم”.
وطالبت السلمي الحكومة العراقية بـ”احتواء الأزمة والإيفاء بالوعود السابقة”، مبيّنة أن “مطالبة جماهير البصرة بحقوقهم المسلوبة إنما جاء بعد أن أنهكهم سوء الخدمات، وقلّة فرص التعيين، وكذب الوعود، وسوء الإدارة”.

تدخلات سياسية
على وقع تلك الأحداث، أعلنت بعض القوى السياسية مواقفها ازاء الازمة، اذ أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر نيته الاشتراك في التظاهرة، وقال انه سيرسل “وفود للمتظاهرين الحاليين للاطلاع على معاناتهم ومطالبهم لارسالها للمختصين بشرط سلمية التظاهر”.

في هذا السياق، يقول عضو مجلس محافظة البصرة، أحمد السليطي لـ (وان نيوز) ان “المتظاهرين في البصرة خرجوا بطريقة عفوية للضغط على اصحاب القرار ، والمواطنين وشيوخ العشائر ومنظمي هذه التظاهرات لن يسمحوا لأية جهة بركوب الموجة واستغلال الوضع الحالي او توظيف هذه الاحتجاجات لأهداف اخرى”.

وقال السليطي لـ (وان نيوز) ان “الأحداث التي جرت اليوم هي حالات فردية خاطئة لا تعبر عن الاجهزة الامنية ولا حتى عن المتظاهرين انفسهم وتم احتوائها ولن تتكرر مرة اخرى”، محذرا من ان “الاوضاع الحالية في البصرة مستقرة ومسيطر عليها لكن ان استمر الاهمال الحكومي واذا لم يتم تنفيذ المطالب التي قدمت الى لجنة رئيس الوزراء فان الامور يمكن ان تتطور أكثر ويحدث ما لا يحمد عقباه”.

اصابات بين متظاهري البصرة (فيسبوك)
من جانبه، يعتقد المحلل السياسي، رعد الكعبي ان “تظاهرات البصرة يخطط لها تتطور أكثر لأجل الضغط وتحيق المطالب لكن المشكلة هنالك بعض الذين يحاولون بشتى الطرق ان يجيروا هذه التظاهرات لمصالحهم او حتى يتبنوها وركوب الانتصارات والانجازات التي قد تتحقق، واستغلال التنازلات التي تقدمها الدولة لصالهم”.
ويضيف لـ (وان نيوز) ان “المشكلة حاليا هي عدم وجود تحرك حكومي عاجل لاحتواء الازمة، وبالمقابل لا يوجد من اعلن نفسه متحدثا باسم المتظاهرين لكي يتم التفاوض معه وتحقيق المطالب”، معتبرا ان ” الامور التي عقدت الوضع هو استخدام القسوة مع المتظاهرين رغم ان الدستور العراقي لم يجيز للجيش والقوات الامنية ان تقمع المتظاهرين، لذلك فان الذين قمعوا المتظاهرين او ضربوهم هؤلاء خرجوا عن الدستور العراقي ويجب ان يحاكموا”.

وان نيوز

اترك تعليقاً