الرئيسية / مقالات / المقارنة بين الاستاذ كقيمة و السياسي كمنصب

المقارنة بين الاستاذ كقيمة و السياسي كمنصب

السيمر / الاثنين 03 . 12 . 2018

د. حسن خليل حسن *

نعرض في سطور بعض المقارنات الواقعية اللافتة بين المهنتين الجامعية والسياسية في واقعنا العراقي المعاصر، وخلالها سيتضح جزء من اسباب فتور وتراجع الابداع لدى الاستاذ الجامعي وحجم الغبن الذي يقع عليه بدعاوى فارغة كالتقشف وضغط النفقات، هذه المقارنات تعكس واقع الهيمنة السياسية على مقدّرات الاستاذ الجامعي ومدى استلاب وتقييد الطاقات الاكاديمية عن الخلق والابداع وتصدير المعرفة، وهي محاولة لإعادة النظر بمكانة الاستاذ الجامعي كقيمة اجتماعية ومورد عقلي خاص، من اجل تحفيز دوافع الاعتزاز بالقامات الجامعية وجعلها ارقى الطبقات الاجتماعية اذا اريد لهذا البلد ان يضع خطاه على طريق التطور واللحاق برِكِاب البلدان العالم التي تحرص على حفظ مواردها البشرية ورفع مستوى الجامعات والاهتمام برونق التعليم العالي، كما ان عرض المقارنة هنا يهدف الى اعادة صياغة تشريعات جديدة تحمي الاستاذ مادياً ومعنوياً وفكرياً، في ظل تنامي الاحتياجات العصرية ولوجود علاقة حتمية بين الاستاذ والجامعة من جهة والفكر والجسد من جهة ثانية
وربما تكون المقارنة قاسية لكنها واقعية جداً في ظل الوضع العراقي الحالي واليكم هذه المقارنة العجيبة:
المؤهلات
(المهنة الجامعية): تميز ومنافسة- اختبارات مضنية- انجازات استثنائية- مخرجات فكرية.
(المهنة السياسية): انتماء + ضربة حظ.
المنجزات والنواتج
(المهنة الجامعية): (على الاغلب)ابحاث وكتب – افكار تنموية-تأهيل طلبة وباحثين- قيادة تربوية لإنتاج طبقة اجتماعية رفيعة المستوى.
(المهنة السياسية): (على الاغلب) قرارات خاطئة- اصطفافات- مآسي سياسية – فشل وتراجع اقتصادي- ازمات محلية واقليمية.
المكاسب
(المهنة الجامعية) : راتب محدد ومخصصات مهددة وضرائب شرسة
(المهنة السياسية) : مكاسب متصاعدة لا تتأثر بالقوانين وهي صامدة في حالات التقشف.
الامتيازات
(المهنة الجامعية) : مخصصات السكن صفر – دعم البحوث صفر – تخصيصات السفرات العلمية والدورات التدريبية وتطوير القابليات صفر.
(المهنة السياسية) : الالاف من الدولارات سنوياً تحت ابواب : تحسين المعيشة – مخصصات سكن – منافع اجتماعية – نثريات.
الحقوق المادية
(المهنة الجامعية) : ان وجدت زيادة تاريخية فهي تُمنح بقرار وتصادر بجرة قلم وبعضها امانات وبعضها مخفّضة وبعضها يغيب حد اليأس.
(المهنة السياسية) :في تزايد وتكاثر وتحت ابواب ما انزل الله بها من سلطان.
الحماية وتوفير الامن
(المهنة الجامعية) : (اذهب انت وربك فاقتلا …) ( وكفى بالأجل حارسا)
(المهنة السياسية) : ميزانيات مخصص لل: حماية شخصية وعائلية+ حماية في العمل والتنقلات.
التأثير المجتمعي والثقل في الرأي العام
(المهنة الجامعية) : افكار بلا قراءة – مقترحات بلا نظر- توصيات بلا اهتمام.
(المهنة السياسية) : بيده القرارات والحل والعقد .
تمثيل المهنة (داخلياً وخارجياً)
(المهنة الجامعية) :لا ايفادات خارجية ولا تدريب ولا تفاعل علمي خارجي ، وان وجد فهو نادر جدا او خاص بالقيادات الادارية او انه غير مدعوم مالياً لمن هم دون ذلك.
(المهنة السياسية) : ايفادات غير منقطعة بميزانيات مفتوحة وفي معظمها سفرات ترفيهية غير منتجة سياسياً.
تقويم الاداء
(المهنة الجامعية) : لا محاسبة على التقصير ولا عقوبة على الفشل ولا تقييم اداء من اجل الاستمرار.
(المهنة السياسية) : شروط خاصة لمعدل التقويم السنوي- شروط على معايير النشر العالمي– شروط خاصة للترقيات وهي بتصاعد دائما.
مكافأة الخدمة
(المهنة الجامعية) : بعد 30 سنة مضنية من العطاء الفكري والعمل الابداعي والاجهاد الجسدي والروحي والعقلي 80% من راتبه مهددة بين الحين والآخر.
(المهنة السياسية) : بعد 4 سنوات مرفهة راتب تقاعدي ضخم ومجزي ولا يخضع للابتزازات – حياة في ظل المنصب القديم لباقي ايام الحياة.

* قسم علوم البحار / جامعة البصرة

اترك تعليقاً