السيمر / الخميس 07 . 02 . 2019
قال القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الاميركية جوي هود، الخميس، إن بلاده لم توقع اتفاقية أمنية مع بغداد بشأن انتشار القوات العسكرية في الأراضي العراقية، مؤكدا أن “الاتفاقية الوحيدة الموقعة هي اتفاقية الاطار الستراتيجي (SFA)”.
وتحدث هود، في مقابلة مع “ناس”، أجراها الصحفي زياد العجيلي، عن “محاولات للوصول الى اتفاقية أمنية بشأن وجود القوات الاميركية في العراق عامي 2010-2011 ولكنها لم تؤد الى نتيجة مثمرة”.
وكشف هود عن ضغوط سياسية تمارسها واشنطن على طهران في محاولة لإعادتها الى طاولة المفاوضات و”تحويلها إلى شريك حقيقي للمجتمع الدولي”.
وعلق هود، الذي كان يشغل سابقا منصب مدير مكتب الشؤون الإيرانية في الخارجية الاميركية، على تصريح لزعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، في مقابلة سابقة مع “ناس”، قائلا “أنا أتفق مع الشيخ تماماً”.
NAS
نص المقابلة:
نحن بحاجة لتفسير تصريحات الرئيس ترامب فيما يتعلق ببقاء القوات الأميركية في العراق، بهدف مراقبة ايران؟
الرئيس ترامب لديه طريقة خاصة بالتواصل مع الشعب الاميركي، وبهذه الطريقة تم انتخابه. وهذه التصريحات التي أصدرها يوم الاحد الماضي يجب أن يتم أخذها ضمن السياق الكامل. وهذا الخطاب كان عن خطة الرئيس لإعادة القوات الاميركية من أفغانستان وسوريا، وهو خطاب حالة الاتحاد السنوي للأمة الاميركية. وقال الرئيس ترامب شيئا مهما في هذا الخطاب “إن الأمم العظيمة لاتشترك في حروب ليس لها نهاية”، وشرح كذلك أنه بالنسبة للعراق، هناك حاجة للقوات الأميركية بسبب عدم استقرار أوضاع المنطقة، وهنا نقول إن الرئيس ترامب كان يخاطب الشعب الاميركي، وخطابه ليس موجها للشعب العراقي، وكان يستخدم لغة خاصة بجمهوره وهي لغة مختلفة.
وهناك شيء واضح وأكيد، ومن ضمن اتفاقية الاطار الستراتيجي، التي تقول نصاً إن القوات الاميركية تعمل في العراق بترخيص كامل ودعم كامل من حكومة قوية ذات سيادة.
ودعني اقرأ هنا بشكل صحيح نص الاتفاقية “اننا لن نستخدم أراضي ومياه وأجواء العراق منصة أو نقطة عبور لشن هجمات على دول أخرى”.
NAS
هل تدير الولايات المتحدة قواعد عسكرية خاصة بها في العراق.. أم أن قواتها موجودة في قواعد تدار من قبل عراقيين؟
لا توجد قواعد أميركية في العراق، والقوات الاميركية موجودة مع شركائها العراقيين في مناطق مختلفة من البلاد، وكما قال لكم الفريق الركن عبد الأمير يارالله في لقائه الذي نشر على موقع “ناس”، وهذا ما ينسجم مع النصوص المذكورة في اتفاقية الاطار الستراتيجي الموقعة بين بغداد وواشنطن، التي تقول إن الحكومة الاميركية لا تبحث مطلقا عن وجود عسكري دائم في العراق أو إنشاء قواعد لها في البلاد.
NAS
إذا كنتم في قواعد عسكرية عراقية.. كيف لكم أن تمارسوا انشطة رقابية على إيران من دون موافقة بغداد، وفقا لتصريح الرئيس الأميركي؟
حكومة الولايات المتحدة معروفة بأن لديها طرقا مختلفة لمراقبة دول العالم، ومرة أخرى نؤكد أن الحكومة الاميركية تعمل في العراق بترخيص ودعم كامل وشراكة حقيقة مع حكومة العراق، وهدفنا هو المساعدة ببناء قوات أمنية قادرة وتستطيع أن تحمي سيادة العراق وتسيطر على جميع أراضيه، وكذلك تفرض سيطرتها حتى على وجودنا أو أي وجود أجنبي آخر هنا. إن ما يقوم به قادة العراق من وضع لمصلحة بلدهم فوق أي مصلحة اخرى يجعلهم أقوى، ويتناسب مع مصالحنا.
NAS
هناك حديث عن أن المواجهة المزعومة في المنطقة ربما لن تكون بين الولايات المتحدة وإيران.. بل مع من تسمونهم الميليشيات أو الاذرع الايرانية في العراق وسوريا.. السؤال هل لديكم احصائية عن عديد أفراد هذه الأطراف أو إمكانياتها العسكرية؟
نحن لا نريد صراعا أو مواجهة في المنطقة بين أي كان، لأن المنطقة شهدت ما يكفي من الصراعات، وسياستنا حاليا هي تسليط أكبر ضغط ممكن على إيران من أجل إرجاعها الى طاولة المفاوضات، والتوصل الى تفاهم شامل بخصوص السلوك الايراني وسياسات طهران في المنطقة والعالم، والهدف هو أن نجعل إيران شريكا حقيقيا للمجتمع الدولي وحليفة وصديقة للعراق، واذا تمكنا من هذا نكون قد نجحنا. وهذا هو هدفنا الحقيقي، وليس المواجهة.
والولايات المتحدة تريد أن ترى حكومة عراقية قوية ذات سيادة.. تسيطر على جميع أراضي البلاد، وهذا يعني أن تكون المجاميع المسلحة تحت سيطرة الحكومة المركزية، وألا تكون هناك مجاميع مسلحة ممولة أو مجهزة من دول أخرى أو تحصل على دعم من أي حكومة في العالم.
وعودة لسؤالك.. ليس لدينا أية إحصائية عن المجاميع المسلحة.. وربما لدى الحكومة العراقية هذه المعلومات.
NAS
ما هو شكل الاتفاقيات المبرمة بين واشنطن وبغداد.. وكيف يتم العمل بها؟
اعتقد أن هناك إرباكا وخلطا بين اتفاقية الاطار الستراتيجي (SFA) والاتفاقية الأمنية التي نظمت انسحاب القوات الاميركية من العراق (SOFA).. جزء من هذا الإرباك يتعلق بأن المختصرات باللغة الانكليزية لاسم الاتفاقيتين متقاربة، والجميع مطلع على محاولات الوصول الى اتفاقية بخصوص حالة القوات الاميركية في العراق، التي جرى بحثها والوصول اليها عام 2010-2011، ولكنها لم تؤد الى نتيجة مثمرة في وقتها.. وبهذا أقول: لا توجد اتفاقية متعلقة بحالة القوات الاميركية في العراق، اما اتفاقية الاطار الستراتيجي (SFA)، فإن مهمتها تتمثل في توجيه مبادئ التعاون بين حكومتي بغداد وواشنطن، وهي اتفاقية مبرمة منذ 10 سنوات تقريباً، وبإمكان أي شخص أن يسأل “العم غوغل” عن هذه المعلومات.
وأود أن أوضح أن اللغة التي كتبت بها هذه الاتفاقية واضحة جدا، ولقد قمت بمراجعتها قبل يومين لأكون مستعدا لهذه المقابلة.. وأنا أؤكد لك أن وجودنا العسكري جاء بطلب من الحكومة العراقية لمساعدة القوات المسلحة كي تصبح أقوى ولا شيء غير هذا.. وعندما أسمع قصصا عن قيام قوات اميركية بالتجول في بغداد والموصل استغرب.. إذ ليس لدى قواتنا القدرة للقيام بدوريات أو اعتقال أشخاص مثلما تروج بعض وسائل الاعلام، فنحن لا نقوم بانفاذ القانون.. مهمتنا واضحة، وهي تدريب وتجهيز ومساعدة القوات الأمنية العراقية.. وهذه هي الحقيقة.
NAS
ما هي مصلحتكم في بناء قوات أمنية عراقية.. ولماذا تريدون حكومة عراقية قوية ذات سيادة؟
مصلحتنا هي خلق بيئة أمنية جيدة للاستثمار في العراق، وعندما تتمكن الشركات الاميركية من الاستثمار في السوق العراقية ستحقق ارباحاً، وكذلك سيتمكن العراقيون من الحصول على وظائف ويكون لديهم الأموال لشراء البضائع الاميركية وتكون دائرة لاستمرار العلاقة بين المجتمعين الاميركي والعراقي، وكذلك تكون الحكومة العراقية قادرة على جذب استثمارات أجنبية أخرى.. ووجود حكومة عراقية قوية يعني استقرارا أمنيا في البلاد، ومنع أي جهة من العبث بالأمن الداخلي للعراق.
NAS
في لقاء سابق أجراه “ناس” مع زعيم عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، قال إنه يتمنى ألا تتعرض المصالح الإيرانية والأميركية، على حد سواء، في العراق، إلى الخطر.. هل توافقه الرأي؟
نعم نحن نتفق مع تصريح الشيخ قيس الخزعلي، ونحن لا نريد جر العراق الى أي صراع.. سواء كان من بلد آخر أو من مجموعة مسلحة ليست تحت سيطرة الحكومة العراقية.