السيمر / فيينا / الخميس 11 . 07 . 2019 — يستعدّ حزب الدعوة الإسلامية، لعقد مؤتمره العام، يوم غد وبعد غد، واختار الحزب محافظة كربلاء موقعاً لعقد المؤتمر الذي واجه تأجيلات متعددة بل وتشكيكاً بإمكانية انعقاده،فيما وجه الأمين العام للحزب نوري المالكي رسالة إلى أعضاء الحزب، بشأن مجريات الأحداث. وأكد المالكي في بيان تلقى “ناس” نسخة منه اليوم (11 تموز 2019), على “معيارية وحدة الدعاة واحترام ارادتهم الجمعية في قرارات المؤتمر، إضافة الى ضرورة تداول المسؤوليات، والمزاوجة فيها بين الخبرة والتجربة من جهة، والفاعلية والدماء الجديدة من جهة أخرى”،مشيرا الى أنه “سيكون مع أي قرار يتخذه المؤتمر، وإن تعارض مع رغبته وقراره”. وقال المالكي في بيانه “أحيي الدعاة الأبرار وأشد على أياديهم، ونحن على أعتاب انعقاد مؤتمرهم العام، الذي ندعو الله أن يكون ممراً ومنطلقاً لغدٍ أفضل لدعوتنا التغييرية المجاهدة, ولا يقتصر خطابي هنا على (الدعاة) أعضاء المؤتمر؛ بل كل (الدعاة) الأبرار؛ لأن هناك المئات من الأحبة (الدعاة) الحقيقيين من ذوي الكفاءات العالية والتاريخ الدعوي المشرف والخدمات الجليلة، لم تسمح لهم المعايير الفنية أو الظروف أو الملابسات من حضور المؤتمر، وهم معنيون أيضاً بكل قضايا الدعوة وتفاصيل عملها ومشروعها التغييري الإصلاحي المستقبلي، شأنهم شأن أعضاء المؤتمر الحالي”. و اعتبر أن “حضور المؤتمر وعدم حضوره ليس معياراً نهائياً في تصنيف الدعاة وقياس مستويات إخلاصهم وعطائهم للدعوة، واندكاكهم بفكرها ومسيرتها”, املاً بأن “تشكل مخرجات عملية الإصلاح وإعادة البناء حلاً حاسماً لأي التباس يحول دون مشاركة هؤلاء الأحبة في مؤتمرات الدعوة القادمة وبالتالي فإن عدم حضور بعض الدعاة هذا الموتمر ليس نهاية المطاف”. واشار المالكي الى ان “هناك من يشكك بقدرتكم على الإصلاح والتجديد وإعادة البناء، بل يشكك بنوايا أصحاب البرامج والحركات الإصلاحية، فضلاً عن التشكيك بقدرة الدعوة على التحرر من أزماتها والإنطلاق بقوة من جديد, لكني أؤكد للجميع بأن عجلة النهوض قادمة، وورشة إعادة البناء ستعمل بكل طاقتها”. وتابع: “إذا كنتم قد عقدتم العزم ووضعتم الرؤى من أجل إصلاح حزبكم المبارك وإعادة بنائه وتجديد فكره ومؤسسته وتفعيل مشاريعه التنظيمية والسياسية، فمن أين تكون البداية؟, لا أعتقد أننا نختلف في أن البداية ينبغي أن تكون من الجانب النفسي والسلوكي والاخلاقي، أي من نقطة تصفير أزمات الذات، وشحن النفس بطاقة الصفاء والسلامة وحسن الظن، والتحلي بصفات الرحمة و التسامح والتواد، ونبذ مظاهر التلاوم و التشكبك في النوايا. وأقولها دون مواربة، بأنّ عدم تجاوز الأزمة النفسية والأخلاقية والإيمانية، يجعل الحديث عن مشاريع الوحدة و إعادة البناء والمأسسة والتجديد والإصلاح، دون جدوى حقيقية”. واعتبر أن “التغيير الذي يتحق عبره هدف الإصلاح وإعادة البناء، إنما ينطلق من حضور إرادة التغيير في نفوس (الدعاة) وعقولهم. و حين تحضر إرادة التغيير في (الداعية) الفرد، فإنها ستتحول الى إرادة جماعية ترسم خارطة التغيير الشامل التي تأسست الدعوة الإسلامية من أجله, ولا يمكن لـ(الدعوة) أن تحقق حتى جزءاً يسيراً من هدفها التغييري الفردي والاجتماعي، دون أن يكون للتغيير مفعوله في وسط الدعاة أولاً، فميدان الدعاة أنفسهم قبل أي ميدان آخر”. واضاف: “بما أننا نتحرك في ساحة مفتوحة، نمارس فيها كل ألوان النشاط، التنظيمي و السياسي والحكومي والاجتماعي والثقافي والحقوقي وغيرها، فإن مكارم الأخلاق والسلوك المستقيم والعمل الصالح والأداء المنتج، هو معيار شرعية وجودنا الحركي. وهو ما يمكن أن نعبر عنه بالسلوك الدعوي والأخلاق الدعوية، والتي تتسع للأخلاق السياسية والأخلاق الحزبية والأخلاق الاجتماعية والأخلاق الثقافية والأخلاق الجهادية. كما أنها تمثل ـ في الوقت نفسه ـ السلوك الجمعي والسلوك الفردي لـ(الدعاة)”. ودعا المالكي الى انه “ينبغي أن نكرس أخلاق (الدعاة) الأصلاء وسلوكهم في مؤتمرنا الحالي، فهو ميدان التجربة الجديدة، وبأن نغلِّب مصلحة (الدعوة)، و نعي أن الله ورسوله وآل بيته وشهداء الدعوة يراقبون”.
المصدر / ناس