السيمر / فيينا / الثلاثاء 23 . 07 . 2019
لم يمض سوى ثلاثة اشهر على زيارته الى ايران حتى حط رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الرحال مجددا في طهران، حاملا في جعبته ملفات مهمة لتداولها مع الجانب الايراني بهدف نزع فتيل التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وكيفية تجاوز الازمات. وسبقت الزيارة تسريبات اعلامية تفيد بانه قد يطرح على ايران، عقد مؤتمر اقليمي في بغداد، يضم الدول الجارة للعراق، وبحضور مصر.
استقبل الرئيس الايراني حسن روحاني رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي وبحث معه اخر التطورات الاقليمية وسبل خفض التوتر في المنطقة بعد التصعيد الاميركي غير المسبوق تجاه ايران. وشدد الجانبان على ضرورة تأمين الملاحة البحرية واحترام الجميع للقوانين الدولية.
عبد المهدي وفور وصوله عقد اجتماعا مع روحاني حيث بحث الجانبان آخر التطورات الاقليمية وكيفية تجاوز الازمات التي تعصف بالمنطقة بسبب السياسات الاميركية وانجرار بعض الدول كبريطانيا الى مستنقع اجندة حكام البيت الابيض .
واكد الجانبان ضرورة تحقيق الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط عموما والخليج الفارسي بشكل خاص، مشددين على اهمية حرية الملاحة البحرية لجميع الدول واحترام القانون الدولي واتفقا على التعاون لتحقيق هذه الاهداف .
هذا وسبقت زيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي تسريبات اعلامية تفيد، بانه قد يطرح خلال زيارته الى ايران، عقد “قمة اقليمية” في بغداد، تضم الدول الجارة والصديقة للعراق، واضافت التسريبات ايضا انه سيتم دعوة مصر اليها ايضا.
واعتبر مراقبون للشأن الاقليمي ان طرح عقد “قمة اقليمية” قد تجد ترحيبا من قبل الجمهورية الاسلامية في ايران، مؤكدين ان القمة ستكون فرصة مناسبة لتعزيز الحوار العربي الايراني.
ويرى المراقبون انه في حال مشاركة ايران والسعودية وباقي بلدان الجوار العراقي في القمة المحتملة، فمن المؤكد ان قنوات مباشرة ستفتح للحوار بين مسؤولي هذه الدول، لمناقشة التحديات المشتركة التي تواجهها بلدانهم، بعيدا عن التأثيرات السلبية للجهات والاطراف الخارجية.
هذا ويستند هؤلاء المراقبون في تحليلهم لما قد تسفر عنه قمة بغداد للجوار العراقي، الى مواقف وتصريحات رئيس الوزراء العراقي، التي طالما اكد على ضرورة تجنيب المنطقة الحروب والنزاعات، وقام بخطوات متعددة للتقريب بين دول المنطقة، بل حاول ايضا ان يتوسط بين ايران واميركا.
وفي هذا السياق يرى استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، علي الجبوري، أن الدعوة التي أطلقها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لإنشاء “منتدى للحوار الإقليمي” بدأت تلاقي صدى واسعا في دول كان موقفها أكثر سلبية نحو هذا الاتجاه.
وأضاف الجبوري، بعد الأوضاع التي وصلت إليها المنطقة قد تكون هناك جدية في مجال التهدئة موضحا أن زيارة عبد المهدي لإيران قد تأتي في إطار التهيئة نحو إنعقاد مؤتمر إقليمي قد تستضيفه بغداد يجمع دول المنطقة منها الدول الخليجية كالسعودية والامارات وقطر ودول أخرى وكذلك العراق والجمهورية الاسلامية من أجل بحث هذا الموضوع.
وأكد أن أمن الملاحة وأمن المنطقة لايتحقق بزيادة القوات العسكرية ولا من خلال تجييش البحر بأسلحة وفرقاطات وإنما يتم من خلال عملية التفاهم ومن خلال الحوار المتبادل.
وأضاف: أمن المنطقة هو مصلحة للجميع وربما يكون مصلحة للولايات المتحدة وللغرب أكثر مما هو مصلحة للدول المصدرة للطاقة في المنطقة مؤكدا أن فرص تهدئة المنطقة هي أقرب بكثير من فرص تعصيد التوتر.
من جانبه إعتبر الباحث الإستراتيجي، هادي محمدي، أن زيارة عبد المهدي إلى طهران مرتبطة بما تريده الولايات المتحدة من تأمين مصالحها في المنطقة.
وقال محمدي إن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو نقل رسالة واضحة للبريطانيين بقوله أن الاميركيين ليسوا مستعدين لحماية السفن البريطانية.
وأضاف أن ما تعتبره الولايات المتحدة مصالح لها تختلف إلى حد ما عن دائرة المصالح البريطانية.
واستنتج الباحث قائلا: إذن و في هذا الإطار ستكون زيارة لوفد من سلطنة عمان إلى طهران خلال الأيام القادمة كما أن القسم الأول من زيارة عبد المهدي يهدف إلى إنعقاد إجتماع لدول المنطقة من أجل خفض التصعيد في المنطقة.
وفي سياق متصل كشفت مصادر اعلامية، اليوم الثلاثاء، عن تنسيق عراقي مصري لما اسمته الوساطة ما بين السعودية وايران.
ونقل موقع “لبنان 24″، عن مصادر خاصة به وصفها بالمطلعة، أن تواصلاً مباشراً عبر موفدين بدأ بين كل من العراق ومصر، بغية تنسيق خطواتهما واتصالاتهما التي يقومان بها من أجل “وساطة” ما بين السعودية وايران، على حد تعبير الموقع.
واشارت هذه المصادر الى أن الحراك العربي لبدء مفاوضات جدية بين ايران والسعودية هو جدي للغاية، وقد تكون خطواته سريعة، لافتة إلى أن افراج السعودية عن ناقلة نفط ايرانية كانت قد احتجزتها قبل اسابيع هو دليل على وجود خطوات حسن نية تسبق التفاوض.
المصدر / العالم