السيمر / فيينا / الجمعة 01 . 11 . 2019 — يطرح كثيرون تساؤلات عدة بشأن عدم مشاركة المناطق السنية في العراق في الاحتجاجات المطلبية التي اندلعت في بغداد والمحافظات الجنوبية منذ الأول من تشرين الاول.
وخلال الاحتجاجات التي اندلعت في بغداد وانتقلت إلى المدن الجنوبية، قتل حتى الآن أكثر من 250 شخصا وأصيب نحو 11 ألفا آخرين نتيجة القمع الذي مارسته السلطات بحقهم عبر استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي.وتعاني المناطق الغربية في العراق، وتشمل محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى، من مستوى تردي الخدمات والفساد ذاته المنتشر على نطاق واسع في العراق.ونقلاً عن موقع قناة “الحرة”، عزى الكاتب والمحلل عمر الشاهر سبب عدم خروج المناطق السنية إلى عدة عوامل، من أبرزها “تخوف السكان من تكرار تجربة التظاهرات التي انطلقت في هذه المناطق عام 2013 وانتهت باجتياح تنظيم داعش لمناطقهم بعدها بنحو عام واحد”.وخرجت المحافظات الغربية بتظاهرات حاشدة واعتصامات في عام 2013، ضد رئيس الحكومة آنذاك، نوري المالكي، تطالب باستقالته من منصبه وتتهمه بتهميش السنة والتضييق على رموزهم في البلاد.
واضاف الشاهر أن “تجربة التظاهرات في المناطق السنية انتهت بمأساة، بدأت بسيطرة تنظيم داعش وانتهت بتدمير المدن السنية وتهجير سكانها”.وتابع أن “أولويات المناطق السنية، حاليا، تختلف عن باقي مدن العراق، التي ترغب في تحسين الخدمات ورفع المستوى المعاشي وغيرها”، مشيرا إلى أن “سكان مناطق السنة يضعون الأمن في مقدمة اهتماماتهم و لا يرغبون في خسارته”.ويتمثل العامل الثاني في أن “السنة يعتقدون أن أي نزول للشارع في هذا الوقت سيعطي السلطات الحجة لقمعهم باعتبار أن المبررات جاهزة لذلك، ومن بينها أن المحتجين مرتبطون بتنظيم داعش أو بحزب البعث” وفقا للشاهر.وعلى الرغم من أن “الاحتجاجات الأخيرة في بغداد وباقي المحافظات انطلقت من مناطق شيعية، إلا أن السلطات وبعض المسؤولين والقوى السياسية تزعم أنها مرتبطة بأجندات خارجية وتقف وراءها دول وسفارات وبعثيون لزعزعة الأمن في البلاد”.واشار الشاهر إلى أن “هذه الاتهامات للمناطق الشيعية تجعل من الصعب على المناطق السنية الخروج بتظاهرات لأن التهمة لهم ستكون جاهزة”.ويقول الشاهر “إضافة لذلك فإن السنة يتخوفون أن تؤثر تظاهراتهم على زخم الاحتجاجات في مدن الجنوب، باعتبار أن السلطات يمكن أن تستغل ذلك لربط هذه الاحتجاجات ببعضها وبالتالي قمعها بشكل وحشي”.وعلى الرغم من أن العراق أعلن النصر على داعش في 2017، وذلك بعد ثلاث سنوات من اجتياح داعش لمناطق واسعة من البلاد، إلا أن بعض الخلايا النائمة لا تزال تنشط في عدة مناطق غربي العراق.ويتابع الشاهر “مما لا شك فيه أن بعض بقايا البعثيين والدواعش لا يزالون ينشطون في المناطق السنية وقد يستغلون أي احتجاج سلمي وشعبي لطرح شعارات مستفزة لباقي مناطق البلاد”.ويختم الشاهر بالقول إن “السنة سيبقون متفرجين على ما يجري في العراق من احتجاجات، لأنهم ببساطة بين نارين، نار الاتهامات بالتخاذل في حال عدم مشاركتهم، أو النزول للشارع ومواجهة الاتهامات بالبعثية والانتماء لداعش”.
المصدر / تسريبات نيوز