السيمر / فيينا / الاثنين 20 . 01 . 2020
اياد السماوي
عندما اندلعت تظاهرات الشعب ضدّ الفساد في الأول من تشرين الأول من العام المنصرم , كانت مخاطر الانزلاق في الفوضى في حالة عدم استجابة أحزاب السلطة الحاكمة لمطالب الشعب المشروعة في الإصلاح والتغيير والخلاص من الفساد والفقر والبطالة والانحطاط الأخلاقي , قائمة وتدفع باتجاه تنفيذ السيناريو الأمريكي الذي رسمت معالمه إسرائيل واستجابت له الأمارات والسعودية .. والسيناريو الأمريكي الإسرائيلي قائم على أساس توجيه انتفاضة الشعب ضدّ الفساد باتجاه الفوضى الشاملة , من خلال استغلال تمادي السلطة الحاكمة وعدم استجابتها لهذه المطالب العادلة ودفع البلد باتجاه الغياب الكامل للنظام والأمن وشيوع الهرج والمرج في البلاد ..
وللأسف الشديد هذا ما حصل بالفعل , حيث نجحت أمريكا وعملائها في العراق من حرف مطالب المتظاهرين والسيطرة على مجريات الأحداث في ظل غياب شبه كامل للأمن والنظام والقانون .. وبهذه الفوضى وهذا الفقدان للنظام والقانون , بات الانقلاب العسكري جاهز للتنفيذ في أي لحظة .. لا أريد في هذا المقال المقتضب أن أكون متشائما , لكنّ المعلومات التي تتناقلها وسائل الأعلام عن اتصالات أمريكية مع قيادات عراقية شيعية وسنيّة وكردية ووجود رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق طالب شغاتي في الولايات المتحدّة منذ عدّة أيام , مع البدء بموجة جديدة للفوضى شملت بغداد ومعظم المحافظات الجنوبية .. يؤكد أن سيناريو الانقلاب العسكري بات جاهز للتنفيذ .. ولا استبعد أن تكون الولايات المتحدة قد استكملت كامل مخططها للاستيلاء على السلطة في العراق والمجيء بحكومة موالية إلى أمريكا , بل ولا استبعد أن تكون أمريكا قد أعدّت حتى البيان الأول للانقلاب العسكري .. حمى الله العراق والعراقيين من كل سوء ..
في 20 / 01 / 2020