الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / لم يشهد العراق فيروساً أشد فتكاً من الصدامية والوهابية

لم يشهد العراق فيروساً أشد فتكاً من الصدامية والوهابية

السيمر / فيينا / السبت 22 . 02 . 2020 —- رغم انه ليس بالشيء الجديد على العراقيين ان يسمعوا مثل هذا الخطاب العنصري في اشد اشكاله غريزية، حول فيروس كورونا “الايراني”، فهذا الخطاب المرضي لطالما ازعج مسامعهم وعقولهم خلال اربعة عقود من حكم البعث الصدامي الشوفيني العنصري، والذي تم تتويجه بحملة التهجير التي طالت مئات الالاف من العراقيين الذين تم اقتلاعهم من جذورهم وتركهم حفاة على الحدود مع ايران بذريعة انهم من اصول ايرانية.

“حزب البعث العربي الاشتراكي التقدمي القومي الانساني”!!، بـ”قيادة بطل العروبة وحارس البوابة الشرقية للامة العربية صدام”!!، اجبر الالاف من العراقيين ان يطلقوا زوجاتهم، ابان حكمه الانساني الذي يتغنى به بعض العرب، لان زوجاتهم من اصول ايرانية، والا سيطردون من وظائفهم واعمالهم، فاضطر الكثير منهم ان يفعلوا ما يأمر به الحزب، فتمزقت الاسر وضاعت الاطفال وتاه الاولاد وقبل كل هذا وذاك قتل الحزب الانسانية في قلوب اتباعه وانصاره، الذين عادوا اليوم بالظهور مرة اخرى وهم يلبسون لبوس الحرص على العراق واهله من “النفوذ الايراني”.

مرض الحقد الاعمى على ايران والايرانيين، لا تجد له مثيلا في العالم بسبب شذوذه الغريب!!، الا في افكار الوهابية السعودية التي قتلت من العراقيين مئات الالاف، تفجيرا وذبحا، لان هذا الفيروس السعودي، لا يعتبر العراقيين الشيعة عربا، بل ولا من البشر!!، فقتلهم فريضة تُدخل الانسان الجنة من اوسع ابوابها، فالايراني في القاموس الوهابي ما هو الا رأس خُلق ليفصل عن جسده، عكس الصهيوني المغتصب للارض والعرض والمقدسات، فالوهابي السعودي يعتبرهم ابناء عمومة، حيث بدات الاصوات تتعالى لرد الاعتبار لهم بل وحتى الاعتذار لهم “لما اصابهم على يد الرسول صلى الله عليه واله وسلم والصحابة الكرام”.

اليوم يلتقي هذان الشاذان، ايتام صدام وذيول الوهابية السعودية، مرة اخرى وعلى ارض العراق ايضا، ليمارسا ذات الشذوذ المرضي المشترك، على خلفية انتشار فيروس كورونا في نحو 30 بلدا في العالم، فبالرغم من ان فيروس البعث الصدامي وفيروس الوهابية السعودية هما اخطر الفيروسات فتكا بالعراقيين على مدى التاريخ، فقد ازهقا ارواح الملايين من العراقيين خلال العقود الاخيرة، الا ان المتتبع لوسائل الاعلام التابعة والممولة من هذين الفيروسين وذبابهما الالكتروني ليس في العراق فحسب بل في لبنان وفي كل مكان انتشرا فيه ، يقف امام ظاهرة قد يستغربها العالم لشذوذها الا انها طبيعية لدى العراقيين للاسباب التي ذكرناها آنفا.

هذه الظاهرة هي ظاهرة العنصرية بابشع صورها، وهي ظاهرة تعاقب القوانين المتحضرة مروجيها، الا انها تعتبر عنوانا للصدامية وللوهابية، وهي ظاهرة تسييس فيروس “كورونا” على خلفية عرقية وعنصرية، فمنذ انتشار الفيروس في العالم بعد ان بدا في الصين، تركت الوهابية السعودية واذيالها في العراق بالاضافة الى ايتام صدام، كل بلدان العالم وكل وقائع الحقائق العلمية والجغرافيا والقضائا الانسانية والاخلاقية، وبداوا باجترار خطابهم العنصري، عبر تلوين الفيروس بلون ايراني، ففي الاعلام الوهابي السعودي والصدامي ، تُذكر ايران اكثر من الفيروس نفسه، في كل الاخبار التي تتناول كورونا، ظنا منها أنها تؤلب الراي العام العراقي على ايران، بينما تخرس الوهابية والصدامية عندما تتحدث الاخبار عن الاصابات بالفيروس في الاردن والامارات وحتى السعودية، في ممارسة تكشف حالة العمى الذي يصيب كل عنصري او طائفي او حاقد مريض عندما يواجه بالحقائق.

رغم ان حقيقة البعث الصدامي والوهابية السعودية مكشوفة للغالبية العظمى من العراقيين، الا ان المؤسف هو ان نرى هناك بعض السذج الذين ظهروا على هامش التظاهرات المطلبية للشعب العراقي، وهم يروجون لمثل هذه الافكار المريضة والعنصرية الحاقدة، بدفع من الدولار النفطي القذر ومن الدولارات التي سرقتها ربيبة الاجرام رغد صدام حسين، وهي افكار لم تجلب سوى الويلات للشعب العراقي، وما الكوارث التي شهدها هذا الشعب خلال حكم نظام البعث الصدامي ، ويوم انتشرت العصابات الوهابية بعد عام 2003 ، الا دليلا على ذلك.

المصدر / العالم

اترك تعليقاً