الرئيسية / الأخبار / بعد اعتذار علاوي عن تشكيل الحكومة… ما السيناريوهات القادمة في العراق

بعد اعتذار علاوي عن تشكيل الحكومة… ما السيناريوهات القادمة في العراق

السيمر / فيينا / الاثنين 02 . 03 . 2020 — يعيش العراق منذ الأول من أكتوبر/ تشرين أول الماضي حالة من عدم الاستقرار السياسي بعد اندلاع الاحتجاجات المطالبة برحيل الحكومة والبرلمان، وما زال العراق يعيش حالة رفض شعبي وتخبط داخل الكتل والأحزاب السياسية وضغوط دولية وإقليمية، ما دفع رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي إلى الاعتذار عن تشكيل الحكومة بعد شهر من التكليف… فما الذي تحمله الأيام القادمة في المشهد السياسي؟

أمريكا وإيران

قال الدكتور قحطان الخفاجي أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين العراقية لـ”سبوتنيك”، إن “عدم اتفاق الكتل السياسية العراقية على حكومة علاوي يؤكد أن هناك خلافا كبيرا جدا بين أمريكا وإيران، حيث كانت هناك حالة من التوافق بين الجانبين في أمور بعينها في العراق، أما الآن الأوضاع اختلفت كثيرا”.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، “في تلك المرحلة تجاوزت كل الكتل والأحزاب الدستور العراقي رغم وضوح مواده، ومع ذلك هناك إصرار على تجاوزه، وطالما لم تتم عملية التوافق نهائيا، فمن الصعب جدا أن نذهب إلى عملية سياسية بعيدة عن الدستور ويحل فيها البرلمان، لأن الأحزاب والطوائف السياسية هنا ستخسر العملية السياسية بالكامل، ويعني هذا أيضا فشل العملية السياسية برمتها”.

انتصار للشارع

وتوقع الخفاجي أن الأمور سوف تسير نحو ترشيح بديل لعلاوي من جانب البرلمان، أو أن يحاول الرئيس برهم صالح بنفسه وضع البديل، وهذا الأمر قد يدخل البلاد في سجالات سياسية وكسب وقت، وفي المقابل سوف تزداد عملية العنف من جانب الميليشيات والجهات الأمنية ضد المتظاهرين.

انفلات وعنف

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن “اعتذار محمد علاوي عن رئاسة الحكومة يعد نقطة انتصار جديدة في صالح الشارع العراقي والمتظاهرين، ونرى كمحللين وسياسيين أن المأزق قد اتسع بالنسبة للجانب السياسي والرسمي للدولة، وهذا الاتساع سوف يعقد الأمر أكثر، ولا أتوقع الوصول إلى نتيجة أو تفاهمات، لأن التفاهمات اختلفت حتى داخل البيت السياسي الواحد، وأتوقع زيادة في عمليات الانفلات والعنف ضد المتظاهرين، وبالتالي تنسحب زيادة على التوترات في العملية السياسية والشارع، الأمر الذي يجعل ليس من السهولة إدارة الأمر”.

اعتذار متوقع

من جانبه قال ثائر البياتي، رئيس اتحاد القبائل العربية في العراق لـ”سبوتنيك”، إن “اعتذار علاوي كان متوقعا ولأسباب كثيرة، أهمها ضغط الشارع والخلافات السياسية، والضغط الدولي على أركان الكتل والأحزاب في العملية السياسية”.

وأضاف رئيس اتحاد القبائل، “علاوي لم يكن الرجل المناسب الذي يستطيع أن يخرج العراق من أزمته وارتكب الكثير من الأخطاء، المشكلة في العراق معقدة، ولا يمكن أن تنتهي بإرادة عراقية خالصة، لأن أطراف الصراع في العراق كثيرة، منها ما هو محلي وبعضها خارجي، الأمور واضحة وسبق أن حذرنا منها، لأن الفوضى السياسية تتبعها فوضى أمنية، حيث أن الشعب العراقي في واد والأحزاب والكتل السياسية في واد آخر”.

الأزمة والحل

وأشار البياتي إلى أن “حل الأزمة في العراق يكمن في مشاركة الجميع وإعادة صياغة عملية سياسية فاعلة حقيقية لإنقاذ البلاد من الانزلاق إلى الكارثة الكبرى والتناحر والاقتتال، لذا على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي أسس لعملية سياسية جعلت من العراق أسوأ بلد في العالم تحت النفوذ الإيراني الذي تربع وسيطر على مراكز القرار وتوزيع الولاءات بين الأحزاب لدول أجنبية بعيدة عن الولاء للعراق”.
وشدد رئيس اتحاد القبائل على “ضرورة أن تنتج المظاهرات عملية سياسية حقيقية بمساعدة المجتمع الدولي وإلا سيكون العراق ساحة ليست للتصفيات الدولية فقط بل قنبلة إذا انفجرت ستكون ارتداداتها تشمل المنطقة بشكل خاص والعالم عموما”.

فقدان الثقة

وقالت الدكتورة فيان صبري رئيسة الكتلة البرلمانية لكردستان بالبرلمان العراقي لـ”سبوتنيك” إن “محمد علاوي لم يستطع بطريقة تعامله مع الكتل السياسية وأيضا داعميه، من أن يحوز على ثقة ومصداقية أعضاء مجلس النواب”.

وأضافت رئيسة الكتلة الكردستانية، “لم يكتمل النصاب في جلسات البرلمان يومي الخميس والأحد الماضيين وذلك لإجماع أغلب الكتل الشيعية والسنية والكردستانية على عدم تمرير علاوي وبرنامجه وكابينته الوزارية”.

خطاب اعتذار

وقال علي عزيز عضو اللجنة المنظمة لمظاهرات العراق لـ”سبوتنيك”، إن “الخطاب الذي قدمه علاوي لعدم قدرته على تشكيل الحكومة الانتقالية كان الأجدر به أن يقدم خطاب اعتذار للشعب العراقي وليس خطاب اعتذار لرئيس الجمهورية أو لأي شخص من الرئاسات الثلاث، الشعب العراقي هو من دفع الثمن في هذا الشهر الذي جرى فيه تكليف علاوي”.

الشهر الأسود

وأضاف عضو اللجنة المنظمة، “قدم الشعب العراقي خلال هذا الشهر والذي أطلق عليه “الشهر الأسود” العديد من الشهداء، لأن الثوار عقدوا العزم على عدم تمرير تلك الحكومة ولو على دمائنا، لأن اختيار علاوي على رأس الحكومة لم يكن بإرادة الجماهير أو الثوار، بل كان قرارا إقليميا، جاءت به بعض الأحزاب المتنفذة والتي لديها فروع في لبنان أو إيران والعراق”.

وأكد عزيز على رفض المتظاهرين لأي مرشح آخر، “لأن العراق هو من علم العالم أبجدية القراءة والكتابة، لذا يجب على من يقود هذا البلد أن يمتلك شخصية قوية وله قدرات وشجاعة ووطنية وغيرة على العراق وأن يكون مهيب وليس شرطا أن يكون عسكريا، واعتقد أن هذا النموذج لم يكن متوفرا ما بعد العام 2003 وحتى الآن”.

القيادة القادمة

وأوضح عضو اللجنة المنظمة، “كما قلنا إن كل المتواجدين على الساحة من السياسيين في الأحزاب والكتل السياسية غير جديرين بقيادة البلاد، والشخصية القيادية ستولد من رحم الثورة، نحن الآن بصدد تأسيس الهيئة السياسية للجنة المنظمة للتظاهرات، نحن الآن الواجهة الحقيقية للعراق وليس حكومة المنفى القابعة في المنطقة الخضراء والتي تعجز عن تسمية شخصية يمكن القبول بها لقيادة البلاد”.

المصدر / سبوتنيك

اترك تعليقاً