السيمر / فيينا / الثلاثاء 10 . 03 . 2020 —- أوضحت وكالة بلومبيرغ ان السعودية صعدت حربها النفطية بتعهد «ارامكو» بزيادة انتاجها الى 12.3 مليون برميل من النفط يوميا في ابريل المقبل، لافتة الى هذا الارتفاع الكبير في انتاج الخام السعودي كفيل باغراق الاسواق النفطية بالخام. وقالت الوكالة في تقرير: ان زيادة انتاج النفط السعودي بـ%25 عن الشهر الماضي يرفع امدادات «ارامكو» الى اعلى طاقاتها، مما يشير (بحسب مصادر) الى ان الرياض تستغل مخزوناتها الاستراتيجية لاغراق الاسواق باكبر كميات ممكنة من الخام باسرع وقت ممكن. علما ان السعودية انتجت 9.7 ملايين برميل يوميا في فبراير. وأضافت: ان الاجراء السعودي بتخفيض اسعار خاماتها واغراق الاسواق بالخام يشير الى أحدث مناورة فيما يشبه حرباً نفطية طويلة ومريرة بين الرياض وموسكو. ونقلت «بلومبيرغ» عن مصادر مطلعة انها تستخدم مخزوناتها النفطية الاستراتيجية لزيادة الامدادات في وقت قصير للغاية، موضحة ان السعودية التي تخزن الخام في الداخل لديها منشآت تخزين استراتيجية في روتردام (هولندا) واوكيناوا (اليابان) وميناء سيدي كرير (مصر)، الا انه ليس لدى روسيا شبكة من مخزونات النفط الاستراتيجية. وقال بوب كاكنالي مؤسس شركة رابيدان للطاقة ومسؤول سابق في البيت الأبيض: دخل النفط في اسواق حرة، والعالم يوشك ان يتعلم بسرعة كبيرة مدى اهمية الاستقرار الذي يمثله النفط بالنسبة للاقتصاد والوضع الجيوسياسي وليس فقط بالنسبة لسوق النفط العالمي. واشارت «بلومبيرغ» الى انه لعقود من الزمن تمت السيطرة الى حد كبير بسوق النفط، خصوصا من قبل الاميركيين الذين حددوا حصص انتاج شركاتهم النفطية في النصف الاول من القرن العشرين ومن قبل منظمة اوبك في ما بعد، الا انه لاحقا عمدت الشركات النفطية الاميركية واوبك الى تقلب الانتاج، حيث قامت بزيادة انتاج النفط في اوقات الشح وخفضته في اوقات انخفاض الطلب للحفاظ على استقرار الاسعار. وتابعت: لكن مع انخفاض الطلب على النفط بشكل سريع بسبب التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا فمن المحتمل ان يجبر ارتفاع الانتاج السعودي (الذي قد يعقبه احتمال ارتفاع الانتاج الروسي) شركات النفط العالمية على تخزين النفط الخام بدلا من تكريره بشكل فوري، وهناك تجار نفط يبحثون عن ناقلات نفط لتخزينه.
«فيتش»: هبوط النفط يضغط على تصنيفات بعض الدول المصدرة
قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني امس إن الهبوط الحاد في أسعار النفط، في حال استمراره، سيدفع على الأرجح تصنيفات سيادية لدول مُصدرة أضعف ماليا للانخفاض، وبخاصة تلك الدول ذات الضغط الإضافي الناجم عن ربط أسعار الصرف. وقال كبير محللي التصنيفات السيادية للشرق الأوسط وافريقيا لدى فيتش يان فريدريخ لرويترز، إنه من المرجح أن تظل أسعار النفط منخفضة لبعض الوقت، وإن دولا بدءا من السعودية والعراق وسلطنة عمان وحتى نيجيريا وأنغولا جميعها محل تركيز. وقال فريدريخ «الدول التي يتسم مركزها الخارجي بالحساسية بعض الشيء ولديها سعر صرف ثابت هي بالتأكيد الأكثر حساسية». وبتناول دول بعينها، قال إن الاحتياطيات المالية للسعودية وصندوق الثروة السيادي لديها يوفران مصدة لكن ليس هناك «متسع لانهائي» في ما يتعلق بتصنيف البلاد عند A (مع نظرة مستقبلية مستقرة) عند اختفاء المصدات. وأضاف أن استمرار ارتفاع الدين الحكومي في سلطنة عمان «سيكون مبعث قلق»، بينما تصنيف نيجيريا عند B+ (مع نظرة مستقبلية سلبية) قد يواجه مشكلات إذا التهمت «محاولات مطولة» للدفاع عن ربط عملة البلاد الكثير من احتياطياتها الدولية. ويفيد محللو فيتش بأن الاعتماد على السلع الأولية في أنغولا والعراق وسورينام والغابون هو الأكثر وضوحا في العالم، وأن هناك عشر دول نامية أخرى تحتل السلع الأولية فيها أكثر من سبعين في المئة من دخل النقد الأجنبي.
المصدر / القبس الكويتية