السيمر / فيينا / الثلاثاء 17 . 03 . 2020 — هاجمت أسراب الجراد الصحراوي مزارع الحنطة والشعير في قضاء الشنافية التابع لمحافظة الديوانية ٧٠ كيلو متر غرب المحافظة، فيما حذر مختصون من خطورة عدم معالجتها.
وقال المزارع عناد الشبلاوي لــ”ناس” اليوم (١٧ آذار ٢٠٢٠) إن “أسراب كبيرةَ من الجراد الصحراوي الأصفر هاجمت الأراضي الزراعية في الشنافية منذ وصولها من السعودية والكويت قبل حوالي أسبوع الأمر الذي شكل تهديداً كبيراً للمحاصيل الزراعية” مشيراً إلى “احتمالية إتلافها بشكل نهائي”.
وأضاف، أن “قرابة ٤٥ ألف دونم زراعي بمقاطعة رقم ١١ وحوالي ٥٠ ألف دونم في مقاطعة ١٢ تحتاج إلى جهد كبير للمعالجة، لا يمكن للأهالي ان يقوموا به بسبب المساحات الشاسعة للأراضي وطبيعة التربة التي لا تسمح بمرور الآليات عليها”.
من جهته ذكر نقيب المهندسين الزراعيين في الديوانية حسن علي مطر أن “الأعداد الكبيرة للجراد تحتاج لمكافحة حكومية وجهود وزارية مختصة” لا فتاً إلى أن “المزارعين يعجزون عن توفير المبيدات الكافية لهذا الموضوع، بسبب المساحة الكبيرة والأراضي الطينية التي تعوق مكافحة الجراد حتى من قبل الفرق الحكومية التي تعمل حاليا على ذلك”، مقترحاً “الاستعانة بجهد جوي من الطائرات الزراعية”.
وأكد مطر، خلال حديثه لـ”ناس” اليوم (17 آذار 2020) أن “هذه النوع من الجراد يأكل بقدر وزنه ما يسبب خسائر كبيرة جداً في المحاصيل، إضافة إلى البيوض التي في حال تفقيسها ستحول هذه الأراضي إلى بؤرة لهذا النوع”
ويشار إلى أن قضاء الشنافية التابع لمحافظة الديوانية له حدود مع محافظة النجف والسماوة فيما تمتد حدود باتجاه الصحراء الغربية، وتصل إلى السعودية، ويعتمد على زراعة المحاصيل الزراعية الاستراتيجية إضافة إلى زراعة انواع من الخضروات التي تعد مصدرا مهما لدخل السكان في القضاء.
وكانت أسراب من الجراد الصحراوي أثارت خوفاً وهلعاً لدى السكان وأصحاب المواشي ومربي الحيوانات المنتجة، جنوبي العراق، وذلك بعد أن أظهرت مقاطع مصورة تناقلتها وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تغطية الجراد لسماء محافظات المثنى وذي قار والبصرة.
تلك الهواجس تصاعدت، في ظل انتشار فيروس كورونا، خاصة وأن مثل تلك الحشرات تكون في العادة ناقلاً جيداً للفيروسات المعدية، من خلال تماسه بالمزروعات خاصة بعد تسجيل عشرات الإصابات في العديد من المحافظات العراقية.
المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف، وفي حديث سابق لـ”ناس”، قال إن “الوزارة ومنذ الـ 19 من الشهر الماضي استشعرت بأن هناك أسراباً من الجراد دخلت في بعض دول الجوار، ومنها اليمن والسعودية ولبنان، باعتبار ذلك موسم تكاثره، ويكون له القابلية على التغذية بقدر وزنه إضافة إلى أنه يقطع مسافة 150 كيلو متراً يوميا”.
وأضاف، “نحن تواصلنا رغم اتفاقنا مع هيئة مكافحة الجراد الإقليمية، لمعرفة أسباب انتشار هذا النوع من الجراد، واستنفرنا كافة الجهود في دائرة وقاية المزروعات، واستحضرت كل الطرق والمبيدات لدرء أي طارئ”.
وبين، أن “أسراب الجراد وصلت في بادئ الأمر إلى بعد 300 كيلو عند الحدود العراقية السعودية، ومن ثم دخلت مجاميع منه إلى المثنى وذي قار والبصرة، مما دفع وزارة الزراعة بالتعاون مع الدفاع المدني للقضاء عليه في المثنى، ومن ثم قضي عليه في منطقة اللحيس التابعة لمحافظة البصرة”.