السيمر / فيينا / السبت 16 . 05 . 2020 — الاساءة التي وجهتها قناة “ام بي سي” السعودية الى الشهيد القائد ابو مهدي المهندس الرمز العراقي والعربي والاسلامي والانساني الكبير، الذي قارع طيلة حياته المباركة الاستبداد الصدامي والاحتلال الامريكي والغزو الداعشي الوهابي، دفاعا عن شرف العراقيات ومقدسات العراقيين ووحدة ارض العراق، حتى اختاره الله سبحانه وتعالى اليه مخضبا بالدماء، بعد ان مزق جسده صاروخ أمر باطلاقه مجرم ارهابي سفاح، فهذه الاساءة لم تفاجىء العارفين بطبيعة نظام ال سعود، بل كانوا سيتفاجأون لو اشادت القناة بالشهيد المهندس.
هناك عقدة نقص كبيرة وكبيرة جدا يعاني منها ال سعود وتتحكم بتصرفاتهم، وهي عقد النقص ازاء الشرف والرجولة، وهي عقدة كشف عنها المفكر السعودي ناصر السعيد في كتابه الشهير “تاريخ ال سعود” بالوثائق والصور، والتي تاكدت بدورها عمليا على الارض من خلال عشق ال سعود للكيان الاسرائيلي والصهيونية وحقدهم على الفلسطينيين، وانبطاحهم امام البريطانيين والامريكيين الذين جعلوا منهم حراسا على ابار النفط في مقابل الحفاظ على حياتهم، لذلك تراهم يبتلعون اهانات ترامب دون ان ينتفض فيهم عرق رجولي، ومركب النقص هذا هو الذي يفسر ايضا حقد ال سعود الاعمى على كل عناوين و رموز الشرف والرجولة في الامة، وهو حقد فاق بكثير حقد الصهاينة.
بالتزامن مع محاولات بريطانيا في بداية القرن العشرين تاسيس كيان اسرائيلي في فلسطين ارض المقدسات، كانت محاولات بريطانية تجري على قدم وساق لتاسيس كيان سعودي في الحجاز ارض المقدسات، ونجحت محاولات بريطانيا وتم تاسيس الكيانين بفارق زمني بسيط ، ليكونا خنجرين مسمومين مغروسين في قلب العالم الاسلامي وفي اقدس الاماكن فيه.
نظام ال سعود وبإدارة بريطانية امريكية، نجح لعقود في تسويق نفسه للعالمين العربي والاسلامي على انه “نظام عربي اسلامي محافظ”، من خلال استغلال وجود الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومن خلال استخدام عوائد النفط لشراء اكثر من ثمانين بالمائة من الفضاء الاعلامي العربي المرئي والمسموع والمقروء، فناصب حركات التحرر العربي العداء، وجعل من مصر جمال عبدالناصر عدو العرب والمسلمين، كما حارب بالنيابة عن بريطانيا وامريكا والصهيونية كل حركات المقاومة العربية للاستعمار والاستبداد، وشارك في كل حروب امريكا والغرب والصهيونية ضد العرب والمسلمين وتوج هذه المشاركة في صناعته القاعدة وتجنيد عشرات الالاف من المقاتلين وارسالهم الى افغاستان للموت في حروب امريكا.
القضية الفلسطينية ودماء شهدائها الطاهرة وانتصار الثورة الاسلامية المباركة في ايران، دفع ال سعود الى نزع القناع “الاسلامي المحافظ”!!، فاذا به نظام اكثر صهيونية من الصهاينة انفسهم، فجميع الحروب التي شنها الكيان الاسرائيلي على لبنان وغزة كانت بدعم ومشاركة ومباركة سعودية واضحة فاضحة، اما الحصار المفروض على غزة فهو جريمة سعودية قبل ان تكون اسرائيلية، اما العداء السعودي السافر لفصائل المقاومة الاسلامية في لبنان ، واتهام هذه الحركات بالارهاب، فهو عداء يتصاغر امامه العداء الاسرائيلي، فالعالم كله يرى كيف جرد ابن سلمان واعلامه الصهيوني الشعب الفلسطيني من اي حقوق في ارض ارضهم وارض اجدادهم بهدف تمهيد الارضية لصفقة القرن التي رفضها العرب والمسلمون والعالم اجمع الا كيانين فقط هما الكيان السعودي والكيان الاسرائيلي.
بعد هذه المقدمة هل سيتفاجأ الانسان بتهجم قناة اعلامية سعودية رخيصة كرخص ال سعود ومعروفة بابتذالها ونشرها للرذيلة والفجور والتطبيع والشذوذ، على رمز عراقي كبير مثل الشهيد القائد ابومهدي المهندس قارع اسياد ال سعود من امريكيين وصهاينة ، واذناب ال سعود من دواعش وتكفيريين؟!، فهل يمكن ان تشيد السعودية برجل اذل اسيادها واذنابها؟، نحن نمنح القارىء فرصة مفتوحة ليجد لنا إسم مقاوم واحد أو شهيد واحد، واحد فقط، من ابطال المقاومة الاسلامية من الذين قاوموا المحتل الاسرائيلي والامريكي وسقطوا شهداء في معارك الشرف او في جرائم الاغتيالات الامريكية الاسرائيلية الجبانة، اشاد به الاعلام السعودي الصهيوني؟!،اللافت انه لم ولن يجد اي اشادة، بل سيجد على العكس عبارات “الارهابي” و “المغامر” و “الطائفي” و “الميليشياوي” و “الاخواني” و “الصفوي” و”المجوسي”، وهي بالمناسبة عبارات يحاول الاعلام الصهيوني نفسه تجنبها قدر الامكان!!.
الاعلام السعودي وضع الشهيد القائد ابو مهدي المهندس في ذات القائمة التي وضع فيها السيد حسن نصرالله وقاسم سليماني وفتحي الشقاقي وعماد مغنية واسماعيل هنية وعباس الموسوي وزياد نخالة واحمد ياسين ومصطفى بدر الدين ويحيى عياس وحميد تقوي وعبدالعزيز الرنتيسي وجهاد مغنية ورمضان عبدالله شلح وراغب حرب وحسين همداني وبهاء ابو العطا واسماعيل ابو شنب وو..، وهي ذات القائمة الامريكية الاسرائيلية، ونؤكد جازمين ان الشهيد القائد المهندس ما كانت له امنية اكبر من ان يكون بين عناوين الشرف والرجولة هؤلاء.
العالم