السيمر / فيينا / الثلاثاء 19 . 05 . 2020 — عدد أقل من الرحلات الجوية، ومزيد من التوقفات.. يتشكل عصر جديد للسفر بالجو بإجراءات جديدة بسبب وباء كورونا مثل من قياس درجة حرارة الطاقم والمسافرين والمسح الحراري، وارتداء الكمامات، وقواعد جديدة لدورات المياه.
فمع العودة الجزئية والتدريجية للرحلات الجوية في ظل قرار كثير من الدول فتح اقتصادها مجددا، بدأت بعض شركات الطيران في ممارسات جديدة للخروج من الانهيار الذي أصابها خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب انخفاض الرحلات إلى أكثر من 80 في المئة.
وبدأت بعض شركات الطيران في إلغاء وجبة الطعام على متن رحلاتها القصيرة نسبيا، وإيقاف عربة التسوق المعفاة من الرسوم الجمركية داخل الطائرة، وتقليل عدد ركاب الطائرة لمحاولة الحفاظ على التباعد الجسدي بين المسافرين، بحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وقد يستغرق الخروج من الطائرة عند الهبوط وقتا أطول من المعتاد للحفاظ أيضا على التباعد الاجتماعي وتقليل الزحام.
ويعتقد خبراء الطيران أن عودة حركة السفر الجوية ستستغرق فترة ما بين 18 شهرا إلى عامين قبل أن تعود إلى طبيعتها. وخلال هذا الوقت وإلى أن تحين العودة الطبيعية التي ربما تستغرق سنوات فإن هناك تغييرات كبيرة ستحدث.
ومن أهم هذه التغييرات، يتوقع المسؤولون في شركات الطيران انخفاض الطلب وتسيير عدد أقل من الرحلات الجوية، وتوقفات مرعبة.
وتدرس بعض الشركات مطالبة الركاب بالتوقيع على شهادة صحية أو حمل وثيقة تثبت أن لديهم مناعة ضد الفيروس، أو أن الراكب أصيب بالفيروس وتعافى منه.
عودة للمسافات والخدمات المجانية
في السنوات الأخيرة، عملت شركات الطيران على تعزيز أرباحها من خلال الضغط على المسافرين وتحميلهم رسوما إضافية للحصول على مقعد أكبر أو مسافة أوسع أمام المقعد وإضافات أخرى كانت مجانية مثل اختيار المقاعد مسبقا.
لكن أزمة وباء كورونا ومع الضغط على شركات الطيران حاليا أو تشجيعها على الحفاظ على التباعد الاجتماعي داخل الطائرات وإبقاء المقاعد التي في المنتصف خالية، فإن ذلك من شأنه أن يصعب على الشركات الحصول على الأرباح التي كانت تجنيها خلال نفس الرحلة قبل تفشي كورونا.
وكانت شركات الطيران تجني أرباحا طائلة من عملاءها من رجال الأعمال وموظفي الشركات الكبيرة، لكن مع تحول الاجتماعات عبر تقنية الفيديو والخوف من السفر، فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير أيضا على الأرباح.
فحص درجة الحرارة وبيان صحي
وبدأت الخطوط الجوية الفرنسية في إجراء فحص درجة الحرارة بشكل إلزامي على ركاب طائراتها حيث قررت منع المسافرين الذين تزيد درجة حرارتهم عن 38 درجة مئوية أو 100 درجة فهرنهايت.
وبدأ مطار العاصمة الأسترالية كانبيرا، في استخدام كاميرات حرارية لقياس درجة حرارة الركاب أثناء فحصهم أمنيا ومرورهم من البوابة الأمنية، وتخطط مطارات أخرى حاليا لاستخدام نفس التقنية، خاصة للوافدين على البلاد.
وبدأت شركة طيران Ryanair Holdings PLC منخفضة التكاليف وأكبر ناقل للركاب في أوروبا، في منع وجود طوابير لاستخدام المرحاض، حيث يتعين على الراكب رفع يده والاستئذان أولا للسماح له بالقيام من مقعده والذهاب إلى المرحاض.
أما شركة KLM الهولندية فبدأت في مطالبة ركابها من المناطق المحددة من الاتحاد الأوروبي بأنها ذات خطر مرتفع، بملء بيان صحي .