الرئيسية / الأخبار / مقتل جورج فلويد: مطالبات بتحقيق العدالة خلال مراسم التأبين ومظاهرات جديدة في مدن أمريكية

مقتل جورج فلويد: مطالبات بتحقيق العدالة خلال مراسم التأبين ومظاهرات جديدة في مدن أمريكية

السيمر / فيينا / الجمعة 05 . 06 . 2020 —قال بنيامين كرامب، محامي أسرة جورج فلويد، خلال مراسم تأبينه إن “وباء العنصرية” أدى إلى موت فلويد على يد أفراد من الشرطة الأمريكية الشهر الماضي.

وتعهد كرامب بالعمل من أجل “تحقيق العدالة” لفلويد، وهو أمريكي من أصول أفريقية توفي بعدما ضغط رجل شرطة بركبته على عنقه قرابة تسع دقائق وهو مثبت على الأرض.

وخرج الآف المتظاهرين إلى شوارع المدن الأمريكية لليوم العاشر على التوالي للتنديد بمقتل فلويد، في مسيرات اتسمت بالسلمية إلى حد كبير.

وشهدت العديد من المدن تخفيف إجراءات حظر التجوال، وقال مسؤول في وزارة الدفاع إن القوات التي أرسلت إلى منطقة واشنطن لاحتمال الاستعانة بها في السيطرة على الاحتجاجات من المتوقع أن تعود إلى قواعدها في ولاية نورث كارولينا.

وحضر مئات الأشخاص مراسم التأبين التي أقيمت في مينيابوليس، حيث ألقى الناشط الحقوقي آل شاربتون كلمة رثاء.

وقال آل شاربتون إن الوقت حان لنقف ونقول “ارفعوا ركباتكم عن أعناقنا”.

وتسببت الحادث، الذي تم تصويره بالفيديو، في إثارة موجة غضب واحتجاجات في مدن في شتى أرجاء الولايات المتحدة.

ومثل ثلاثة رجال شرطة أمام المحكمة للمرة الأولى يوم الخميس بتهمة المساعدة على قتل فلويد.

وقال القاضي إن المحكمة أقرت كفالة بمبلغ مليون دولار، لكن سوف يجري تخفيضها إلى 750 ألف دولار إذا سلموا أي أسلحة يمتلكونها واستوفوا شروطا أخرى.

واتُهم ديريك تشوفين، رجل الشرطة الذي ضغط بركبته على عنق فلويد رغم تحذيره من أنه “لا يستطيع التنفس”، بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثانية ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة يوم الاثنين المقبل.

واتسمت معظم التظاهرات خلال الأيام الماضية بالسلمية، بيد أن بعضها شابته أعمال عنف وشغب، وفُرض حظر تجوال في عدد من المدن.

ماذا حدث في مراسم التأبين؟

قال كرامب، في كلمته أثناء المراسم: “جائحة فيروس كورونا لم تقتل جورج فلويد. إنها جائحة أخرى. جائحة العنصرية والتمييز”.

حضر مئات الأشخاص مراسم التأبين التي أقيمت في مينيابوليس
وشارك في المراسم، التي أقيمت في جامعة نورث سنترال في وسط مدينة مينيابوليس، أفراد عائلة فلويد، والقس جيسي جاكسون، وحاكم ولاية مينيسوتا تيم فالز، وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا إيمي كلوبوبشار،
ورئيس بلدية مينيابوليس جاكوب فراي، ومئات آخرون.

ووصف فيلونيز فلويد، شقيق فلويد، كيف كانت الأسرة فقيرة عندما كان هو وفلويد صغارا.

وقال: “يا له من رجل مجنون، لقد جاء كل هؤلاء لرؤية شقيقي، إنه لأمر مدهش أنه لمس الكثير من القلوب”.

كما طالب الناشط الحقوقي آل شاربتون بالمساءلة.

وقال “لن نتوقف”، في إشارة الى الاحتجاجات التي تشهدها ولايات أمريكية. وأضاف: “سنواصل حتى نغير نظام العدالة بأكمله”.

وقال، خلال كلمة مؤثرة، إن قصة فلويد تجسد حكاية السود في أمريكا.

وأضاف: “ما حدث لفلويد يحدث كل يوم في هذا البلد، في التعليم، وفي الخدمات الصحية، وفي كل مجالات الحياة الأمريكية. حان الوقت لنقف باسم جورج ونقول: ارفعوا ركباتكم عن أعناقنا”.

وسوف تُجرى مراسم تأبين أخرى في مسقط رأس فلويد بولاية نورث كارولينا يوم السبت، وفي بلدته في هيوستن يوم الاثنين.

ما هي ردود الفعل الأخرى على الاحتجاجات؟

قال الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، في أول فيديو له منذ وفاة فلويد، إن التظاهرات كانت عميقة مقارنة بأي شيء شاهده في حياته، ودعا الأمريكيين إلى اغتنام الفرصة للتعامل مع المشكلات الكامنة في المجتمع.

سوف تُجرى مراسم تأبين أخرى في مسقط رأس فلويد بولاية نورث كارولينا يوم السبت، وفي بلدته في هيوستن يوم الاثنين
سوف تُجرى مراسم تأبين أخرى في مسقط رأس فلويد بولاية نورث كارولينا يوم السبت، وفي بلدته في هيوستن يوم الاثنين

وقال أوباما: “في كثير من الأحيان، جاء جزء من هذا العنف من أشخاص من المفترض أنهم يخدمونكم ويحمونكم”.

وأضاف: “أريدكم أن تعرفوا أنكم مهمون، أريدكم أن تعرفوا أن حياتكم مهمة، وأحلامكم مهمة”.

كما بثت دوقة ساسكس، ميغان ماركل، رسالة شخصية بشأن وفاة فلويد، وقالت إن حياته مهمة، وأن الأحداث الأخيرة كانت مدمرة.

ماذا حدث لفلويد؟

أوقف أفراد من الشرطة جورج فلويد، البالغ من العمر 46 سنة، أثناء تحقيق في شراء سجائر بأموال مزيفة في 25 مايو/أيار في مينيابوليس.

وأظهر مقطع فيديو القبض على فلويد واستمر رجل شرطة أبيض البشرة في الضغط بركبته على عنق فلويد لعدة دقائق حتى بعد أن توسل بأنه لا يستطيع التنفس.

أفراد الشرطة المتهمون في قضية فلويد
أفراد الشرطة المتهمون في قضية فلويد

واندلعت احتجاجات في العديد من المدن الأمريكية، ودول أخرى، إذ نُظمت تجمعات يوم الأربعاء في أستراليا وفرنسا وهولندا والمملكة المتحدة، حيث تجمع الآلاف في وسط لندن.

وتأتي وفاة فلويد بعد حالات بارزة لمايكل براون في فيرجسون بولاية ميزوري، وإريك غارنر في نيويورك، وغيرهم ممن قادوا حركة حياة السود في السنوات الأخيرة.

كما تعكس حالة الغضب بسبب وفاة فلويد سنوات من الإحباط بسبب انعدام المساواة والتمييز الاجتماعي والاقتصادي.

وشهدت عشرات المدن الأمريكية استمرار الاحتجاجات على الرغم من فرض حظر تجوال واسع النطاق.

واتسمت الاحتجاجات بالسلمية إلى حد كبير، بينما بدأت مدن مثل لوس أنجليس وشيكاغو تخفيف القيود المفروضة وسط آمال بانتهاء أعمال العنف.

وكشف تشريح جثة فلويد أنه أُصيب بفيروس كورونا في أوائل أبريل/نيسان، بيد أن مسؤولين أكدوا أن ذلك لم يلعب أي دور في وفاته.

المصدر/ بي بي سي

اترك تعليقاً