الرئيسية / مقالات / من المعيب جدا على مجتمع أن يتنكر لمن ضحى ولو عبر التاريخ ! فكيف اذا كان التاريخ قريبا ؟!

من المعيب جدا على مجتمع أن يتنكر لمن ضحى ولو عبر التاريخ ! فكيف اذا كان التاريخ قريبا ؟!

السيمر / فيينا / الاثنين 13 . 07 . 2020

الشيخ حسن عطوان

عندما كان الملعون صدام وزبانيته يذلون المجتمع ويهتكون كرامته !
عندما كانت الصلاة في المساجد جريمة !
وعندما كانت زيارة الأئمة جريمة !
وعندما كان مظهر التدين جريمة !
وعندما كان الإنسان يُعتقل على مجرد التهمة والظنة !
ولو أعترف أو أُعترف عليه جراء التعذيب حُكم عليه بالإعدام ،
وصودرت امواله المنقولة وغير المنقولة ، وسُبيت عياله ، وأُخذ بسببه حتى الطبقة الرابعة من أرحامه !
عندما كان العراقي يخشى حتى من الجدار !
وعندما كان الليل يمر بقسوة ، لاينام فيه الأب لقلقه من لحظة اعتقال مفاجئ لولده ، وربما كان الولد الوحيد !

عندما كان كل ذلك ..
نهضت عصبة وأعلنت الرفض وقالت كلمة الحق بوجه سلطان ، جائر ، مجرم ، جمع كل موبقات الظَلَمة !
هؤلاء ،،
اما اُستشهدوا في زنازين وأقبية مديريات الأمن ،
أو عاشوا أعز ايام شبابهم في سجن ابي غريب ،،
أو شُردوا في الأهوار والصحاري والبلدان !

ومّن بقي منهم متخفياً او أدخره الله سبحانه ليوم النهضة الكبرى المباركة في شعبان ..
نهضة لم تكن المواجهات فيها متكافئة مع قوات النظام ..
اذ كانت بين فتية لايملكون إلا ايمانهم ،،
وبين جيش استعمل الطائرات العمودية والدبابات وحتى صواريخ الارض ارض ..

وما أنجلت الغبرة ،،
حتى أُستشهد مَن أُستشهد ،
وأُعتقل مَن أُعتقل ،
وهُدمت بيوت بل مدن ،،
ولحق الدمار حتى بالمراقد المشرفة ،
فالقوم أحفاد أولئك القوم الذين هدموا الكعبة المشرفة واستباحوا المدينة ، وعلى منهجهم !
ويكفيك علامة على ذاك الطغيان الأرعن ما رأه العالم من مقابر جماعية غطت كل مدن الجنوب والوسط ،،

واستطاع بعضٌ من اولئك من الهجرة بدينهم ،،
وبعضهم ساقته الأقدار والطرق الى مملكة الشر ،،
فكانت رفحاء !!

والسؤال الذي ينبغي الإجابة عنه بإنصاف ،،
مَن أتخذ الأهوار ملجأً ،،
او بقي متخفياً مطاردا في مكان ما ،،
او مَن أُحتجز في وسط صحراء موحشة في رفحاء ،،
او وصل الى مخيمات اللاجئين في ايران ..
وحُرم من فرصته في الدراسة والوظيفة والحياة المستقرة ،،
وإنْ كان قد تحمل ذلك لأجل عقيدته ومبادئه ،،
لكن ألا يستحق علينا أن نحترمه الاحترام الذي يستحق ،،
والتعويض الذي قد يعوضه بعض الشئ عما فاته ليعيش حياة الكفاف في مجتمع وجد أقرانه فيه وقد بنوا أنفسهم وعوائلهم ؟؟!
هل من الإنصاف أن يُذل أولئك المضحين في حياة تصعب على مَن أخذ فرصته !
فكيف ستكون عليهم ؟؟!

هل من الوفاء أن نستهزئ بهؤلاء !؟
وننساق مع حملات التشويه التي يشيعها خصومنا ،،
ممن لديه ” ثأر ” مع هؤلاء ؟!!
هل هذا هو الإنصاف !؟؟

ثم !!!!!!
هجمت داعش !
ووراءها كل قوى الشر ، من أعراب وأتراك ، وو ..
وأحتلت عدة محافظات !
وكادت بغداد أن تسقط !
فَمن نهض ؟؟
نفس الشريحة المؤمنة المضحية ،،

فبعد صدور الفتوى المباركة ، بل وقبلها ،
نهض رجال يدركون قيمة الحياة ولكن بعز ، رجال يدركون أن بتقدمهم نحو الشهادة تُصنع حياة أمة ، رجال أبطال تسارعوا للتضحية لتأمن الأعراض والأوطان ، رجال آثروا بأنفسهم لنعيش بكرامة .
رجال أجادوا صناعة الموت الذي به تكون الحياة حياة ،،

وايضاً ،،
أُستشهد مَن أُستشهد ،،
وتيتمت مَن تيتمت ،
وترملت مَن ترملت ،،
وضحينا بأعز فلذات اكبادنا ،،
وجُرح من جُرح !!

كذلك ،،،،
تنكرنا لكل تلك التضحيات !!
وشتمنا الحشد وحرقنا مقراته ،،
مقابل أموال مشبوهة !!
او نتيجة جهل يدفعه إعلام مغرض ..
او انجراراً لعقلٍ جمعي ، في لحظة اللاعقل !!

فالى اين نحن ذاهبون ؟؟!

إنَّ أمةً لاتستذكر قادتها والمخلصين المضحين من ابنائها ،،
ولا تأخذ العِبَر من سيرتهم ،،
ولاتحترمهم ،،
ولاتضعهم موضعهم اللائق ،،

أمة لن تفلح أبدا !!

ولقد قيل : أنَّ أقسى الظلم ظلمُ ذوي القربى .

وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال :
( لا تجعل ذرب لسانك على من أنطقك ، ولا بلاغة قولك على من سددك ) .

اترك تعليقاً