السيمر / فيينا / الاثنين 03 . 08 . 2020
🔹عندما تشاهد كمّ العملاء المحليين (الرخيصين منهم ومرتفعي الثمن) المنخرطين في خدمة المشروع الأمريكي بالعراق ، والذين توزعوا بشكل متقن لتغطية مساحات واسعة في إدارة البلد ، والإعلام الذكي ، والعمل السياسي ، والمنظمات المتستّرة بالمدنية ، ومجاميع التخريب والتعري والتظاهر . .
. . . فلا تملك إلا أن تُعجب بهذا الأداء .
. . فالأمريكان – وهم الغرباء عن البلد . .
. . قد خططوا بشكل ممتاز – ليس فقط لإجتذاب النماذج الدونية من المجتمع ، بل إستطاعوا جذب شخصيات لها وزنها وعنوانها .
قسّموا بينها المهامّ والوظائفَ ، وسخّروهم لتنفيذ مخططاتهم .
لقد كان عملا دؤوبا ومتقنا إستحقّ الإعجاب.
🔹المفارقةُ أنهم نجحوا بذلك بمستوىً أعلى حرفيةً وتفانياً مما حققته القيادات العراقية المتصدية – في أداء واجبها لإجتذاب الشرفاء والخيرين والوطنيين المخلصين .
🔹الطرفان عملا على غربلة المجتمع لإنتقاء ما ينفع مخططاتهما .
الأجنبي المحتل نجح في مهمته الصعبة وأسس فريقا كبيرا ومنظّما ضم السياسي والإداري والكاتب والاعلامي والفنان والاديب والشقي وإبن الشوارع وبنات الليل والعلمانيين وكثيرا من المتدينين ..
.. بينما فشل القيادي الشيعي إبن البلد في مهمته الأقلّ صعوبة .
🔹كل القيادات العراقية (ما يهمنا الشيعية منها ) لم تبذل جهدا بما يكفي لأجل تأسيسِ جماعةٍ صالحة تتولّى زمام الأمور .
لم يكن مطلوبا منهم خلقُ عناصرَ صالحةً شريفةً ومخلصة .
فقط كان مطلوبا منهم جذب العناصر الشريفة (وهم كثرة معزولة ومشتتة) وتحشيدهم في مشروع نهضة وبناء .
لكنهم لم يبحثوا بشكل جيد عن الصالحين . .
لم يبحثوا اصلا ! . . بل هم شتتوا وضيّعوا وفرطوا وهجّجوا من عثروا عليه منهم !
. . حتى أن بعض القيادات بدت وكأنها قد أعدت تصميما متقنا للفشل ، وسارت عليه ونجحت !
🔹 هل من دليل على وجود تلك العناصر الشريفة الناصحة والمخلصة ؟
🔹هل من دليل على ان شعار (أزمة الرجال ) كان خطأً فادحاً روّجت بعض تلك القيادات له ؟
نعم – أجيبكم ← إن القيادات الشيعية حين أحست بخطر داعش يطرق أبواب مدنها سارعت وأنتجت مشروعا ناجحا وصالحا (هو الحشد الشعبي ) .
هذا المشروع جذب آلاف الشرفاء النجباء والوطنيين والشجعان وأهل الغيرة والمجاهدين العفيفين الورعين المتقين . .
. . عناصر صالحة كانت مهملة ، ومنسية .
لم يطرق بابهم صانع قرار بعد ٢٠٠٣ .
ولم ينتبه لوجودهم صاحب منبر أتقن لغة النقد والتنظير .
. . تمكنوا من جمعهم بوقت قياسي – بعد ١١سنة ضائعات تلت السقوط .
. . جمعوهم ليس للبناء مع كل اسف .
ولا الإصلاح حتى . .
. . جمعوهم للموت وللفداء .
🔺لو كان للقيادات الشيعية عزمٌ على تأسيس مشروع بناء حقيقي
لما تاخرت ١١ سنة قبل أن تبتكر وسيلة لجذب الشرفاء وتنظيمهم وتوحيدهم
🔺🔺ولو كانت عاجزة حقا لما نجحت في تاسيس مشروع الحشد . !!
إذن أين يكمن الخلل؟
🔹الخوف الذي حفزها وقت داعش، هو الذي دفعها إلى تناسي الخلافات الجانبية وتوحيد الصفوف .
🔹نفسه الخوف الذي جعلها تذعن لتسليم قيادة ذلك المشروع الناجح الى رجل طالما اختلفوا بشأنه ، ذاك هو الشهيد المهندس .
الخوف ولّد الدافع عندهم ، وأذاب الفوارق بينهم . وما إن زال حتى عادوا لسابق عهدهم ، يتنافرون ، يتخاصمون ، يتعالى بعضهم على بعض .
. . حتى ذلك الروحاني الذي كان يحرص على تسجيل لقطاته وهو يقبل أيدي مجاهدي الحشد ، سرعان ما استنكف منهم وأخذ يصنفهم بين وطني وذيل !
🔹على تلك القيادات العراقية ( الشاعرة منها بالذنب والمعتدة بنفسها ايضا) أن تستسلم لحقيقة أنها قد أخطات ، فتبادر للاعتراف بتقصيرها ، كي تتمكن من التوبة إلى الشعب ، وتصحيح مسارها . . أو ترتضي مصيراً سيشوبه الخزي .
المعمار
تحليلات في الشأن العراقي- الشيعي