السيمر / فيينا / الاحد 09 . 08 . 2020
💠 الفريق الثاني من الوطنيين الشيعة قد وصل في إستنتاجاته إلى الإيمان بأن أمريكا لا يمكن أن تريد الخير يوما للعراق والشيعة بوجه الخصوص .
– ما السبب ؟
– لأن خلافها معنا ناتج عن حقائق وجودية لن تتغير :
١. اننا شيعة ، والشيعة – ببساطة شديدة – فئة مبغوضة من كل طغاة العالم على مر التأريخ .
اذ تتجسد فيها قيم الإستقلال عن الحاكمين ، والثورة على الظالمين ، والثبات على المبادئ ، والارتباط برسالة السماء ونصرة المستضعفين ..
.. هذه الصفات تضع الشيعة في خانة الأعداء التقليديين لكل الانظمة والقوى الحاكمة بظلم والتي أسّست بنيانها على اضطهاد الشعوب.
جميعنا ندرك أن الإنكليز مؤثرون في السياسة الأمريكية بالعراق .
– وهم لم ينسوا مقاومة الشيعة لهم عند احتلالهم العراق قبل قرن.
– مع إدراكهم أن عوامل تلك المقاومة لا زالت مترسخة في عمق الثقافة الشيعية.
– الشيعة في نظرهم قنبلة موقوتة ضد مشاريعهم في الهيمنة.
٢. الحساسية ذاتها موجودة في الوجدان الشيعي تجاه المحتلين
– يدرك الشيعة أنهم لن يتصافوا مع أي قوة إستعمارية، ويستشهدون بالاية الكريمة :
(وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ اليهُودُ وَلَا ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم ) البقرة
– فالقطيعة وأزمة الثقة لها بعد ثقافي – ديني وسياسي.
٣. جغرافيا – نحن عالقون بين قوتين متضادتين : إيران ذات النزعة الثورية العنيدة ، والمعسكر السياسي السني المتلاحم مع إسرائيل والغرب.
٤. هيمنة الأصولية المسيحية على الإدارات الأمريكية – بالخصوص إدارة ترامب – وهي تدفع بقراراتها إلى معاداة الشيعة كمشروع نهضة اسلامي وحيد .
إصرارهم على البقاء في العراق والمنطقة يتعلق جانب كبير منه بالمعتقدات الإنجيلية كضرورة تتخطى أهميتها فكرة الهيمنة على النفط والثروات.
– الحركة الانجيلية (والصهيونية المسيحية) مؤثرتان بشدة في رسم السياسة الامريكية ، خصوصا ما يتعلق منها بإسرائيل والشرق الاوسط (غرب اسيا) وهي كتلة قوية يعول ترامب كثيرا على دعمها.
– وهي تنشط سياسيا وثقافيا في ضوء النبوءات الدينية ، وتهيئ الأجواء لعلوّ دولة إسرائيل تمهيدا لعودة المسيح التي باتت وشيكة حسب اعتقاداتهم.
(تقارير حول هذا الموضوع تجدها على الرابط) :
https://t.me/miemaranalyses/336
– وبعد نجاحهم في تحييد غالبية المجتمعات السنية وحكوماتها في الصراع مع الكيان الاسرائيلي- لم يبق أمامهم سوى الشيعة خطرا لا زال مستعصيا على التطويع .
– هنا يتضح جانب مهم من تضادّهم مع الشيعة بما يمثلونه من خطر على إسرائيل ، يهدد نبوءاتهم بالفشل .
– يدرس فريق منهم (بجدية تامة) نبوءة ظهور الإمام المهدي ويضعها في حساباته كضد نوعي لنبوءاتهم.
– هذا الجانب الخفي من الصراع يغفل الكثيرون عنه.
– والعراق واقع في قلب ذلك الصراع السياسي – الديني.
– صراع تقول نبوءاتهم انه سيحرق المنطقة كلها . . حرب طاحنة يشارك بها ٢٠٠ مليون مقاتل ( راجع ما يكتبونه تحت عناوين : معركة هرمجدون ، المسيحية الصهيونية، الانجيليين).
– هؤلاء الإنجيليون المتطرفون ليسوا فقط مؤثرين بل يحكمون سياسة الغرب .
. . التتمة في الجزء الثالث
المعمار