السيمر / فيينا / الاربعاء 09 . 09 . 2020 — كان حال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي وهو يتحدث وسط وزراء خارجية العرب خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الذي عقد اليوم في القاهرة، حال الضيف الذي لم تُقدم له دعوة، فكان غريب وحتى ثقيل على قلوب باقي المدعوين، فالرجل كان يحاول ان يقتنص، دون جدوى، نظرة تعاطف من وجوه الموجودين، في حرب الوجود الذي يخوضها مع عدو الامتين العربية والاسلامية.
من بين ما قاله المالكي لأقرانه العرب، هو ان يرفضوا بشكل رسمي التطبيع الاماراتي ، في حين كان بعضهم يستمع اليه وهو ضجر، فعليهم ان يشدوا الرحال بعد ايام الى واشنطن بعد ان استدعاهم السيد الامريكي لحظور “احتفالية” توقيع اتفاقية “السلام” بين الامارات والكيان الاسرائيلي وان يكونوا عليها من الشاهدين والشاكرين!!.
رغم ان كلام المالكي لم يكن مزحة، لانه اكد بعد ذلك بالقول “كأنه لا يكفينا ما يفعله الاحتلال بنا، والإدارة الأمريكية، حتى يخرج إعلان التطبيع المجاني .. انه وبدلا من استرضائنا عربياً أمام ذلك التراجع الذي عكسه الإعلان، وجدنا حالنا ندافع عن أنفسنا، وعن قضيتنا، وانقلب الوضع بحيث أصبحنا المشاغبين، ومَنْ يوجه لهم اللوم”!.
وحول سلوكيات اشقائه العرب معهم كشف المالكي عن ان فلسطين طلبت عقد اجتماع طارئ لبحث الاتفاق التطبيعي بين الكيان الاسرائيلي والامارات، لكن دولة عربية (البحرين) اعترضت وطلبت الاستعاضة عنه بالدورة العادية، وعندما وافقنا على ذلك، نتفاجأ من جديد بذات الدولة (البحرين) تعترض على طلبنا إضافة بند على ما يُستجد من أعمال، فيما دولة أخرى تُهدد بتقديم مشروع قرار بديل”.
وزير خارجية فلسطين يعلم جيدا وهو يخاطب الجامعة العربية، انه يخاطب في الحقيقة الدول الغنية فيها، التي هيمنت بقوة المال على قرارات الجامعة ، وهي الدول النفطية والغازية في الخليج الفارسي وعلى راسها السعودية والامارات والبحرين، والتي تقف في اول طابور المطبعين مع الكيان الاسرائيلي، لذلك لا يحق له الاعتراض على تطبيع هذه الدول مع العدو الصهيوني،وإلا سيُطالب بتقديم إعتذار فورا، كما طلب نايف الحجرف أمين عام مجلس تعاول دول الخليج الفارسي من الامناء العامين لفصائل المقاومة الفلسطينية الاعتذار، لانهم نددوا بتطبيع الامارات مع العدو خلال اجتماعهم في بيروت ورام الله!!.
توقع وزير خارجية فلسطين من الجامعة العربية ان تندد بتطبيع الامارات مع العدو الصهيوني هو توقع في غير محله، فهذه الجامعة وبعد تلاشي دور الدول المؤسسة لها، بفعل الغزو الامريكي وتدخل الناتو والدور التدميري للدول الخليجية الثرية، باتت معولا لهدم البلدان العربية، فلولاها لما تجرأ حلف الناتو ان يشن عدوانه على ليبيا ويقسمها، بعد ان منحته هذه الجامعة الضوء الاخضر للاعتداء على ليبيا، ولولاها لما دُمرت سوريا بعد ان جمدت الجامعة العربية عضويتها ودعمت الجماعات الارهابية التكفيرية الوهابية التي عاثت فيها فسادا، ولولا الدور التدميري للدول الغنية لما تم غزو العراق وتدميره، ولما شُن العدوان على اليمن وتم تجويع شعبه، ولما عانى لبنان ما يعاني اليوم، لذلك لن يكون نصيب فلسطين من هذه الجامعة افضل من نصيب باقي الدول الاخرى، الا ان عزاء فلسطين الوحيد هو بوجود ابطال فصائل المقاومة الذين سيفشلون كل المخططات الرامية لحذف فلسطين من الخارطة ومن الذاكرة، كما كان عزاء العراق بوجود الحشد الشعبي ، ولبنان بحزب الله، واليمن بانصارالله، وليبيا بالخيرين من ابنائها.
المصدر / العالم