السيمر / فيينا / الخميس 10 . 09 . 2020 —- قال مسؤول سابق في الموساد إن إسرائيل بدأت في إقامة علاقات مع الإمارات في منتصف العقد الأول من القرن الحالي. تدريجيا، تطورت هذه العلاقات إلى تعاون كامل، والآن يمكن للدول الأخرى أن تحذو حذو أبو ظبي وتبرم اتفاقيات تطبيع مع الدولة الإسرائيلية.
كشف ديفيد ميدان، الرئيس السابق لقسم “تيفيل” في الموساد والمسؤول عن العلاقات الخارجية مع المنظمات والدول المماثلة التي لا تربط إسرائيل بها علاقات رسمية ، لوكالة “سبوتنيك” تفاصيل بداية العلاقات.
سبوتنيك: متى بدأ كل شيء؟
ميدان: بدأت العلاقة في أواخر عام 2005 – أوائل عام 2006. قبل ذلك، “التقى” مسؤولون إسرائيليون من حين لآخر بنظرائهم الإماراتيين. رأيناهم في بلدان ثالثة، في مؤتمرات قمة أو اجتماعات، التقينا بسفرائهم، لكن لم يكن هناك شيء جاد.
ولم تبدأ العلاقة “الجادة” حتى عام 2006، عندما خاطب رئيس الوزراء آنذاك، أرييل شارون، رئيس الموساد، مئير دغان، وكلفه بمهمتين.
كانت المهمة الأولى هي التصدي للتهديد الإيراني (بسبب الشكوك حول تطوير الجمهورية الإسلامية لأسلحة دمار شامل). كان جوهر المهمة الثانية هو إقامة روابط مع الدول السنية المعتدلة في المنطقة.
عينني في حينها داغان كرئيس لقسم “تيفيل” (دائرة الاتصال مع أجهزة الاستخبارات الخارجية في الموساد). كان على فريقي إنشاء هذه الروابط والحفاظ عليها.
سبوتنيك: ماذا فعلت بالضبط؟
ميدان: أخذنا الخريطة وبدأنا في دراسة دول المنطقة، ونحلل البلدان وما هي المصالح المشتركة بيننا، والبحث عن اتصالات. كانت الإمارات واحدة من الدول التي ركزنا عليها، لكنها لم تكن الدولة الوحيدة.
بمجرد أن أقمنا اتصالات مع الإمارات، بدأنا في التواصل. تم كل شيء في الخفاء، وتم التأكيد على عدم تسرب أي معلومات للصحافة.
سبوتنيك: ألم يخشوا (الإمارات) السير عكس التيار؟ خصوصا وأن إسرائيل لم تتمتع بدعم كبير في العالم العربي.
ميدان: من بين كل دول الخليج، كانوا الأكثر جرأة. هذه أمة شجاعة جدا. قادتهم موهوبون وذوي خبرة، متقدمين بفارق كبير عن الجميع في المنطقة. بالطبع، تم كل شيء في الخفاء، لكنهم لم يكونوا خائفين. لقد فهموا بالفعل مزايا إسرائيل وسمحوا بالاتفاقيات التجارية.
سبوتنيك: كيف تأكدتم من الوثوق بهم وأنهم لن يغيروا رأيهم لاحقا؟
ميدان: قادة هذه الدولة محترمين وموثوق بهم. عندما يصافحونك ويخبرونك أنهم سيفعلون شيئا ما، يمكنك التأكد من أنهم سيفون بكلمتهم. لست بحاجة إلى عقد للتأكد من وفائهم بوعودهم.
إنهم أذكياء ومتعلمون، يسافرون كثيرا. إنهم منظمون ولديهم أهداف واضحة. أنا أحترمهم كثيرا للطريقة التي يديرون بها بلادهم. وليس أنا فقط. إنهم يحظون بالاحترام من قبل المواطنين العاديين في الإمارات.
على مر السنين، تمكنوا من فعل ما فشل الآخرون به. لقد تمكنوا من إنشاء نظام يستفيد فيه جميع مواطني الإمارات من ثروة الدولة. لا يدفع المواطنون الضرائب. تعليم مجاني في البلاد. يتم تمويل جميع أنواع التعليم من رياض الأطفال إلى دراسات الدكتوراه من قبل الدولة، وقد تم استثمار الكثير من الأموال في نظام التعليم.
الخدمات الطبية والتأمين مجانيان أيضا. بالزواج يحصل الزوجان على قطعة أرض للبناء. ومن المثير للاهتمام أيضًا أنهم اختاروا عدم الاعتماد فقط على مواردهم، والاستثمار بكثافة في العقارات الفاخرة والبنوك والتكنولوجيا والصناعة والسياحة والتكنولوجيا العالية.
سبوتنيك: لماذا يحتاجون إسرائيل؟
ميدان: لقد رأوا إمكانات إسرائيل وأدركوا أن ما يمكن أن نقدمه لهم مفيد لاقتصادهم.
سبوتنيك: هل تستمر في التواصل مع أولئك الذين أقمت اتصالات معهم في البداية؟
ميدان: نعم. لقد عرفتهم لسنوات عديدة. خلال رحلاتي العديدة إلى الإمارات العربية المتحدة، التقيت بمعظم المستويات الحكومية العليا في الدولة، بما في ذلك الزعيم الحالي وإخوته.
سبوتنيك: برأيك، هل سيكون السلام معهم مختلفا عن العلاقات مع مصر والأردن؟
ميدان: أنت تصنع السلام مع أعدائك. لم تكن الإمارات العربية المتحدة عدونا قط. خضنا عدة حروب مع مصر والأردن، سقط قتلى وجرحى واعتقل آخرين. كانت اتفاقية السلام مع مصر من أعظم الإنجازات الدبلوماسية.
أما الإمارات فوضعها مختلف تماما. لم نخض حروبا معهم أبدا، لم يرسلوا قواتهم إلى إسرائيل، لذا من حيث المبدأ لا توجد عداوة بيننا.
سبوتنيك: بعد توقيع إسرائيل والإمارات على اتفاقية سلام، هل تحذو دول أخرى حذوها؟
ميدان: يبدو لي أن البحرين جاهزة بالتأكيد لذلك، لكن من الصعب تحديد المدة التي ستستغرقها. هذا ليس سباقا مع الزمن. أعتقد أن هذا سيحدث بمرور الوقت. بعد البحرين، قد يكون هناك بلد آخر، ليس بالضرورة من الخليج الفارسي. ثم عُمان والمملكة العربية السعودية والكويت، لكنهم يستغرقون وقتا.
المصدر / سبوتنيك