السيمر / فيينا / الاثنين 05 . 10 . 2020 —-الصورة غير المنطقية التي يحاول الرئيس الامريكي دونالد ترامب الظهور بها بعد اصابته بفيروس كورونا والتي استدعت نقله الى المستشفى، تكشف ان الاصابة لم تغير نظرة الرجل الى سلوكياته والى من حوله، فمازال الظهور بمظهر الرجل القوي والرفض للاستسلام للمرض هو الذي يؤرقه، حيث خرج من المستشفى لبضع دقائق ليحيي انصاره الذين تجمعوا خارجها، في تصرف خال من اي مسؤولية اخلاقية ازاء المحيطين به من حراس ومرافقين ومواطنين عاديين.
رغم ان ترامب اراد من خلال هذا التصرف الارعن ارسال رسالة الى انصاره من انه مازال قويا متماسكا وان الوباء لم ينل منه، ولكن تناسىى ان تصرفه هذا زاد من الشكوك لدى البعض حول فبركة ترامب لقضية اصابته بالفيروس او على الاقل ان الاصابة لم تكن قوية وان فريق ترامب قام بتضخيمها لكسب تعاطف المواطنين وكذلك لاظهار ترامب بمظهر الرئيس القوي الذي هزم الفيروس. كما زاد من يقين المواطنين ان ترامب مازال يتصرف بطريقة غير منطقية وغير حكيمة تعرض حياة الاخرين للخطر من اجل كسب اصوات الناخبين الذين اداروا ظهورهم له، بسبب سوء ادارته في التصدي لوباء كورونا، وعجزه عن اظهار اي تعاطف مع ضحايا الفيروس الذي تجاوزوا اكثر من 200 الف شخص في امريكا.
كان بامكان ترامب ان يستغل اصابته بالفيروس لكسب تعاطف المواطنين ورفع حظوظه الانتخابية المتدنية، الا ان شخصيته النرجسية ورعونته فوتتا عليه تلك الفرصة، وظل متمسكا بتلك الشخصية المغرورة والمتعالية والتي تعجز عن نسج اي ارتباط عاطفي بالمحيطين بها، ولا حتى مع من اصيبوا قبله بالفيروس بسبب ادارته السيئة، فقد ظهر بتلك الصورة الخالية من اي تعابير، وبذلك الوجه الذي كان اقرب منه الى وجوه الموتى.
اللافت ان الصورة التي حاول ترامب الظهور بها امام الناس، وهي صورة الرجل القوي وغير المبالي بالمرض، كذبتها التقارير الصحفية والطبية التي كشفت عما جرى خلال اليومين الماضين عندما تم نقل ترامب الى المستشفى، والتي ظهر فيها ترامب على حقيقته، انسان خائف من الموت ويسأل من حوله هل سيخرج سالما من قبضة كورونا ام لا.
مجلة “فانيتي فير” الأمريكية كشفت ان ترامب أعرب لمساعديه عن شكوكه بشأن قدرته على تجاوز فيروس كورونا وخوفه من الموت المحتمل. حيث نقلت المجلة عن ثلاثة مصادر جمهورية مقربة من البيت الأبيض تأكيدهم على أن ترامب أبدى قلقا ملموسا بعد أن اضطر يوم الجمعة الماضي إلى اللجوء لتنفس الأوكسجين الطبي وارتفعت حرارة جسمه إلى نحو 39.5 درجة مئوية.
وذكر التقرير أن ترامب تساءل علنا بشأن ما إذا كان سيتمكن من دحر الوباء، وخاطب مساعديه بالقول: “هل أرحل مثل ستان تشيرا” (في إشارة إلى صديقه رجل الأعمال ستانلي تشيرا الذي توفى جراء كورونا في أبريل الماضي).
كما نقلت المجلة تصريحات لكبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز الذي أبلغ المسؤولين الجمهوريين بأن الأيام القادمة ستكون مرحلة حاسمة، فاذا تمكن ترامب من مغادرة المستشفى حتى الثلاثاء فذلك سيعني تجاوزه المرحلة الأسوأ، لكنه إذا بقي في المستشفى لفترة أطول فإن ذلك سيعني أن الأسوأ سيأتي.
بشكل عام يمكن القول ان ترامب على موعد مع “الخروج” خلال اقل من شهر من الان ، اما الخروج من البيت الابيض بعد ان تخلف عن منافسه الديمقراطي جو بايدن باكثر من 10 نقاط ، وفقا لاستطلاعات الراي التي اجريت بعد اصابته بفيروس كورونا، وإما الخروج من الحياة، كما خرج اكثر من 200 الف امريكي بسبب سوء ادارته وتعنته وجهله وغبائه.
المصدر / العالم