الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / لماذا أصروا على الكاظمي ؟

لماذا أصروا على الكاظمي ؟

السيمر / فيينا / الاربعاء 07 . 10 . 2020 — في تصورنا هنالك 5 أهداف أساسية (مضادة للشيعة) كامنة خلف الإصرار الأمريكي على فرض الكاظمي رئيسا للوزراء :

١. ترسيخ الإعتقاد بعجز الشيعة عن إنتاج شخصيات ناجحة ، وعدم صلاحيتهم للقيادة .

٢. تمرير تنازلات مهمة تخدم المصالح الأمريكية لا يقبل بها أي رئيس وزراء آخر يمتلك تأريخا سياسيا وقدرا من القوة الذاتية أو الحزبية أو الإسناد الجماهيري .

٣. التنازلات للأجنبي على حساب المصلحة الوطنية وعلى حساب المبادئ ، حين تأتي من حكومة يرأسها رجل شيعي (وسط حالة تشرذم شيعي غير مسبوقة) ستصبح وصمة عار في جبين شيعة العراق ، مما سيصيبهم بالإنكسار المعنوي مستقبلاً ، حيث سيُكتب عنهم أن الشيعة (بكل أطيافهم) هم من أذنوا بإبقاء قواعد للأمريكان على أرض العراق ، وهم من وقعوا وثيقة تطبيع مع الكيان الصهيوني، وسيقارَن هذا التخاذل مع مواقف الحكومات السابقة (صدام ومن قبله) وسيصَوّر (سنة العراق) أنهم حموا إستقلال العراق عقودا قبل أن يفرط به الشيعة.

٤. ضرب الشيعة وإضعاف كياناتهم بإستخدام رجل محسوب عليهم .

٥. في حال فشله أو إستنفاذ الفوائد المرجوة منه قد يقدم الأمريكان على تصفية الرجل ، لإحداث فتنة شيعية – شيعية.

… بشيء من التفصيل :
الإستماتة على تعيين الكاظمي وفرت كل الخيارات المشار إليها، وبشكل اساسي هنالك نتيجتان شبه حتمية ، إن لم تتحقق الأولى فالثانية متحققة بشكل تلقائي :

أ) أن تتمكن السفارة من إدارة حكومة العراق بمستشاريها الأمريكان عبر واجهة الكاظمي ، كي تمرر جميع المخططات الأمنية والإقتصادية التي تطمح لتنفيذها في العراق .

– تقوم في نفس الوقت بتقديم إنجازات ملموسة – محدودة ، على المستويين الخدمي والمعاشي للمواطن العراقي الجنوبي .. بالتوازي مع قدرة حلفاءها الشيعة في إيصال مواطنيهم للقناعة التي وصلها الآخرون قبلهم ، وهي :

( ضرورة التخلي الكامل عن معارضة سياساتها وإستسلامهم للأمر الواقع الأمريكي والرضا بالتطبيع مع الصهاينة .. كما فعل قبلهم الخليجي ، والكردي ، وآخرهم العراقي السني ) .

.. حصول ذلك – سيحقق منفعتين سريعة المفعول :

*) تحسين صورة السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط – قبل الإنتخابات الامريكية.

*) الوفاء بتعهدات قطعها الأمريكي لجهات شيعية تعاونت معه وهي تطمح في مقابل تعاونها إلى تعزيز نفوذها وتحقيق إستقرار في الوسط والجنوب الشيعي ، وإنتعاش اقتصادي ، ومعالجة المظاهر المسلحة ، وتقليم النفوذ الإيراني.

ب) إن لم تتحقق الأولى ، سيكون البديل هو إحراق الجنوب عبر تأجيج نزاع شيعي داخلي يطيح بآخر رئيس وزراء شيعي وربما آخر رئيس وزراء لبلد موحد كان إسمه العراق .

– على أرض الواقع :
نرى أن فشل حكومة الكاظمي لغاية الآن في تحقيق أي إنجاز ..
وانحدار الوضع الصحي بسبب تفشي الوباء ..
واستمرار تردي الخدمات ..
وعجز حلفاء أمريكا من الشيعة عن تغيير مزاج الشارع الشيعي نحو القبول بالأمر الواقع والرضوخ للارادة الأمريكية ، وتمييع المطالب المعارضة ، والاستسلام لفكرة التطبيع
.. ونُذُر عودة مسلسل العنف لتصفية ملفات عالقة
.. والحاجة لطيّ صفحة التظاهرات بعد استنفاذ أهدافها السابقة وتحويلها نحو تلويث سمعة جماعات عراقية معارضة للوجود الأمريكي من خلال تصفيات جسدية لبعض عناصر المشروع الامريكي الذين إنتهت مدة صلاحيتهم
.. ثم تحريك الشارع ضد تلك الجماعات المعارضة .. واستخدام الأجهزة الامنية العراقية في هذا الصراع ..
.. هي ذات اللعبة الأمريكية القذرة ..

.. تنبئ كلها بأنهم ماضون نحو النتيجة الثانية :
– فالشيعة سيُسقطون آخر رئيس حكومة منهم – وسيُقسَّم العراق ، وسيبقى الأمريكان في غربه وشماله ، وسيسلّمون الوسطَ والجنوبَ للفوضى ..

.. هذه حساباتهم – إن لم يشهد الوضع الشيعي مفاجآت سارة من خلال مواقف إستثنائية لبعض الزعامات المهمة القادرة على تحفيز الشارع الشيعي والإنطلاق به نحو نهضة جديدة تسقط رهانات الأعداء .. (وَمَا ذَ ٰ⁠لِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِیزࣲ).

المعمار
تحليلات في الشأن العراقي- الشيعي

اترك تعليقاً