السيمر / الاحد 28 . 02 . 2021
أياد السماوي
أتعلم أم أنت لا تعلم .. بأنّ جراح الضحايا فم
فم ليس كالمدّعي قوّلة .. وليس كآخر يسترحم
يصيح على المدقعين الجياع .. أريقوا دماءكم تطعموا
أتعلم أنّ جراح الشهيد .. تظلّ عن الثأر تستفهم
تمصّ دما ثمّ تبغي دما .. وتبقى تلّح وتستطعم
ذي قار يا صوت العراق المدّوي ويا ضميره المنتفض .. ذي قار يا عبق الكرامة ونسيمها .. ذي قار يا أنشودة الثوار والمناضلين ويا أيقونة الثورة التي لم تنطفئ شرارتها .. سلام لكم يا بقايا الضمير والشرف في هذا الزمن الذي انكفأ فيه الضمير والشرف .. سلام يا من جعلتم الحتوف جسرا إلى الموكب العابر .. سلام لرجال ساحة المناضلين في الحبوبي الذين عاهدوا الله والشعب العراقي على الخلاص من الفساد والظلم والجوع والقهر .. ها أنتم اليوم أيها الشباب الثائر المنتفض على هذه الطغمة الفاسدة التي سرقت تضحياتكم وتضحيات أبناء شعبكم وصعدت إلى سدّة الحكم على أكتاف ثورتكم .. ها أنتم اليوم تخطّون بدمائكم الطاهرة مستقبل شعب العراق وأجياله القادمة .. ها أنتم تتصدّون بأجسادكم العارية لأساليب القمع الدموية والوحشية التي مارستها حكومة اللصوص والأفاقين والوصوليين بحق أبناء مدينتكم الباسلة .. يا ابناء سومر وأور وأبناء الحرف الأول في الكون .. إنّ مطالبتكم برحيل حكومة الفاسدين والأفافين واللصوص , هو الخطوة الأولى على طريق الخلاص من الفساد والظلم والقهر والجوع .. أيها الأبطال الميامين الشجعان .. إنّ رجوعكم لبيوتكم دون تحقيق هدف رحيل حكومة الكاظمي التي هي أسوأ بكثير من حكومة سلفه عبد المهدي , يعني أنّكم قد تراجعتم عمّا عقدتم العزم من أجله .. فلا تغرّكم وعود الكذوب الذي أغرق البلد بالدماء والديون والوعود الكاذبة وسلّط على أبناء شعبكم مجموعة من المستشارين الأفاقين ليكملوا مسيرة فساد حكومات الفساد والانحطاط .. إنّ رحيل حكومة الأفاقين هو أبسط أشكال العزاء لعوائل الشهداء ودموع الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن في رحلة البحث عن الوطن .. واعلموا أنّ شرارة ثورتكم التي أسقطت حكومة عادل عبد المهدي , ستسقط أيضا حكومة الأفاق الأكبر مصطفى الكاظمي .. وأعلموا أن ساحة الحبوبي لن تكون وحدها في هذه الثورة المباركة , وستلحق بها ساحة التحرير في بغداد وكل ساحات العز والشرف والكرامة في العراق .. ولبغداد أقول ..
بغداد يومك لا يزال كأمسه .. صور على طرفي نقيض تجمع
يطغي النعيم بجانب وبجانب .. يطغى الشقا فمرّفه ومضيّع
في القصر أغنية على شفة الهوى .. والكوخ دمع في المحاجر يلذع ..
في 28 / 02 / 2021
الجريدة غير معنية وغير مسؤولة عن كل ما تم طرحه من آراء داخل المقال ، ويتحمل كاتب المقال كامل المسؤولية