السيمر / الجمعة 12 . 03 . 2021 —-ألغت وزارة الخارجية الأمريكية بدلات مالية خاصة بتعويضات عن التعب، كانت تمنحها لموظفي السفارة في بغداد في ظل الانهاك والهجمات الصاروخية المتكررة التي تتعرض لها.
وذكرت قناة “إيه بي سي” الاميركية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، نقلاً عن ثلاثة مصادر، فإن ادارة السفارة الاميركية ومكتب الشرق الاوسط في الوزارة، يعارضون هذه الخطوة ويحثون الوزارة على تغيير هذه السياسة الجديدة، لكن حتى الآن، فإن وقف هذه المعونة المالية ما زال ساريا، وهو يطال ايضا المخصصات المالية التي تمنح لدبلوماسيين قد يطلبون اجازة بعيدا عن ضغوطات العمل.
طعنة في الظهر
وقال دبلوماسي أميركي يعمل في مقر السفارة في بغداد “أشعر أننا طعنا في الظهر. هذا منصب له حوافز خاصة، وهذا الحافز (المالي) يؤخذ من بين ايدينا الان”.
ورفض مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية التعليق، واشار الى “اننا لن نناقش تفاصيل رواتب الموظفين، لكن بإمكاننا أن نؤكد ان موظفينا مستمرون في الحصول على مخصصات وبدلات مالية وفق ما تقتضيه أنظمة وزارة الخارجية”.
وضمن أنظمة الوزارة يفقد الدبلوماسيون بدلات مالية خاصة عندما يغادرون منصبا محفوفا بالمخاطر بما في ذلك ما يسمى اصطلاحا (R&R) التي ترمز الى الاستراحة والاستجمام. لكن بسبب الخطر القائم في العراق، فان الدبلوماسيين يحصلون على بدل مالي اضافي آخر “”hardship pay متعلق بتعويضات عن الصعوبات، هو الذي الغته الوزارة الان لان السفارة في بغداد في مرحلة “مغادرة” وفق قرار وزير الخارجية السابق مايك بومبيو في مارس 2020 عندما طلب مغادرة جميع الدبلوماسيين الاميركيين بغداد والا يبقى الا الفريق الضروري والطارئ.
تحد جديد
وفيما بدأ وباء كورونا يتفشى في انحاء العراق، فإن الفريق الديبلوماسي الاميركي الصغير الذي بقي في السفارة، اضطر الى العمل لساعات واسابيع اطول، وظل كذلك حتى حلول نوفمبر 2020 مع استئناف الهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء في بغداد.
وقال المسؤول الاميركي في بغداد “ان الوضع قوي. كل يوم، فهل نتعرض لهجوم؟ او متى سيكون الهجوم الجديد؟”.
وأوضحت القناة انه وفق مذكرة تعود الى بداية فبراير 2021، بدأ الدبلوماسيون بمواجهة تحد جديد، فبسبب طلب “المغادرة”، يفقد الموظفون هذه المنحة المالية الاضافية التي كانوا يحصلون عليها عندما يأخذون اجازة بعيدا عن العراق، وهو ايضا قرار بمفعول رجعي، بمعنى ان كل من حصل على اجازة في العام الماضي، عليه انه يعيد أموال المنحة الخاصة التي تلقاها.
وبالنسبة الى الوظائف الدبلوماسية العالية الخطورة كما في بغداد او كابول، فان الدبلوماسيين الأميركيين يحصلون على رواتب تزيد 30% في خانة “الصعوبات” و35% اضافية مقابل خانة “الخطرة”. وهي سياسة متبعة من اجل مكافاة الذين يقبلون العمل في مناطق خطرة وصعبة حول العام.
واشار الموقع انه بالنسبة الى العاملين في العراق، فان التخفيض قد تصل نسبته الى 65% بالإجمال، وهو ما تعادل قيمته الاف الدولارات خلال السنة الماضية بالنسبة الى الموظف الواحد، اذا لم يكن اكثر من ذلك.
ولمواجهة ذلك، فان بعض المسؤولين في بغداد اختاروا الا يحصلوا على ال “R&R” المتعلق بالراحة والاستجمام حتى برغم الظروف المنهكة التي يعملون في ظلها الآن.
وبرغم ان المذكرة ارسلت في فبراير الماضي، فانه من غير الواضح متى اتخذ القرار، وما اذا كان خلال عهد ادارة دونالد ترامب او جو بايدن.
حسابات سياسية على الساحة العراقية
واشارت القناة الاميركية الى ان بعض الدبلوماسيين الأميركيين يشعرون بالاستياء لانهم يعتقدون ان بومبيو اتخذ القرار المتعلق ب”المغادرة” ليس بسبب القيود المرتبطة بالسلامة الصحية، وانما بسبب “حسابات سياسية” كان يأمل من خلالها الى الضغط على الحكومة العراقية لقطع روابطها مع ايران وكبح جماح الفصائل المسلحة التي تهدد الافراد والمنشآت الاميركية في العراق.