السيمر / فيينا / الاثنين 05 . 07 . 2021
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كل الحركات السياسية تنبع من مدارس فكرية، كذلك الحركات اليمينية والارهابية تنبع من مدارس تشرعن العمليات الإجرامية، قبل أيام عقد مؤتمر عالمي لمحاربة داعش في إيطاليا، حضرت الاجتماع ثمانين دولة بغياب أهم ثلاث دول قاتلت العصابات الداعشية وهي روسيا وانصارها، بالعراق لولا الحشد والقوات الامنية وكل أفرادها من مقلدوا السيد علي السيستاني صاحب فتوى الجهاد لما تم هزيمة العصابات الارهابية، كانت قوات التحالف وبالذات الأمريكية تمنع الحشد والقوات الامنية من تطهير مواقع القوى الارهابية، الطيران الروسي كان يستهدف المجاميع الارهابية في سوريا، بل نفسهم الارهابيين بثوا مقاطع فيديو يحذرون انصارهم من الطيران الروسي، حاول الروس مساعدة العراقيين يقصف مواقع العصابات الارهابية في غرب العراق لكن التحالف الامريكي الذي يرفع شعار محاربة الإرهاب ضغط على الحكومة العراقية لرفض ذلك، الاجتماع ضم أكثر من ثمانين دولة برئاسة أمريكا وايطاليا كان الحضور العربي كان كبيرا، لم يتم هزيمة التنظيمات الإرهابية داعش واخواتها في كل بقاع العالم إلا بالساحة العراقية والسورية اليمن الشمالي، بل قوات الرئيس هادي المنتهية صلاحيته التي تسمى في الشرعية لديهم في قولتهم العسكرية لواء العمالقة لجماعات ضمن تنظيم القاعدة، ولولا الشيعة الحوثيين لما تم هزيمة القاعدة وداعش بالصومعة في محافظة البيضاء اليمنية، الفضل يعود للشيعة في العراق لهزيمة المجاميع الارهابية، وفي سوريا الفضل للحكومة وحلفاؤها والطيران الروسي، لو فعلا كانت هناك إرادة دولية صادقة لمحاربة داعش لتم دعوة روسيا وإيران وسوريا وحكومة صنعاء اليمنية للمؤتمر لأنهم هم المقاتلين الأشداء في هزيمة التنظيمات القاعدية للداعشية الوهابية لحضور المؤتمر الذي يحمل اسم مؤتمر محاربة داعش.
كان على المؤتمر يقدم شكر وتقدير لقوات الحشد العراقي التي هزمت الإرهاب والكف عن استهدافهم وقصفهم وهم في الخط الأول لمحاربة الارهابيين، هل استطاع تحالف أمريكا هزيمة الإرهاب في أفريقيا والتي لا يزال التكفيريون يتحركون في مناطق شاسعة في غرب أفريقيا وشرقها، بل وحتى في بقع له في شمال القارة في ليبيا وتونس وصحاري الجزائر، يوميا تتناقل وسائل الاعلام خبر تصدي القوات الامنية في تونس لعصابات داعشية. بل حتى في المغرب اشتبكت القوات الامنية مع جماعات وهابية من القاعدة وداعش، لذلك داعش والقاعدة في تمدد وتوسع في مناطق عديدة تقع في دول عربية في شمال افريقيا.
تحالف ضم ثمانين دولة لاتستطيع سحق داعش في منطقة الساحل والصحراء وغرب أفريقيا والتي تضم مناطق تضم أراضي عشر دول أفريقية بشكل عام، هزيمة الإرهاب الداعشي في سوريا يعود إلى القوات الجوية الروسية والحكومة السورية وايران وحلفاؤها. وفي العراق يعود الفضل للشيعة والمسيح والايزيديين ولدعم إيران في السلاح والعتاد في منازلة العصابات التكفيرية عندما تبخر الجيش العراقي في مؤامرة تسليم الموصل للإرهابيين عندما تعاون فلول البعثيين والوهابيين ومعهم قيادات غالبية المكون السني الذين يمثلون دولة حقبة البعث وتعاون بعضهم بعض قيادات كوردية لها مواقف خلافية مع رئيس الحكومة بوقتها السيد نوري المالكي، نقولها وبصراحة في العراق حواضن الارهاب محصورة في مناطق المكون العربي والتركماني السنة فقط، لذلك الإسلام في منطقة غرب إفريقيا والساحل الأفريقي معظم البيئة بسيطة، تنتشر فيها الأمية، والناس عرفت الإسلام من خلال هيئات الإغاثة السعودية والاماراتية والقطرية نشروا الفكر الوهابي التكفيري، لذلك بساطة الناس في أفريقيا تجعل استقطاب الشباب للحركات الإرهابية سهل وبطريقة سلسة، الضائقة الاقتصادية التي تخنق مجتمعاتها تدفعهم إلى الانضمام إلى الحركات التكفيرية، عندي صديق ذهب الى أفريقيا للعمل قال لي هيئات الإغاثة الخليجية ترسل آلاف المشايخ يذهبون للقرى الفقيرة ويدفعون لهم الأموال للدخول في الدين الوهابي، في عام ٢٠٠٣ اشيع ان اعداد من الأفارقة النيجيريون تشيعوا، شاهدنا جنون القنوات الفضائية الخليجية السعودية وكذلك قناة الجزيرة القطرية وعملت قناة الجزيرة لقاء مع مفتي نيجيريا، وكان بوقتها الرئيس النيجيري المنتخب مسيحي، بحيث مقدم البرنامج بقناة الجزيره حرضه حتى على رئيس نيجيريا بالقول كيف المسلمين في نيجيريا اكثر من سبعين بالمائة والرئيس مسيحي؟ في اليوم التالي دعمت دول الوهابية السعودية وقطر والإمارات مفتي نيجيريا وارسلوا هيئات الإغاثة لنشر الوهابية بحجة التصدي الى الشيعة الروافض النتيجة أسسوا «بوكو حرام» والتي تمددت إلى تشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالي، وتتحرك نحو الجنوب الليبي، تهدد شمال أفريقيا وجنوب القارة الأوروبية.هناك حقيقة التحالف الدولي بقيادة أمريكا الذي حارب الإرهابيين في أفغانستان لم يكمل مهمته وانسحب، فكيف هذا التحالف يهزم العصابات التكفيرية في افريقيا؟.
تم تجميع أعداد هائلة من الارهابيين في سوريا من قبل المؤسسات الدينية الوهابية والإخوانية وفتحوا لهم المطارات وحدود تركيا والأردن ولبنان وغرب العراق، وعندما تقدمت القوات السورية وحلفاؤها للاشتباك مع الإرهابيين كانت وجهة انسحاب الإرهابيين نحو مناطق قوات التحالف الأمريكي، اردوغان ارسل آلاف الارهابيين إلى ليبيا وإلى اذربيجان والان سوف يرسلهم إلى أفغانستان فكيف يحضر أردوغان في مؤتمر يحارب الإرهاب؟؟؟
يمكن محاربة الإرهاب بالقارة الأفريقية من خلال حضر الفكر الوهابي بشكل تام ودعم الطرق الصوفية والكف عن قتل الشيعة في نيجيريا، موريتانيا يوجد بها شيعة ضمن الطرق الصوفية لذلك عصية على تسلل الفكر الوهابي منبع كل العصابات التكفيرية، لذلك موريتانيا عصية بفضل الاقلية الشيعية والمتصوفة على العصابات التكفيرية الوهابية، في الختام التحالف الذي حضرته ثمانين دولة ومن ضمن الحضور دول الوهابية الناشرة الى ادوات ولادة الارهاب هؤلاء لم ولن يحاربوا الإرهاب وإنما يدعمون المجاميع الارهابية من خلال نشر فكر ابن تيمية وابن عبدالوهاب وبذلك يهيئون الأرضية الى ولادة الكثير من التيارات والعصابات التكفيرية، مؤتمر لم تحضره روسيا ومعسكرها الذين هزموا العصابات التكفيرية القاعدية الداعشية الوهابية لاقيمة ولاطعم ولا لون له، ويثبت أن الأرهاب لايمكن أن يتمدد لولا هناك أجندات دولية تمول وتوجه هذا الإرهاب الاعمى لتحقيق مصالح لدول استعمارية، يوجد الآن عشرات الاف الارهابيين في شرق سوريا بقرب مناطق وجود القوات الأمريكية، وتم منع الجيش السوري في تعقب الارهابيين والقضاء عليهم وليس بالضرورة الجيش السوري يقتل كل الارهابيين وإنما يستهدف الرؤوس فقط ويتم غلق مدارس التكفير وإعادة تأهيل المواطنين مرة ثانية في ثقافة نبذ الفكر الوهابي والعودة الى المذاهب الاسلامية السنية والشيعية الرافضة لثقافة القتل والذبح والسبي، وجود الجيش الأمريكي بالشرق السوري هو الذي اطال من عمر التنظيمات الارهابية في الشرق والشمال السوري.
4.7.2021