أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / شعب أفغانستان يهزم قوى عظمى

شعب أفغانستان يهزم قوى عظمى

السيمر / فيينا / الاحد 11 . 07 . 2021 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

انا شخصيا عاصرت سقوط النظام الملكي في أفغانستان وهروب الملك محمد ظاهر شاه مواليد ١٧ اكتوبر ١٩١٤ والوفاة ٢٣ يوليو عام ٢٠٠٧، تم تنصيبه ملكا في عام ١٩٣٣ وهو بعمر ١٩ سنة بعد اغتيال والده الظالم محمد نادر شاه صاحب السجل الأسود بقتل الشعب الأفغاني، الصراع ما بين البريطانيين والروس و القاجاريين قديم في القرن الثامن عشر للسيطرة على أفغانستان، لكن الانكليز دخلوا أفغانستان عام ١٨٧٩ بعام ١٩٦٤ أصبحت السلطة للبرلمان وتم تحديد صلاحيات الملك، بعام ١٩٧٣ قام العسكر بعمل انقلاب هرب الملك محمد ظاهر شاه، في عام ١٩٧٩ دبر الشيوعيين انقلابا بدعم من مائة ألف جندي سوفياتي اجتاحوا أفغانستان، بريطانيا غزت أفغانستان في عام ١٨٧٩ والروس السوفيت غزو أفغانستان عام ١٩٧٩ أي بعد مضي قرن من الزمان وإكمال مائة عام تكرر الغزو، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ودخول السلاح النووي انتهت حروب الدول العظمى المباشرة، وبقيت حروب الوكالة، من خلال تجنيد العصابات الارهابية، لذلك أمريكا والناتو قاتلوا السوفيت ليس بحرب مباشرة وإنما من خلال التنظيمات الوهابية التكفيرية، ووظب المال الخليجي بنشر الوهابية وإقناع عشرات الاف الارهابيين الوهابيين للذهاب لكابل لمقاتلة السوفيت نيابة عن حلف الناتو، انتهت بهزيمة السوفيت، وتهيكل الاتحاد السوفياتي نفسه، وصل المجاهدين للحكم، دول الخليج الوهابية ارادوا اقامة حكم وهابي بسبب وجود مجاميع سعودية وهابية متنفذة في القرار الأفغاني لاتواليهم، تآمروا على حركات سياسية تضم خليط من اليساريين والإسلاميين غير متطرفين، وزعماء قبليين أمثال أحمد مسعود شاه، النتيجة السعودية صنعت طالبان، من خلال سفيرها تركي الفيصل صنع تنظيم طالبان بقيادة رؤوس تنظيم القاعدة الذين يعرفون في المجاهدين العرب، وحدثت احداث سبتمبر عام ٢٠٠١ شنت امريكا وتحالفها هجوم تم بموجبه احتلال افغانستان، الشعب الافغاني كان فرحا للخلاص من طالبان، لكن القوات المحتلة قيدت عمل الحكومات الافغانية التي تشكلت وجعلتهم اضحوكة للشعب الافغاني مثل مافعلته مع الحكومات العراقية بعد احتلال العراق واسقاط صدام الجرذ الهالك، ايضا جعلوهم اضحوكة بنظر الشعب العراقي، شجعوهم على الفساد، النتيجة بعد مضي ٢٠ سنة انسحبت امريكا والناتو في انسحاب يشبه الهروب من فيتنام، قبل اقل من شهر قام الرئيس الافغاني المسكين في زيارة امريكا واجتمع مع بايدن، وتعهد بايدن بالإبقاء على «شراكة مستدامة مع أفغانستان».

في الأسبوع الماضي وإذا بقوات أمريكا وحلف الناتو تترك قاعدة باغرام الجوية بدون معرفة وإعلام الحكومة الأفغانية، تصريحات بايدن في القول، لن نختفي من أفغانستان بالكامل في الأيام القليلة المقبلة، كانت الغاية تأمين انسحاب قوات بلاده آمن.

قال بايدن في مراسيم أحتفالات اليوم الوطني لبلاده: «إن على الأفغان أن يكونوا هناك، وأن يكونوا قادرين على القيام بذلك بأنفسهم بالقوة الجوية التي يملكونها والتي نساعدهم للحفاظ عليها»، كانت هناك مفاوضات امريكية مع أنقرة لتساعد في الحفاظ على أمن مطار كابل.

الانسحاب من قاعدة باغرام يعني عملياً خروج أمريكا من أفغانستان، لكن المثير أن سرعة انسحاب الناتو أسرع من انتشار طالبان في أفغانستان،المتحدث باسم «طالبان» سهيل شاهين BBC من مقره في قطر صرح ، وصف الحكومة الحالية الافغانية بأنها «محتضرة»، وأشار إلى البلاد باسم «الإمارة الإسلامية»الرئيس الأفغاني أشرف غني التقى بايدن في البيت الأبيض في بداية الشهر الماضي، وقال بايدن على هامش الاجتماع به: «إن الشراكة بين الولايات الأمريكية وأفغانستان لم تنتهِ… إنها ستستمر».

رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في البلاد الدكتور عبد الله عبد الله والذي شغل منصب وزارة الخارجية الأفغانية بحقبة التسعينات صرح بالقول إنه «لم تكن لدينا خطة استراتيجية لمرحلة ما بعد رحيل الأميركيين، لم نكن مستعدين لقرار سحب القوات الأمريكية. » حتى الرئيس أشرف غني، يقول «إننا لم نكن مستعدين لانسحاب القوات الأميركية».

كان من الأفضل تسليم الملف الامني للقوات الأفغانية وعدم التدخل في قرارات الحكومة الأفغانية في كيفية التعامل مع الإرهابيين، لكن الذي حدث قيدوهم وانسحبوا دون إعلامهم.

لانستطيع نتكلم اكثر، لربما نتعرض للعقوبة، ماحدث في افغانستان في انسحاب سريع وبدون ان تعرف حكومة اشرف غني بذلك وسيطرة طالبان بشكل جدا سريع يكشف ان من يثق بالدول الاستعمارية وبالذات أمريكا فهو غبي وساذج.لذلك نحن بالعراق علينا الكف عن الصراعات الجانبية، ويجب دعم القوات الامنية كقوات الداخلية وقوات مكافحة الإرهاب والتدخل السريع والحشد الشعبي، يجب دعم الحشد الشعبي والمحافظة عليه لكي نتقي شر وخطر الصراعات الدولية والمصالح التي تتحكم بالواقع السياسي وليس القيم الانسانية والاخلاقية لدى الرأسمالية.

الصين تدخل إلى أفغانستان وسوف ترصد المليارات للتعاون الاقتصادي وكذلك روسيا وحتى إيران ربما تصبح لها علاقات جيدة مع طالبان، أنصار روسيا والصين يدخلون أفغانستان ومرحب بهم، طالبان في إمكانها كسب الاقلية الشيعية الافغانية وتعزز قوة جبهتها الداخلية في عمل بسيط تتخلى عن قتل الشيعة الأفغان واضطهادهم،سوف يجدون الشيعة وإيران داعمين لحكومة طالبان، رفاق السلاح وإن اختلفوا لكن قضية المقاومة ورفض الهيمنة الأمريكية المفرطة يجمعهم، الكف عن قتل المواطنين الأفغان الشيعة يسهم في عملية استقرار أفغانستان وإنهاء صفحات الحروب والقتل، وهناك حقيقة الخلافات السنية الشيعية لم ولن تنهي الطرفين السني والشيعي، بل بات من الضروري إيجاد حلول دائمة لضمان العيش المشترك، لربما بعض المتصهينين الخونة اللاهثين وراء مشاريع أمريكا الكاذبة لم يعجبه كلامي، أقول لهؤلاء العملاء الخونة اتعضوا من انسحاب أمريكا من أفغانستان وترك الحكومة الأفغانية بدون دعم وسلموهم إلى طالبان، تاريخ أمريكا حافل في دعم الأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية، بل لدى الأمريكان تاريخ أسود في اضطهاد الامريكان السود الافارقة، اقتبست لكم من صفحة من مدونة تاريخ أسود مايلي(نهاية القرن العشرين بولاية فلوريدا ” بمركزها و جنوبها ” حيث تكثر التماسيح و العبيد تم توثيق حالات إختفاء متتابعة لسنوات طوال للمئات من أطفال العبيد الرضع لم يكن ذويهم يعرفوا أن الاختفاء كان يعود لأقذر عمل منحط فى تاريخ البشرية وهو ما بنيت عليه أمريكا التى لم تختلف حينها عن الآن , حيث كان الخاطفون يعملون فى صيد التماسيح فبدلاً من أن يستخدموا الحيوانات كطعم للتماسيح قرروا استخدام أبناء البشر من العبيد , حيث كانوا يربطون الطفل الرضيع من وسطه بحبل طويل و يلقون به على ضفاف المستنقعات التي تتكاثر فيها التماسيح، لتتدافع التماسيح لالتهام الأطفال و بلعها ليتم سحبها لاحقاً و غلق أفواهها و قتلها لاستخدامها فى صناعة الحقائب والأحزمة .نشرت جريدة التايمز الأمريكية سنة 1923 تقريراً عن هذه الحوادث و التى كانت تتمركز و يخرج أخبارها بمنطقة شيلبى بفلوريدا و لكن مدينة ومسؤولى الحكم فيها نفو هذه القصة، باعتبارها ضرباً من الأكاذيب و لم يستطيعوا انكار اختفاء مئات الأطفال منذ سنة 1870 حتى 1920 …أحد هؤلاء المجرمين على فراش الموت اعترف لأحفاده بشهوده عمليات صيد التماسيح و التى كان يتم استخدام أطفال العبيد الزنوج كطعم فيها …فماذا تخفي أمريكا من تاريخها القريب و الحديث عن العالم أكثر من ذلك ؟).

حتى لا نجرح شعور العملاء والخونة الممسوخين، نكرر ما نقلناه ليست قصة خيالية أنا قمت في تأليفها، وإنما نقلا مدونة التاريخ الأسود.

من قتل وأباد الهنود الحمر واضطهد وقتل الزنوج وجعل أطفالهم طعام للتماسيح أكيد لا يتحرجون من فعل أي موبقة بالعراق، لذلك بات المحافظة على قوات مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي ضرورة وطنية ولتصمت أفواه الحمقى والمغفلين.

10/7/2021

 

اترك تعليقاً