الرئيسية / مقالات / تساؤلاتٌ حرّة – 13

تساؤلاتٌ حرّة – 13

السيمر / فيينا / الخميس 22 . 07 . 2021 

يوما بعد يوم يتسع رفض الشارع العراقي (الشيعي) لإجراءات الحكومة الحالية وخطواتها البائسة ..
.. ومعه يزداد الإستغراب من صمتِ الزعامات السياسية الشيعية وعدم مطالبتها بإقالة الحكومة أو تقييد صلاحياتِها بالدور الذي أُوجِدت لأجله.

 على ما يبدو – فإن الرؤوس الشيعية كلها مذعنة للواقع الذي تفرضه أمريكا منذ أن إنتصرت على إرادتهم في تشرين :

– فهي أقالت عبد المهدي مُنهيةً إتفاقاتِه التجارية مع الصين وألمانيا ..
– وحسمت الموقف الرسمي العراقي بالإنحياز للمعسكر الأمريكي ضد إيران ، بعد طول تذبذبٍ ..
– وإغتالت المهندس تمهيداً لتفكيك الحشد ، ومعه – بإغتيال سليماني- طوت صفحة الأبوّة الإيرانية للإسلاميين الشيعة
– ثم جاءت بأنسب شخصٍ مطيع لها وأجلسته على كرسي رئاسة الوزراء – كي يُمضي على مخططاتِها للعراق والمنطقة.

 أبرز نجاحاتِها أنها استطاعت – بشكل أو بآخر – تحييدَ أهم عناصر القوة الشيعية (المرجعية) وأخرجتها من المعادلة السياسية ، بعد أن فسحَت لها المجال لتأديةِ آخر مساهماتِها : توجيه أمر إقالة عبدالمهدي.

 في وقت مبكر أدرك السياسيون الشيعة المعادلة الجديدة ، ورضخوا للأمر الواقع الذي تمليه عليهم (برغماتية) الإسلام السياسي ، وهم ما بين خائف من الاغتيال ، ومحافظٍ على منافعه .. أو مشفِقٍ من كشف المستور .!

 هذا حالنا اليوم.
إذ لم يعد بأيدي العراقيين سلاح يواجهون به خطر التآمر الأمريكي الخليجي – سوى الحشد ..
وهذه حقيقة يدركها الجميع.

.. لكن لا احد يدرك دوافع قوى شيعية تشترك في إضعاف الحشد أو تسعى لتفكيكه وسلخِ ألوية منه ، أو تهدد بسحب غطاءه الشرعي !!
.. الأمر الذي يمنح المشروعية للتساؤل التالي :

▪️ هل توجد للشيعة مصلحة عليا – لا ندركها – تتطلب إضعاف الحشد وخنقه وحصاره ؟
.. كي تشارك زعاماتٌ مهمة في ذلك ؟
.. وتلجأ أخرى للحياد فلا تسجل اعتراضا على إنسلاخ ألوية منه ، ولا تبدي إحتجاجا على قصف الأمريكان لمقراته ؟!

٢٢ -٧ -٢٠٢١
المعمار
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي

اترك تعليقاً