السيمر / فيينا / الأربعاء 18 . 08 . 2021 —– ودعت لبنان سيف من سيوف المقاومة الذي لن يغمده الغياب، هو قائد الانتصار في حلب ومساحات واسعة من الجغرافيا السورية، انه الحاج عباس اليتامى ابو ادهم، ذلك الفارس الذي لم يتأخر يوما عن صناعة الحدث المقاوم، في كل معركة، واي جغرافيا تعرض فيها الانسان للظلم.
ففي دمشق شهد مسجد الامام الخميني في منطقة السيدة زينب عليها السلام مراسم عزاء للقائد الجهادي عباس اليتامى ابو ادهم، بحضور عدد من المسؤولين العسكريين والمدنيين وشخصيات دينية ووفد من حزب الله وممثل الامام الخامنئي في سوريا والسفير الايراني مهدي سبحاني ووفد من القوى الفلسطينية وحشد من الحضور، القيت فيه كلمات عرفان حييت القائد الذي انار دربا على طريق الكفاح والمقاومة ومواجهة التكفير.
رحل الحاج ابو ادهم ” عباس اليتامى”، بدر حلب وسر انتصارها، بعد ان اتم جهاده، القائد الجهادي الهادئ، الحاضر دائما حيث يجب ان يكون، من موقع برعشيت الذي اقتحمه سنة ١٩٨٦الى الجنوب البناني والبقاع الغربي، وحصار الإقليم، إلى ساحات حلب الشهباء وجبال اللاذقية، وريف حماة وتدمر، مرورا بساحات أكثر من أن تحصى، قائد جهادي كبير ستشهد له الايام انه ساهم في انهاء هذا المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة، وواجه التكفيريين كما واجه الصهاينة.
بشموخ شيع القائد في مدينته الهرمل، الى جنة الخلد والنعيم، وعلى مقربة من ذاك الوداع، واعلنت المدينة الحداد على بطلها، فالقائد الراحل من مواليد عام 1965 في حي الدورة في مدينة الهرمل بالبقاع اللبناني، ومن الجنوب بدأت الحكايا، حتى البقاع الغربي، وصولا لانتصار 2006، ولم يتوقف عطائه، بل كان أينما كانت المعركة، فتشهد له تلال ريف اللاذقية، وحماة والسلمية والصبورة، وطريق خناصر اثريا، وفك الحصار عن نبل والزهراء، وشرق تدمر ودير الزور والبوكمال ومطار كويرس، والكثير الكثير.
كان الحاج اكثر الرجل لهفة في غوث المظلومين، لم يتأخر كثيرا حتى وصل الحاج ” ابو ادهم” الى سوريا، كان ذلك مع بداية الحرب المفروضة عليها، وبدأ العمل الجهادي عام ٢٠١٢، وكلف بالمساعدة في تشكيل الدفاع الوطني، وكان من نصيبه، تشكيلات حماه وإدلب، وبعدها كانت اول مهمة عسكرية على مستوى سوريا، فتح طريق سلمية أثريا خناصر حلب، بعد حصار المدينة، وقطع كل طرق الامداد اليها.
هذه العملية التي أدت إلى استعادة السيطرة على المنطقة الممتدة من عاصمة سوريا الاقتصادية إلى بلدة خناصر مروراً بمعامل الدفاع في السفيرة بريف حلب، سمحت للجيش السوري بتأمين طريق يزيد طولها على 200 كيلومتر من حلب إلى سلمية. هذا الإنجاز اسس لمرحلة جديدة من العمل الميداني في مدينة حلب، ولا تقل اهمية هذه المعركة عن معركة القصير او القلمون او حتى الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وعندها برز القائد ابو ادهم قائدًا عسكريًا وعقلًا متطوّرًا عرف أن سوح الحرب تتعدّد وتتسّع فشكّل في كلّ ساحة جبهة تصنع الإنتصارات.
في هذا الوقت أتخذ الحاج ابو ادهم، من ناحية صبورة بريف حماة، المقر الرئيسي للتجهيز، وأسس مقرات له ولكوادر من حزب الله، وكانت مهمة الكوادر الإشراف على كامل القوات المشاركة، وحقق الجيش السوري والحلفاء انجازا عسكريا، حرر فيه 53 كيلو مترا من الطريق بيوم واحد، وبعد تحرير خناصر انصرف الحاج بالتجهيز لتحرير طريق السفيرة معامل الدفاع وتطهير عدد من قرى، وأثناء العملية تعرض لإطلاق النار من مسلحين بكمين، أصيبت سيارته بعدة طلقات من رشاش متوسط، ونجى يومها الحاج من الموت بأعجوبة.
هذه الحادثة لم توقف العملية، او تؤثر على معنويات الجنود، بل اصر الحاج يومها على الاستمرار بالتقدم، وصولا الى البحوث العلمية في السفيرة بريف حلب، عندها تم إعلان تحرير طريق أثريا خناصر السفيرة، وبدأت سيارات الامدادات الغذائية بالعبور الى حلب بعد حصار طويل، وتفرغ الحاج لتحرير الطريق الواصل الى مطار النيرب، وبعدها بأشهر قليلة بدأت العمليات لتحرير حلب وكان الحاج مسؤول عمليات حلب بالكامل. هذا الانجاز العسكري العام جعل مدينة حلب تتنفس الصعداء، بعد الحصار الذي فرضه عليها المسلحون، تمكن الجيش السوري من إعادة فتح الطريق التي تربط المدينة بمدينة سلمية ومنها إلى حماة، ومنها إلى حمص فدمشق أو الساحل السوري.
في تلك مرحلة فتح طريق خناصر وبدأ معركة حلب، يؤكد احد مرافقيه ان الحاج ابو ادهم لم يغادر الجبهات لمدة ستة اشهر متواصلة، ولم يزر عائلته، وكان شديد الحرص على انجاز المهمة المطلوبة منه قبل ان يذهب في اجازة.
لم تكن جبهات حلب وحدها التي عرفت الحاج ابو ادهم، بل كان يشرف على جبهات ريف حماة الشمالي، وشارك الحاج كمسؤول لعمليات تحرير عقيربات بين عامين 2012 و 2013، وعمليات ريف حمص حتى تدمر وما بعدها والقلمون والقصير، وايضا ريف اللاذقية والغوطة، ومعظم مناطق العمليات في سوريا.
المصدر / العالم