السيمر / فيينا / الأحد 26 . 09 . 2021
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
العلاقات ما بين دول الغرب فيما بينها علاقات متكافئة وليست علاقات يتسيد بها طرف واحد وعلى الآخرين الخضوع، الكثير من شعوب أوروبا الغربية تكن كل الاحترام والتقدير لقوات الجيش الأمريكي التي عبرت المحيط وأنقذت أوروبا الغربية من قبضة الزعيم السوفياتي الدكتاتور جوزيف ستالين، لولا بساطيل الجيش الأمريكي لهيمن السوفيت بعد هزيمة قوات الزعيم النازي هتلر من قبل القوات السوفياتية في معركة ليلين غرار والتي هزمت القوات الألمانية وحولت جيش ألمانيا إلى فلول منهزمة، رغم فضل القوات الأمريكية في حماية أوروبا الغربية من سيطرة ستالين لكن هذه العلاقات تبقى متكافئة، بفترة حكم الملياردير ترامب حاول ان يستحوذ على جزيرة جرينلاند التي تحت سيادة التاج الملكي الدنماركي وقد جوبه كلام ترامب برد عنيف من قبل السيدة رئيسة الوزراء الدنماركية قالت الى ترامب التراب الدنماركي ليس مخصصا للبيع، علاقات ترامب مع السويد الغنية بشكل جيد جدا لكنه لم يجرؤ أن يطلب من الحكومة السويدية مثل ما طلب من ولي العهد السعودي بتسليم جزء من ثروات السعودية وبالصورة والصوت، لذلك قادة العرب خارج مجال العلاقات المتكافئة بتعامل الغرب معهم.
الاهداف الامريكية أكبر من ولاء زعماء العرب إلى أمريكا، في الأسبوع الماضي تناقل الإعلام العربي والعالمي قرار الإدارة الأميركية تقليص المعونة الأميركية لمصر بسبب ملف حقوق الإنسان، وترى الإدارة أن ملف حقوق الإنسان في مصر سيء يحتاج إلى إصلاح، أو على الجنرال السيسي تقبل العقوبات، لأن قادة العرب يحتاجون القيمومة، ملفات حقوق الإنسان والاعتدال شعارات ظاهرها الرحمة وباطنها الكذب، الدليل راعية الديمقراطية العوراء تدعم العصابات الوهابية ودول الخليج الناشرة لهذا الفكر الظلامي وتصفهم بـ قوى الاعتدال رغم سجلهم الاسود في اضطهاد شعوبهم وبطرق اجرامية.
دول الغرب لايهمها وحدة الارض المصرية ابدا بقدر ضمان مصالح الغرب وابنتهم المدللة، مصر وبقية الدول العربية تعاني من الصراعات الداخلية وعدم وجود سلطة منتخبة وتحترم حكم الدستور مثل النماذج الديمقراطية الغربية، أنظمة العرب من صناعة الاستعمار ومن صنعه الاستعمار فهو يحكم بعقلية شمولية دكتاتورية، فرنسا وبريطانيا رسمت حدود دول العرب ولم يشرعون لهم دساتير لابقائهم دول فاشلة متخلفة، النظام المصري وصل من خلال انقلاب عسكري بدعوى إقامة الديمقراطية وتم طرد الملك فاروق، النتيجة ضباط العسكر حكموا في اسم رئيس جمهورية وتمسكوا بالكرسي للمات أو من خلال انقلاب عسكري يقودها ضابط يطيحون بالكرسي والمنصب والسلطة.
الاعلام الخليجي البدوي المنبطح يحاولون إعطاء تبريرات بسبب خنوع قادة مصر بالقول (حتى لا تكون مصر مثل سوريا أو ليبيا أو اليمن أو العراق ، تعبث بتلك الدول كما يسمونهم في قوى شيطانية وتتطلع تلك القوى في كثير من تلك الأماكن إلى الخارج لتصدير نسختها الظلامية، وتتحالف مع الشياطين من أجل السير في ذلك الطريق).
والحقيقة أن تلك الدول هي ضحية للإرهاب الوهابي السعودي الذي نشر ودعم العصابات الارهابية خدمة للاستعمار في تدمير شعوب تلك الدول التي رفضت منطق الذل والخنوع والتطبيع المجاني الغير مبرر.
مصر خرجت من نطاق الدول المناهضة للاحتلال ولهذا السبب لم يتم تفكيك مصر وارض مصر خصبة للتقسيم وليس لكون قادة مصر أذكياء.
أن تعامل الإدارة الأميركية مع مصر ومع قادة العرب تعامل السيد مع العبد،ودعم حقوق الإنسان الغاية إيجاد نظام ديني موالي لهم لعلمهم ان لدى التيارات الإسلامية جماهير مؤيدة لهم لكي يضمنون وجود عملاء لهم لقرن جديد من الزمان، امريكا ليست بحاجة إلى الخليج والعرب بظل انتهاء أهمية البترول التي شارفت على الانتهاء بل أمريكا لولا وجود دولة بني صهيون لتركت منطقة الشرق الأوسط منذ زمن بعيد،لذلك الولايات المتحدة نفسها تحكم من حزبين وكل حزب له رؤيته المختلفة وكلا الطرفين لا يعيرون أي أهمية الى قادة العرب، بفترة الحرب الباردة كان المعيار للسياسة الأميركية أن «البعد الخارجي والتعامل معه» هو فقط لجهاز الرئيس، ولا خلاف حوله لأن ذلك يعتبر مصالح أميركا العليا، ويختفي الخلاف الداخلي على الملفات الخارجية بل رأينا في أحداث جريمة غزوة الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١ اجتمع الديمقراطيين مع الرئيس جورج بوش الابن وخلال ساعات تم المصادقة على ميزانية الحرب وخولوا بوش الابن شن الحرب، هذا التعاون دام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية رغم وجود الخلاف الحزبي والإيديولوجي.
كانت فترة جورج بوش الابن أكثر فترات التعاون ما بين الحزبين، بعد انتهاء أهمية الطاقة من بترول الخليج اتخذ القادة الديمقراطيين أصحاب النهج اليساري قرارات في عدم خوض حروب نيابة عن أطراف خليجية وهابية أو شن حروب نووية ضد الصين وروسيا وغيرها، لذلك الإعلام الخليجي يعتبر تسليم دول الخليج ثروات بلدانهم الى ترمب بالقول(من الحمق وقلة الحكمة أخذ موقف عدائي من الولايات المتحدة، فتلك مغامرة لا يجوز الاقتراب منها)لذلك العقلية العربية الخليجية باتت تدرك أن النفط لم يعد وسيلة ربط المصالح.
قادة العرب يعون أن شعوبهم ترفضهم لذلك طبع قادة الخليج مع إسرائيل بشكل مجاني وكذلك شنوا حروب ضد اليمن ضنا منهم ان ذلك يرضي اللوبي الصهيوني لذلك انضموا الى الاتفاق الإبراهيمي حتى فكروا في نسخ شريعة الإسلام والقبول بهذا الدين الجديد للتمسك بالكرسي نعم أن موضوع إسرائيل هو مكان إجماع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أنظمة الخليج تحاول انفاق كل أموالها لإيجاد لوبي للخنوع والذل لكن بكل الاحوال هم محلوبين،يقول بعض سفهاء كتاب دول الخليج بالقول( بالحوار الجاد ومخاطبة العقول تستطيع الدول أن تحافظ على استقرارها).
أقول الدول الاوروبية تقدمت عندما عززت مفهوم المواطنة وأصبحت الدساتير الحاكمة فلا سلطة الى الرئيس والملك في مخالفة نصوص الدستور.
26/9/2021