الرئيسية / مقالات / عروة بن الورد والعراقيين !!

عروة بن الورد والعراقيين !!

السيمر / فيينا / السبت 06 . 11 . 2021 

حامد گعيد الجبوري

الجميع يعرف أمير الصعاليك عروة بن الورد فلا لزوم لذكر أخباره ، وأجد ان العراقيين اليوم بحاجة له أو لمثله لتستقيم أمورهم ، وهنا أذكر واقعة مرت به واتخذُها نموذجا لموضوعتي.
هزأ يوما أحد عيون القبائل بعروة بن الورد حين رأى نحول جسمه ورثة ملابسه، فما كان من عروة الصعاليك إلا أن يجيبه ببعض أبيات خلدت وليومنا هذا :
وإِنّي اِمرُؤٌ عافي إِنائِيَ شِركَةٌ
وَأَنتَ اِمرُؤٌ عافي إِنائِكَ واحِدُ
أَتَهزَأُ مِنّي أَن سَمِنتَ وَأَن تَرى
بِوَجهي شُحوبَ الحَقِّ وَالحَقُّ جاهِدُ
أُقَسِّمُ جِسمي في جُسومٍ كَثيرَةٍ
وَأَحسو قَراحَ الماءِ وَالماءُ بارِدُ
يقول عروة يا هذا أنا لست مثلك أنا لا أتناول طعامي إلا ومعي من يشاركني ذلك الطعام، ومن الذي يشاركني طعامي غير الرجل (العافي) – السائل – الذي يطلب الرزق من الناس، وأنت لا أحد يشاركك طعامك لذلك هزلت أنا وأصابتك البدنة أنت .
الغريب أن هذا الرجل العافي الذي كان يتفتت موائد رؤساء دول العالم ويستعطفهم حتى مكنوه ليتقلد أمور العراقيين ورقابهم ، فسنوا لهم قوانينهم التي ميزتهم وأصبحوا الأسياد بعد أن كانوا مجموعة من الصعاليك قدموا للعراق من هنا وهناك، ومن تلك القوانين التي سُنت لصالحهم مسألة الرواتب والرواتب التقاعدية، ٨٠ مليون دينار عراقي ما يعادل ٣٥ الف $ شهريا للرئاسات الثلاث لكل واحد منهم ، ما يعادل ٢٥ الف $ تقاعد شهري للوزير، ما يعادل ١٨ الف $ تقاعد شهري لعضو البرلمان، ولو أردنا ان نجمع عددهم منذ العام ٢٠٠٣ م سقوط بغداد بيد المحتل الأمريكي السافل وننتظر ل ١٥ سنة قادمة لوجدنا ان ميزانية العراق الخرافية قياسا لدول جوار العراق لا تكفي لرواتبهم فقط، تناولت تلك هذه المسميات ولم اذكر المدراء العامون ووكلاء الوزارات وكبار ضباط الجيش والشرطة، وللتذكير اقول كان عدد من يحمل رتبة فريق على عهد الطاغية المقبور لا يتجاوز ال ١٠ أو ١٢ ضابط لا غير، والان ونحن بنهاية العام ٢٠٢١ أصبح عدد من يحمل تلك الرتبة ينيف على ال ٢٠٠ شخص غير من أحيل للتقاعد ، وبالمقابل نقيس متوسط راتب الموظفين والمتقاعدين فسنجده شئ مضحك جدا، الحد الأدنى للراتب التقاعدي ٥٠٠ الف دينار عراقي، ما يعادل ٣٠٠$ دولار فأين هذا الراتب البخس من تلك الرواتب الفلكية، ألم أقل لكم ان العراقيين بحاجة لعروة بن الورد الجاهلي المتنور ليقود المجاميع العراقية ضد متخلفي الساسة وعبادها ويعيد الحق لنصابه.

اترك تعليقاً