السيمر / فيينا / الخميس 25 . 11 . 2021
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
الدول العربية لم تصنع نفسها بنفسها وإنما بريطانيا وفرنسا هي التي رسمت حدود الدول العربية وأشرفت على الاستقلال الصوري لهذه الدول إلى أن مكنت عوائل موالية للاستعمار لحكم الشعوب العربية، حكام العرب وبالذات شيوخ البترول بالخليج أدوات رخيصة لتنفيذ مشاريع الاستعمار ولايجراون على إغضاب من نصبوهم ومكنوهم على رقاب الشعوب العربية.
أمريكا تحكم وتدار من مؤسسات وتلعب المراكز البحثية دورا مهما في وضع السياسة الخارجية، المراكز البحثية أعطت توصيات للإدارة الأمريكية الحالية في تخفيف الوجود العسكري بالشرق الأوسط والانسحاب من العراق والعودة للاتفاق النووي مع إيران، مشكلة الإعلام البدوي الخليجي يريد من أمريكا أن تشن حروب طائفية نيابة عن السعودية ضد إيران وكأن ترامب وبايدن وهابيين يكفرون كل من هو شيعي، لذلك الإعلام الخليجي مصاب في اسهال شديد من السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وإيران ويطلقون التعبير التالي «تغير المزاج»، أقول الإدارة الأمريكية لولا وجود إسرائيل بالشرق الأوسط لانهت وجودها العسكري من الشرق الأوسط بشكل نهائي لعدم أهمية الشرق الأوسط بعد أن أصبحت أمريكا المصدر الأول للبترول بالعالم.
الإدارة الأمريكية أرسلت رسائل عديدة حول مسألة التسليح الدفاعي، كذلك هناك إشارات حول تحولات في العلاقة حول نظام الأسد في سوريا لذلك إدارة بايدن كانت قابلة على زيارة وزير خارجية الإمارات إلى دمشق وعودة العلاقات الخليجية مع الحكومة السورية، لايمكن إلى وزير خارجية الإمارات أن يجرؤ على زيارة دمشق دون موافقة واشنطن وتل أبيب، الكثير من المراقبين يرون أن الولايات المتحدة وبعد اجتماع بوتين بايدن الافتراضي توصلوا إلى تفاهمات حول إنهاء الصراع في سوريا وعودة الدولة السورية للسيادة على جميع الأراضي السورية، هناك توجه لدى الإدارة الأمريكية تخفيف أو رفع مستوى الضغط على إيران، الحرب العالمية الثانية هي آخر الحروب المباشرة بين الدول العظمى بعد دخول السلاح النووي بل كانت الحرب العالمية الأولى بنظر ساسة معسكر بريطانيا هي آخر الحروب الكبرى بعد هزيمة الدولة العثمانية وتجزئتها، حتى الرئيس ويلسون (توماس وودرو ويلسون (بالإنجليزية: Woodrow Wilson) (28 ديسمبر 1856 – 3 فبراير 1924) هو سياسي وأكاديمي أميركي شغل منصب الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة من عام 1913 إلى 1921. كان ويلسون من الحزب الديمقراطي وترأس جامعة برينستون وكان حاكما على ولاية نيوجيرسي) الرئيس ويلسون وصف الحرب العالمية الأولى بأنها الحرب التي ستوقف كل الحروب بعدها، كلام ويلسون قبل دخول السلاح النووي للحروب.
الانسحاب الأمريكي الكبير من أفغانستان لم يكن أمر طبيعي وإنما بداية مشروع جديد للفهم الأمريكي حول الوجود العسكري بالخليج والشرق الأوسط لذلك انسحاب أمريكا من أفغانستان وتسليمها إلى طالبان المتطرفة هذا الانسحاب الكبير سيعبّد الطريق لكل الانسحابات الصغيرة بظل وجود قوى مقاومة.
الإدارة الأميركية لديها تبدل في التصريحات حول إيران وحول الاتفاق النووي إيجابية وانتهت لغة الوعيد والتهديد، ومن المثير للسخرية أن بهائم الوهابية أصابهم الرعب بسبب زوال إمكانية وقوع حرب مابين أمريكا وإيران أنباء إعادة الاتفاق مابين واشنطن وطهران أثارت مخاوف غير مشروعة من قبل أعراب الخليج.
الواقع على الأرض بعد تضخم الدور الروسي والتمدد الصيني وبظل وجود ترسانة نووية هائلة هناك تفاهم أمريكي مع الصين وروسيا في تقاسم النفوذ بالعالم ودول الشرق الأوسط واعني الأنظمة أشبه تم تقاسهم مابين اللاعبين الكبار أشبه بجواري أو زوجات عليهن السمع والطاعة، الحمد لله رأينا زواج الدول الكبرى من شراذم زعماء العرب وجعلوهم كالجواري، الدول المؤثرة بالشرق الأوسط إيران وتركيا وإسرائيل وربما العراق يكون له دور مهم إن أحسن المكون الشيعي العراقي في توحيد صفوف ساسته وتوحيد خطاب احزابهم الشيعية، سوريا باقية ولها دور مهم، أما بقية الدول العربية فلاقيمة لهم وعليهم السمع والطاعة.
نختم مقالنا هذا بقول المفكر والاكاديمي البريطاني الراحل فريد هاليدي:
من يروجون لفكرة أن الغرب يعادي المسلمين مخطئون جداً، لأنه ليس لدى المسلمين ما يهدد الغرب أبداً. ليس لديهم اقتصاديات كبيرة، ولا تكنولوجيا خطيرة ولا ترسانات نووية، فلماذا يخشاهم الغرب.
24/11/2021