الرئيسية / مقالات / ماكرون و الأبقار الحلوبة

ماكرون و الأبقار الحلوبة

السيمر / فيينا / الأربعاء 08 . 12 . 2021  

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

زيارة ماكرون كانت لمهمة بيع أسلحة بعد أن خسرت فرنسا عقد بيع غواصات إلى أستراليا لان الحكومة الأسترالية ألغت العقد واشترت الغواصات من أمريكا، حال توجه ماكرون للخليج طلب من المسؤولين في لبنان اقالة السيد جورج قرداحي حتى يأمر ولي العهد السعودي وبقية حكام الخليج الكف عن معاقبة الشعب اللبناني ودفع مساعدات تذهب إلى اصدقائهم في لبنان بالدرجة الأولى، فعلا تم قبول استقالة السيد قرداحي، ارتفعت أصوات المستكتبين في صحف دول الخليج دول الرجعية العربية وعملاء الاستعمار، حتى أن أحد العبيد من حريم السلطان كتب(يعيد بعض اللبنانيين الوقوع في الخطأ أو التفكير الرغبوي حيال ثمرات زيارة الرئيس الفرنسي للسعودية والإمارات وقطر، والحال أنَّ الجاري في مكان وأمنيات هذا الفريق اللبناني في مكان آخر).

القضية ليست أمنيات دفع المساعدات الخليجية إلى لبنان ليست لأجل شعب لبنان وإنما تلبية لأوامر الرئيس الفرنسي ماكرون الذي تبرع بأموال للشعب اللبناني لكن الكرم الفرنسي وهم مشكورين من بيت المال الخليجي رغم إنوفهم .

أكيد لدى زيارة ماكرون للخليج الحديث عن الوضع  اللبناني كان حاضراً، يعتقد النظام السعودي أن ماكرون وهابي تكفيري يكفر ويذبح كل شيعي والقضية ليست كذلك، فرنسا تربطها علاقة قوية مع مكونات لبنانية كثيرة ويعرف الفرنسيين لولا سلاح المقاومة الشيعية لما بقي مسيحي لبناني واحد بعد هجمة الجماعات الوهابية التكفيرية في سوريا وكادت تنتقل إلى لبنان لكن تم قبر الجماعات الإرهابية في عرسال، كلام ال سعود مع ماكرون حول إيران كان ولازال تحريضي واستعداد لتمويل حروب الناتو ضد إيران…..الخ وأما حديثهم عن اليمن فهو بيع مزيدا من صفقات السلاح واصبح حال الحرب العبثية في اليمن باب لكسب المال للدول الغربية بسبب بيع السلاح للسعودية والإمارات، كل عمليات التآمر التي تقوم بها السعودية ضد الوضع العراقي والسوري والليبي يكون محكوم عليهم بالفشل، لأن هذه الدول مصنفة ضمن النفوذ السوفياتي سابقا والروسي حاليا، أجتماعات الغرب مع بوتين تفضي إلى تفاهمات بالقريب العاجل تضمن بقاء مصالح إلى أمريكا بالعراق لكن تكون محدودة، بالحالة العراقية تحتاج تعاون ما بين الكتل والتيارات السياسية الشيعية لوضع حد للأطماع الغربية بالعراق، إن وجدوا هناك تعاون مابين ساسة المكون الشيعي العراقي يضطرون للكف عن الأطماع ويقبلون بوجود علاقات اقتصادية عادية مع العراق.

زيارة ماكرون للأبقار الخليجية حققت ارباحا للشركات الفرنسية في الملف الاقتصادي وبيع الاسلحة العسكرية وصيانة الأسلحة لان دول الخليج لا يستطيعون حتى عمل ادامة إلى اسلحتهم، بل هناك شركات فرنسية تريد استخراج المياه الجوفية الخليجية وتبيعها على دول الخليج نفسهم.

في بروتوكولات الدول عندما يزور رئيس جمهورية مثل فرنسا دول أخرى يصدر بيان مشترك وهذا الأمر طبيعي اكيد البيان المشترك يعبر عن قلقه للأوضاع في الخليج وحول البرنامج النووي الإيراني وحول  اليمن التأكيد على حلّ سياسي شامل للأزمة اليمنية، استناداً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار (2216).

النتيجة الحرب العبثية على اليمن لم تحقق أهدافها وانقضت سبعة سنوات ولاجديد بل الجديد القوات اليمنية باتت أكثر قوة من قبل وقادرة على قصف أهداف تبعد أكثر من ١٧٠٠ كيلومتر،

وايضا البيان حول لبنان لم يأتي بجديد فقد طالب البيان قيام الحكومة اللبنانية بإجراء إصلاحات شاملة، لا سيما الالتزام باتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان، وضرورة حصر السلاح في مؤسسات الدولة الشرعية.

وذكرت فقرة  وجوب ألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية تزعزع أمن واستقرار المنطقة، بكل الأحوال مصادر الإرهاب الذي يعصف بالعالم وطال الشعب الفرنسي من خلال عمليات الدهس والطعن مصدرها الفكر الديني الوهابي السعودي بشكل خاص، مشكلة المستكتبين البدو يعطون الوطنية لفلان وينزعون الجنسية اللبنانية عن من أعاد إلى لبنان كرامته وحفظ للدولة اللبنانية حقوقها في ثرواتها البترولية والغازية في مياه لبنان الإقليمية، لبنان دستوره صناعة فرنسية ضمن مشاركة جميع المكونات وياليت في السعودية وبقية الدول العربية التي تعاني من تعدد قومي ومذهبي يكون لديهم دستور مثل الدستور اللبناني الذي ضمن مشاركة كل المكونات وبدون تهميش أحد بل رئيس لبنان العماد ميشال عون، في حواره مع قناة «الجزيرة» مؤخراً سأله مذيع قناة الجزيرة عن حزب الله فكان جواب الرئيس عون بالقول له أن الحزب يمّثل ثلث لبنان.

المستكتبين بدور الخليج يسمون من قاوم وهزم التكفيرين بالمتطرف وأنه فارسي ويسمون دولتهم التي منها مصدر الفكر الوهابي التكفيري بالدولة المعتدلة هههههههه.

لابأس نكرر ماكتبناه سابقا ‏عندما تقرأ تاريخ العرب وكيف كانوا معظم الوقت مجرد أدوات في أيدي القوى المتصارعة كالروم والفرس والمغول والترك…..الخ ، تتساءل: متى كان العرب أمة واحدة كي تعمل على توحيد صفوفهم الآن.

‏‎قال ابن خلدون(العرب إذا تغلّبوا على أوطان أسرع إليها الخراب):(والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية.. وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له، فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة والتغلب)

يقصد ابن خلدون الأعراب، ولذلك قيل ارتدت العرب أي الأعراب.

‏‎‎الدولة هي انعكاس للشعب…. الدولة البدوية ستمارس نفس سلوكيات البدو في سياساتها وعلاقاتها… وهذا ما نراه من تصرفات بعض الدول القائمة في بلاد الأعراب،

يقول الإمام الغزالي

‏‎” إن العرب ـ بعيدا عن الإسلام ـ لن يكونوا إلا حطب جهنم! ذاك فى الدار الآخرة أما فى هذه الدنيا، فإن العرب بعيدا عن الإسلام سيأكل بعضهم بعضا، ثم يأكل بقيتهم اليهود والنصارى.

ههههههه قول الإمام الغزالي وهو أحد أئمة السنة قول للظاهر ينطبق تماما على حال هذه الأمة التعيسة، الان العرب يمولون حروب الدول الكبرى الساخنة والباردة وفتحوا أراضيهم إلى احتلال دول عربية …..الخ

أقول إلى قطعان المستكتبين من بدو الجزيرة والذين لايعرفون معنى المواطنة في مملكتهم، الشرفاء لا يحتاجون  شهادة من أحد بأنهم وطنيون موالون لبلدانهم ومحبون لها، وهم لا غيرهم من سقى أراضي أوطانهم بالدماء لحمايتها من قطعان التكفير والتخلف والإرهاب الوهابي، الوطنية شعور فطري في قلوب كل البشر، لذلك الشرفاء لايدعون العبيد والعملاء وحريم السلطان  يفصلون  لهم الوطنية على هواهم.

7/12/2021

اترك تعليقاً