السيمر / فيينا / الاربعاء 09 . 11 . 2022
يوسف السعدي
يبدو أن الساسة العراقيون، كانوا بحاجة إلى الفترة المظلمة بين حكومتي عبد المهدي والسوداني، ليستفيقوا من غفلتهم، وينتبهوا أنه يجب العمل على دعم حكومة قوية، تلبي احتياجات المواطنين وتحل مشاكلهم، بدلا من إستغلال مطالب الشعب لتحقيق أجندات خارجية.. لكن ثمن هذه الصحوة كان باهض جدا، وهو دماء قادة النصر.
بيانات المساندة والتأييد من قبل اغلب الجهات السياسية للسوداني تأكد ذلك، فكما يبدو أنهم انتبهوا على انه حكومة سياسية هي الحال الواقعي, وعليهم الابتعاد عن كذبة التكنوقراط، التي هي طريقة لعدم تحمل مسؤولية الفشل في حال فشلت الحكومة في عملها.
كذلك فهموا أن النظام الديمقراطي، لا يعني بالضرورة اشتراك جميع القوى السياسية في الحكم، وإنما القوى التي تحقق أغلبية في مجلس النواب، وتكون متفقة على نقاط رئيسية محددة تشكل المنهاج الوزاري، و والأهم كان التوقف عن سياسة استرضاء الجميع من أجل ان يشارك بالحكومة.
يجب أن يكون داخل الحكومة فقط من يؤمن أيمان كامل، بالنقاط رئيسية التي تشكل المنهاج الوزاري، لان يعارضها سيكون مصدر قلق، وإزعاج، ومعرقلا لعملها لأنه سيكون متقلبا.. وبالتالي هي أيضا فرصة للقوى غير المشتركة، لتسعى للحصول على الأغلبية في الانتخابات القادمة في حال فشل الحكومة الحالية، وهذا هو جوهر اللعبة الديمقراطية.
أن البداية الجيدة للسيد السوداني، في إلغاء جميع قرارات الفترة المظلمة، كانت مهمة لكي لا يفقد الشعب ما بقي له من ثقة, بوجود ساسة وطنيون، همهم الوطن والشعب، والدعم الكبير لها من قبل القوى السياسية يجب أن يستمر أيضا ولا يتوقف، حتى عندما تتعارض اجراءات الحكومة مع المصالح الحزبية، او تمس شخصيات كبيرة في الاحزاب.
تسمية الحكومة الحالية، بحكومة الفرصة الاخيرة، ليست تسمية اعلامية، انما واقعية لان الشعب وصل الى اقصى حد من تحمل الاوضاع المزرية للبلد، والصبر على القوى السياسية التي حكمت بعد 2003.