فيينا / الجمعة 19. 07 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
لم يكن صعود المعجزة الكندية سامر ماكنتوش، المتوقع أن تكون من بين أبرز نجوم الأحواض في أولمبياد باريس 2024، إلى المكانة التي وصلت عليها مفاجئاً بتاتاً بالنسبة لعائلتها والمقربين منها.
كان الجميع “يدرك حتى عندما كانت في السابعة أو الثامنة من عمرها أنها ستكون سباحة استثنائية… متفوّقة على سباحين في سن العاشرة والثانية عشرة بفارق طول حوض السباحة”، وفق ما أفاد والدها غريغ ماكنتوش وكالة فرانس برس، مضيفاً إنها خارقة و”كانت كذلك منذ أن كانت طفلة”.
ورغم أنها لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها، تملك ماكنتوش في رصيدها أربعة ألقاب عالمية في سباقي 200 متر فراشة و400 متر متنوعة أحرزتها في مونديالي بودابست 2022 وفوكووكا عام 2023.
وفي أيار/مايو الماضي، حطّمت رقمها القياسي العالمي في سباق 400 متر متنوعة، قبل أسابيع قليلة من الألعاب الأولمبية.
حققت هذا الإنجاز أمام جمهورها في مسقط رأسها خلال تجارب انتقاء المنتخب الكندي المشاركة في أولمبياد باريس.
الرياضة “تسري في دمائنا”
تقول شقيقتها بروك ماكنتوش، متحدّثة من منزل العائلة في ضاحية إتوبيكوك في تورنتو، إن “كل وقتها مخصّص للسباحة”.
إن شغف عائلة ماكنتوش بالرياضة عميق، إذ سبحت والدتها جيل في أحواض لوس أنجليس خلال أولمبياد 1984 وشقيقتها الكبرى بروك متخصّصة في التزلّج على الجليد ونالت الميدالية البرونزية في بطولة العالم للناشئين عام 2022.
قالت سامر ضاحكة وبجانبها القط البرتقالي مايكي الذي أطلقت عليه هذا الاسم تيمناً بمثالها الأعلى أسطورة السباحة الأميركي مايكل فيلبس، “نحن نحبّ المنافسة كثيراً. هذا حقاً يسري في دمائنا”.
وفي ظلّ وجود مراهقتين تتمتعان بمسيرة رياضية عالية المستوى، وزّعت عائلة ماكنتوش المهام بينها: تعيش سامر وجيل في الولايات المتحدة للتمرّن في أحواضها، وتعيش بروك وغريغ في كندا للتدرب على التزلج.
ويفسّر الوالد “الفخور جداً” و”المتحمّس والمتوتر” بشأن أولمبياد باريس 2024، الوضع القائم بالقول “لدينا روزنامة عائلية مفصّلة إلى حدّ ما تذكّرنا بالتزامات الجميع”.
“تريد فرض سطوتها”
سيكون مجمع السباحة “غاس رايدر” في إتوبيكوك حيث انطلق مشوار سامر، مهتماً جداً بما ستقدّمه السباحة الكندية في العاصمة الفرنسية لأنه كان نقطة انطلاقها نحو النجومية.
وقالت مدرّبتها الأولى ليندسي وات لفرانس برس “لم يسبق لي بكل صراحة أن درّبت سبّاحة قبل سامر أو بعدها قريبة من مستواها، ولا أعلم أن كنت سأفعل ذلك أبداً”.
من حافة حوض السباحة حيث تراقب السباحين الصغار الذين تدرّبهم، تصف “قوّة” سامر ماكنتوش التي “تريد فرض سطوتها. لا تسمح لأي شخص بالتسلّل إلى أفكارها الإيجابية. ذهنيتها تشبه القلعة. يستغرق معظم الرياضيين حياتهم لتعلم ذلك، لكن سامر عرفت كيف تحقق ذلك عندما كانت في الثامنة من عمرها”.
كما أثار هذا التصميم الذي لا يتزعزع إعجاب معلمة المدرسة الابتدائية فاليري فلين التي عادت بالزمن إلى الوراء، وقالت “كانت تسبح كثيراً وتكتب عنها (السباحة) دائماً في يومياتها”.
وتابعت “لا ترى كل يوم أحد الطلاب يحقق هدفاً كان قد حدده في الصف الثالث”.
وستكون ألعاب باريس 2024 المشاركة الثانية لماكنتوش في الأولمبياد بعد طوكيو صيف 2021 حين أصبحت أصغر رياضية كندية في تاريخ الألعاب وفي جميع الرياضات وليس السباحة فقط.
في باريس، ستكون كل الأنظار شاخصة باتجاهها لمعرفة إذا كانت ستطيح الأسطورة الأميركية كايتي ليديكي الساعية إلى لقبها الأولمبي الثامن.
وفي الأشهر الأخيرة، منيت النجمة البالغة من العمر 27 عاماً بهزيمتها الأولى منذ أكثر من 10 أعوام في سباقي 400 و800 م حرة، وحصل ذلك أمام… ماكنتوش.
© 2024 AFP