الرئيسية / مقالات / لقاء اردوغان الأسد ينهي وجود الفصائل التكفيرية

لقاء اردوغان الأسد ينهي وجود الفصائل التكفيرية

فيينا / الثلاثاء 30. 07 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

تاريخ البشرية حافل في استخدام قوى معارضة من قبل دول أخرى مجاورة في ارباك الأوضاع السياسية، وخلق اضطرابات والعمل على انهاك البلد، وبالاخير زعيم الدولة المجاورة الذي دعم هذه العصابات المجرمة، يجتمع مع رئيس الدولة المجاورة له، و يوقعون اتفاقيات ومعاهدات لحل مشاكلهم الحدودية، ويكون مصير المجاميع المسلحة، الطرد أو التسليم إلى دولتهم، وبالتأكيد  القتل والسجون إن عادوا لبلده يكون في انتظارهم،  ومن يحالفه الحظ يستطيع الهروب إلى بلدان اخرى، ربما تمنحهم إقامة عمل، أو لجوء إنساني.

سوريا تعرضت لهجوم من قبل دول عظمى كبرى، من خلال  فيالق مجاميع إرهابية  مسلحة، تضم مختلف الفئات، لذلك المجاميع الإرهابية الموجودة فى سوريا تضم بغالبيتها الساحقة، مجاميع  إخوانية متوهبة، أو عصابات سلفية وهابية جهادية غير منتمية إلى منظمة حركة الإخوان المسلمين، وهؤلاء أكثر تشدد وتطرف مثل  القاعدة وداعش.

حركة الإخوان نشأت  في بيئة صوفية مصرية، لكن بريطانيا كانت اللاعب الأكبر والقوي والمشرف على ترسيم الحدود ودعم ملوك ورؤساء وحكام عرب يتولون زعامة الدول العربية الجديدة الناشئة، والتي أنشئت على أنقاض ممالك الدولة العثمانية المنهارة.

لذلك الحركات الإصلاحية في مصر، التي نشأت قبل الحرب العالمية الاولى، بما فيها حركة الشيخ محمد عبده وجمال الدين الافغاني تمت بظل وجود القوات البريطانية المحتلة، لذلك توجد بصمات بريطانية خفية أشرفت على هذه الحركة وأن كان ظاهرها ناصع وجميل، حسن البنا نتاج حركة إصلاح الشيخ محمد عبده وجمال الدين الافغاني، أراد توحيد الأمة من خلال تأسيس حزب إسلامي يدعوا إلى إعادة الخلافة السُنية التي اسقطها زعيم العالم العربي والإسلامي السُني مفتي مكة شريف حسين، الذي أصدر فتوى طلب من الضباط والجنود العرب السنة ترك وحداتهم بالجيش العثماني، وطلب من أئمة مساجد السنة وشيوخ القبائل السنية بعدم القتال إلى جانب القوات التركية العثمانية، والترحيب بالقوات البريطانية والفرنسية الغازية إلى العراق والشرق الاوسط، وكالعادة انفرد الشيعة دون غيرهم لمقاومة القوات البريطانية والفرنسية الغازية إلى العراق وسوريا.

البريطانيين لم يكتفوا بذلك، بل طلبوا من مفتي مكة تجميع الضباط والجنود العرب في الحجاز. وشكل بهم ميليشيات سلحتها بريطانيا وفرنسا، وارسوها بقيادة العميل فيصل الأول إلى احتلال دمشق وسوريا وتسليمها للقوات الفرنسية والغازية، بنفس الوقت عملت بريطانيا على تسليم نجد والحجاز إلى عبدالعزيز ال سعود وقطعان الوهابية، وخلعوا شريف مكة مثل خلع الحذاء بعد استعماله، لذلك  أمرت بريطانيا عبدالعزيز ال سعود في إدخال الفكر الوهابي إلى حركة الإخوان من خلال توهيب مؤسسي حركة الإخوان حسن البنا وسيد قطب من خلال رشيد رضا صاحب مجلة المنار، من خلال إرسال هبات مالية كبيرة إلى حسن البنا وسيد قطب.

منذ ذلك التاريخ، دخلت عقائد ابن تيمية وابن عبدالوهاب إلى حركة الإخوان، وبعدها قام الإخوان في اغتيال رئيس وزراء مصر النقراشي، والداعية الإخواني يوسف القرضاوي القى قصيدة اشاد بها بمنفذ جريمة اغتيال النقراشي.

لذلك الحركات الاخوانية ضحية للفكر الوهابي الذي جعل من منظمة حركة الإخوان المسلمين،  ليصبحون مجاميع ذبح وقتل، ماحدث في سوريا من قتل كان بسبب الفكر الوهابي الذي دخل لحركة الإخوان المسلمين، مضاف لذلك، فهم المجاميع المنطقة من الاخوان، ومعهم  المجاميع السلفية الوهابية الغير منتمية لحركة الاخوان، مضاف إلى ذلك،  تكفير المجاميع الوهابية لبعضها البعض الآخر، جعل من  الساحة السورية، أن تكون ساحة خصبة، اندلاع مواجهات مستمرة، مابين هذه المجاميع التكفيرية،   في المناطق الخارجة من سلطة الدولة السورية، معارك مستعرة تسببت بقتل عشرات آلاف الأشخاص من أنصار هذه المنظمات والعصابات الإرهابية المجرمة.

حركة أحرار الشام الإرهابية
التي ترفع شعار الثورة السُنية في سوريا، تضم أنصار الفكر الوهابي والإخواني، ويوميا وسائل الإعلام تنقل القتال الذي ينشب بينهم على الزعامة والنفوذ، حركة أحرار الشام تجمع رؤوس القاعدة وداعش مع فئات اخوانية قليلة، اقل تشدد وتطرف وهم أنصار حركة الاخوان، لكن الغلبة إلى تيار القاعدة وداعش.

نظام صدام الجرذ كان يأوي المعارضة السورية التي تضم عناصر حركة الإخوان، منهم الشيخ البابوني، والعمر، أحد أبناء بيت العمر اسمه علي كان مهندس يكنى في أبو عمار، هربت عائلته إلى العراق بعد أحداث حماة وحمص  بعام ١٩٨١، التي دعمها صدام بالسلاح والمال، لكن النظام في سوريا استطاع القضاء على حركة التمرد، وهرب القادة وانصارهم إلى العراق، ليعيشوا بضيافة صدام جرذ العوجة، وبعد سقوط نظام البعث انتقلوا إلى اليمن الجنوبي، وهناك أصبح زعيم لتنظيم القاعدة، وبصفحة الربيع تم جلبه من اليمن من قبل دول الخليج، اوصلوه إلى سوريا وارتكب مجازر بشعة بحق أبناء الشعب السوري، تم تعين هذا الإرهابي قائداً عاماً الى منظمة أحرار الشام الارهابية، خرج من سوريا منتمي إلى حركة الإخوان عاد إليها قيادي في القاعدة وداعش تكفيري للقشر وللنخاع.

يوميا يتقلب مع المنظمات الارهابية، تارة مع الإرهابي الجولاني وتارة أخرى ضده، نفذ عمليات اغتيالات طالت قيادات إرهابية مختلف معهم على النفوذ بالمناطق الخارجة عن سلطة الدولة السورية.

من ضمن مجاميع المعارضة السورية الإرهابية تنظيم
جند الأقصى، وتنظيم حرّاس الدين الذى يمثل تنظيم  القاعدة فى سوريا، وتظاف لذلك،  منظمات إرهابية لاتقل فتكا عن هؤلاء مثل  حركة نور الدين زنكى واجناد الشام ولواء الحق والحزب الإسلامي التركستاني وأنصار الدين،

هيئة أحرار الشام التي تربطها علاقة جيدة مع أردوغان، وتعتبر  واجهة لمجاميع إرهابية وهابية تضم عناصر من القاعدة ومشتقاتها……الخ تم تسويقهم من قبل تركيا،  في اسم المعارضة السورية المعتدلة.

توجد عشرات المنظمات الإرهابية التكفيرية في سوريا تضم خليط اخوان ومجاميع وهابية، مع  مجاميع للقاعدة وداعش ……الخ ولاوجود إلى المعارضة السورية المعتدلة الليبرالية أو اليسارية، مجرد اسماء يتم تناولها في وسائل الإعلام وليس لهم وجود على الأرض السورية الخارجة عن سلطة الدولة السورية.

أردوغان عندما وصل للحكم، بنى علاقات طيبة مع القيادة السورية، وصلت الى الصداقة، لكن بصفحة الربيع، انقلب أردوغان واحتظن ودعم وسلح وأرسل قوات تركية لدعم العصابات الإرهابية لتدمير سوريا والعراق.

دول الخليج ضخت مئات مليارات الدولارات المجاميع الارهابية، غالبية هذه الاموال ذهبت إلى اردوغان، العصابات الإرهابية سرقت بترول العراق وسوريا وبيع إلى تركيا في ابخس الأثمان، معامل ومصانع الدولة السورية ومعامل الموصل وتكريت فككت وبيعت إلى تركيا في أسعار بخسة.

دول الخليج خسرت مئات مليارات الدولارات لتدمير سوريا والعراق، من ربح هو اردوغان، القوى المدعومة من الخليج تم هزيمتها، وتم تجميع القوى الإرهابية في الشمال السوري ليكونوا قريبين من اردوغان، يستفيد منهم.

ارسل منهم آلاف الإرهابيين إلى ليبيا ومنع سقوط طرابلس بيد قوات الجنرال حفتر، ارسل آلاف الإرهابيين في القتال في كاراباخ.

أردوغان الان من مصلحته التخلص من وجود المجاميع الإرهابية بالشمال السوري لأنها تشكل خطر على بلاده، ويعرف أن سوريا محسوبة على روسيا، لذلك  سوف يجتمع أردوغان مع الأسد يتم توقيع اتفاقيات معينة، في اليوم الثاني نرى اختفاء هذه المجاميع الإرهابية المجرمة التي قبلت لنفسها قتل أبناء شعبهم السوري لأسباب مذهبية وقومية.

 أردوغان وصل للحكم بدعم الدول الغربية وبسبب علاقاته من قادة إسرائيل، تم مساعدته إلى الوصول للحكم في تركيا، يل  حتى نجم الدين أربكان رحمه الله،  وصف طيب أردوغان  في الشيطان عندما كان أردوغان بحزبه، اخر نكتة كتبها اردوغات في تغريدة له على منصة أكس يقول 

أردوغان، (تركيا يجب أن تكون قوية ويمكنها دخول إسرائيل تمامًا كما دخلنا كاراباخ وليبيا…).

ههههههه شر البلية مايضحك،  للعلم معظم الخضار والفواكه الموجودة في الأسواق الإسرائيلية الان وبظل حرب غزة،  مصدرها من تركيا.

في الختام بظل عدم وجود دساتير حاكمة وعدم وجود مساواة ومشاركة فعلية من أبناء كل المكونات، بالدول العربية، تبقى دولنا فاشلة، ويبقى الكثير من قادة المكونات يشاركون الدول المجاورة والدول الاستعمارية في تحطيم الدول العربية وتدميرها، وفي الأخير يتم بيع الخونة من قادة وأنصار المجاميع المسلحة في اتفه الاثمان، اجتماع أردوغان الأسد يضع نهاية لوجود كل القوى الإرهابية في شمال وشرق سوريا، بالتأكيد الرابح الأكبر من كل ما وقع من إرهاب وقتل في العراق وسوريا هو أردوغان.

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

29/7/2024

اترك تعليقاً