الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / ملابسات اغتيال بمسدس صدئ!
ميدان آزادي / طهران

ملابسات اغتيال بمسدس صدئ!

فيينا / الخميس 19 . 12 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

شهدت الدولة القاجارية في بلاد فارس”1789 -1925″ قبل أن يطيح بها رضا بهلوي في 12 ديسمبر 1925 عملية اغتيال بملابسات مثيرة قتل فيها الشاه ناصر الدين في 1 مايو 1896.

ناصر الدين شاه قاجار كان جلس على عرش بلاد فارس في 17 سبتمبر 1848، ودامت فترة حكمه حوالي 48 عاما، وهي الأطول في التاريخ الحديث والثالثة بالنسبة للتاريخ الإيراني الممتد لنحو ثلاثة آلاف عام.

فيما كان ملك بلاد فارس، الشاه ناصر الدين يزور ضريح عبد العظيم شاه بمدينة الري الواقعة جنوب شرقي طهران في 1 مايو 1896، اقترب منه رجل من العامة يدعى ميرزا رضا كرماني متظاهرا بأنه يريد تسليمه عريضة شكوى، وفجأة رفع مسدسا قديما علاه الصدأ كان اشتراه من تاجر للفواكه، وأطلق النار عليه وأرداه قتيلا.

بعد تنفيذ عملية الاغتيال فر القاتل ميرزا رضا من طهران، إلا أنه وقع في قبضة السلطات قبل أن يتمكن من عبور الحدود إلى الأراضي العثمانية. أعيد إلى طهران وفيها سجن وعذب ونفذ فيه حكم الإعدام شنقا في إحدى الساحات العامة.

ناصر الدين شاه

حادثة اغتيال ناصر الدين شاه قاجار وما تلى ذلك من إعدام قاتله ميرزا رضا كرماني يرى مؤرخون أنها كانت بمثابة نقطة تحول أفضت إلى ما يعرف بالثورة الدستورية في عهد خليفته الملك مظفر الدين.

ترى رواية شائعة أن القاتل ميرزا رضا كرماني كان أحد تلامذة جمال الدين الأفغاني، أحد أبرز الداعين إلى الوحدة الإسلامية في القرن التاسع عشر، وأنه أقدم على اغتيال ملك بلاد فارس مدفوعا بأفكاره.

روية أخرى مناقضة تؤكد أن ميرزا رضا كان رجلا بسيطا، ولم يكن لديه أي مشروع ثوري ولا خطة للإطاحة بسلالة قاجار في بلاد فارس، وأنه فقط أطلق النار من مسدس لا يكاد يعمل.

أصحاب هذه الرواية يستشهدون بأقواله في نسخة محفوظة لاستجوابه. في الاستجواب روى قاتل الملك دوافعه مشيرا إلى أنه تعرض للسرقة والضرب وأنه سُجن حين اشتكى.

ميرزا رضا قاتل الشاه

ينسب له قوله في وثيقة الاستجواب: “هذا هو ما يولده الظلم. نعيش في طغيان غير مقيد، وقمع بلا رادع. ما الذي يمكن أن يكون أسوأ من ذلك؟ إنهم يمزقون لحم رعيتهم ويلقون به إلى عدد قليل من الصقور المفترسة. إنهم يأخذون مبلغا مقطوعا من المحتال ويسلمونه سند ملكية مدينة أو مقاطعة بأكملها، وسبل عيش وممتلكات وأرض وكرامة شعبهم. إن الشخص اليائس المتهالك يضطر إلى ترك زوجته لأنه لا يستطيع أن يوفر لها احتياجاتها، في حين يغازلون النساء بالعشرات ويغدقون عليهن الأموال التي ينهبونها بوحشية من الناس… الجميع يعرف ذلك، لكنهم لا يجرؤون على قوله بصوت عال”.

بعد اغتيال ناصر الدين شاه قاجار تولى حكم بلاد فارس ملكان هما مظفر الدين وأحمد شاه. الأخير خلعه رضا بهلوي، الضابط صاحب النفوذ الكبير الذي قام أولا بانقلاب في عام 1921 وأصبح بعده وزيرا للحربية، وكان منذ ذلك الحين بمثابة ملك غير متوج.

لاحقا أجبر رضت بهلوي الملك أحمد شاه في 26 أكتوبر 1923 على تعيينه رئيسا للوزراء ثم دفع الجمعية التأسيسية “البرلمان”، في 12 ديسمبر 1925 إلى خلع الملك أحمد شاه والإطاحة بأسرة قاجار نهائيا، ثم تنصيبه ملكا على بلاد فارس.

أسرة رضا بهلوي لم تدم طويلا في حكم بلاد فارس التي تغير اسمها إلى إيران. تولى رضا بهلوي عرش البلاد حتى عام 1941،  حين خلفه ابنه محمد رضا بهلوي، وهذا الأخير أطاحت به الثورة الإسلامية بقيادة الخميني في عام 1979.    

المصدر: RT

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً