فيينا / الثلاثاء 07 . 01 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
أثار استخدام رئاسة الجمهورية صفة القيادة العامة للقوات المسلحة مع اسم رئيس الجمهورية، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، سيما وأنها جاءت في ظل أجواء إقليمية متوترة.
وخلال احتفالات عيد الجيش في العراق، الموافق السادس من كانون الثاني، استخدمت رئاسة الجمهورية، صفة “القيادة العامة للقوات المسلحة”.
وينص الدستور العراقي في المادة الثالثة والسبعين الفقرة التاسعة على أن رئيس الجمهورية يتولى “القيادة العامة للقوات المسلحة للأغراض الاحتفالية والتشريفية”.
وتساءلت أوساط سياسية عن السبب وراء هذا الاستخدام، خاصة في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة والأوضاع الأمنية والسياسية الحرجة التي تمر بها المنطقة.
وأشارت بعض الجهات إلى أن هذا الإجراء قد يحمل أبعاداً تتجاوز الصلاحيات البروتوكولية لرئاسة الجمهورية.
تساؤلات نيابية
بدورها، قالت النائب عالية نصيف: ” مع احترامنا للسيد رئيس الجمهورية، الشارع العراقي يتساءل اليوم: مَن الذي أعطى مشورة غير صحيحة للسيد الرئيس باستخدام المادة الدستورية (73/ تاسعاً) ليصبح هو القائد العام للقوات المسلحة؟! لماذا تذكّر اليوم أن يستخدم هذه المادة التي تعطيه هذه المكانة للأغراض التشريفية والإحتفالية فقط؟! بينما كل الرؤساء الذين سبقوه لم يتطرقوا لها”.
وأوضح الخبير القانوني حسين سعدون أن “المادة الثالثة والسبعين الفقرة التاسعة من الدستور تمنح الرئيس الحق في ممارسة القيادة العامة للأغراض الاحتفالية والتشريفية فقط”
وأضاف سعدون لـ”عراق أوبزيرفر”: “السؤال المطروح حول هذا الموضوع قد لا يكون في محله، لأن الصلاحية واضحة ومحصورة، ورئيس الجمهورية لا يملك أي سلطة على توجيه الجيش أو إصدار أوامر عسكرية، بل يقتصر دوره على المهام الاحتفالية فقط”.
ما المؤشرات والدلائل؟
وينص الدستور العراقي، على أن رئيس مجلس الوزراء هو المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسة العامة للدولة، والقائد العام للقوات المسلحة، وهو ما درجت عليه العملية السياسية منذ العام 2003.
وبرغم الإجراء الدستوري الذي قام به رئيس الجمهورية، فإن تساؤلات برزت عن سبب اختلافه عن الرؤساء السابقين في هذا الأمر، حيث لم يسبق أن استخدم أي من رؤساء العراق السابقين هذه الصلاحيات أو أشاروا إليها بشكل علني، وسط تساؤلات عما إذا كان يعكس توجهاً سياسياً جديداً أو مجرد إجراء روتيني تم تفعيله في ظروف استثنائية.
كما أن الرئيس الحالي، عبد اللطيف رشيد، لم يستخدم هذه الصلاحيات منذ تسلمه المنصب في الأعوام الماضية، مما يزيد من التساؤلات حول الدافع وراء تفعيلها في هذا التوقيت بالذات.
ويرى مراقبون أن توقيت هذا الإجراء، في ظل التوترات الإقليمية والتحركات السياسية المتسارعة، يطرح علامات استفهام حول الرسائل التي قد يحملها هذا التحرك، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي.
المصدر / عراق اوبزيرفر
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات