المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الاحد 28 . 02 . 2016 — توقف القتال في معظم أنحاء سوريا وتوقفت الغارات وصمد اتفاق وقف الأعمال القتالية في يومه الأول رغم بعض الخروق، وقد وصفته الأمم المتحدة بأنه أفضل أمل للسلام بعد حرب دامت خمس سنوات.
ومنذ بدء سريان الاتفاق تنفس السوريون الصعداء، حيث قال أحد الأطفال ويدعى أحمد، 11 عاما، إنه وللمرة الأولى منذ سنوات تمكن من التوجه إلى حديقة قريبة من منزله، في حي السكري شرق مدينة حلب، ليلهو مع أشقائه من دون أن يصحبهم والدهم، قائلا “كان والدي يأخذنا بنفسه للعب في الحديقة يوم الجمعة فقط عندما يتأكد من عدم وجود قصف أو اشتباكات قريبة”.
وشهد حي السكري الواقع في الأحياء الشرقية لمدينة حلب التي تسيطر عليها جماعات معارضة هدوء السبت 27 فبراير/شباط لم تعرف له مثيلا منذ اندلاع الأزمة السورية التي أسفرت منذ منتصف مارس/آذار 2011 عن مقتل أكثر من 270 ألف شخص.
هذا ويعرب العديد من السوريين المقيمين في مناطق تحت حماية القوات السورية أو تحت سيطرة الفصائل المقاتلة عن سعادتهم لصمود الهدنة وتوقف القصف والمعارك المستمرة منذ 5 سنوات.
وقال أسامة ديري وهو من سكان حي المغاير في حلب إنه فوجئ بحركة الناس النشطة منذ الصباح في المدينة، مضيفا “نستيقظ في العادة على حركة خجولة من الصباح حتى الظهر بسبب الطيران، لكننا حتى الآن لم نسمع صوت مدفعية أو طيران على الإطلاق”.
وتشهد مدينة حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا وثاني أكبر مدنها معارك مستمرة منذ صيف 2012 بين القوات السورية التي تسيطر على الأحياء الغربية والفصائل المقاتلة التي تسيطر على أحيائها الشرقية، وغالبا ما يستهدف مسلحو المعارضة الأحياء الغربية بالقذائف ما يتسبب بمقتل المدنيين.
وفي السياق قال مصدر عسكري سوري السبت إن القوات السورية احترمت الهدنة ولم ترتكب أي انتهاكات لاتفاق وقف العمليات القتالية الذي دخل حيز التنفيذ.
إلى ذلك، أفاد ناشطون بأن الهدنة مكنت أيضا عددا من مسلحي المعارضة من العودة إلى منازلهم في حلب، حيث أفاد أحد المسلحين بوجود تبادل رشقات نارية بين الحين والآخر لكنه أضاف أنه لم يحدث قصف جوي أو مدفعي، مؤكدا أن القوات السورية لم تتوغل في أي منطقة منذ انطلاق الهدنة.
وفي السياق ذاته، أشار قائد عسكري في حركة أحرار الشام إلى حصول اشتباكات بالسلاح الخفيف بعد منتصف الليل مع الجيش السوري، مبينا أنها لم تستمر أكثر من نصف ساعة.
أما في المناطق القريبة من دمشق، فقد تمكن السكان من الظفر بيوم عيش عادي جراء توقف القصف والمعارك على جبهات عدة، ورغم سقوط قذائف عدة على منطقة العباسيين في شرق دمشق السبت، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري، فإن سكان العاصمة يحتفظون بتفاؤلهم.
وتقضي الخطة الروسية الأمريكية بأن يتوقف القتال حتى يتسنى وصول المساعدات للمدنيين وبدء المحادثات لإنهاء الأزمة، علما بأن المحادثات ستستأنف في السابع من مارس/آذار.
وفي وصفه لنجاح الهدنة قال ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا “فلنبتهل لنجاحها لأن هذه بصراحة أفضل فرصة يمكن أن نتخيل حصول الشعب السوري عليها خلال السنوات الخمس الأخيرة كي يرى شيئا أفضل ونتعشم أن يكون شيئا له صلة بالسلام.”
وتوقع دي ميستورا انتهاكات للاتفاق من حين لآخر لكنه دعا الأطراف لضبط النفس وتفادي التصعيد.
جدير بالذكر أن الاتفاق لا يشمل الجماعات الإرهابية كـ”داعش” وجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.
في غضون ذلك، ذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن 6 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب آخرون في تفجيرين انتحاريين شرق مدينة حماة أحدهما باستخدام سيارة ملغومة أعلن “داعش” مسؤوليته عنه.
كما قتل ثلاثة أطفال وأصيب 12 في هجوم للتنظيم الإرهابي في حي الجورة بمحافظة دير الزور.
من جهتها أفادت وحدات حماية الشعب الكردية السورية بأن مقاتلي “داعش” شنوا هجوما على بلدة تل أبيض القريبة من الحدود التركية.
جدير بالذكر أن وزارة الدفاع الروسية قالت إنها ستعلق الضربات الجوية في “المنطقة الخضراء” حددت بأنها الأجزاء التي تسيطر عليها الجماعات التي وافقت على وقف العمليات القتالية وأضافت أنها لم تنفذ أي طلعة على الإطلاق يوم السبت.
وأضافت الوزارة “نظرا لسريان قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعم الاتفاقات الروسية الأمريكية بشأن وقف إطلاق النار ولتجنب أي أخطاء محتملة عند شن الضربات الجوية لن تشن الطائرات العسكرية الروسية بما في ذلك الطيران بعيد المدى أي طلعات على الأراضي السورية في 27 فبراير/شباط.”
وكالات