الرئيسية / مقالات / رواج صحافة الابتزاز في العراق .. سعد الآوسي أنموذجا

رواج صحافة الابتزاز في العراق .. سعد الآوسي أنموذجا

السيمر / فيينا / السبت 16 . 05 . 2020

أياد السماوي

بعد سقوط النظام الديكتاتوري المجرم عام 2003 , برز في العراق ما يسّمى بالصحافة الصفراء أو صحافة الابتزاز , وصحافة الابتزاز لا علاقة لها من قريب أو بعيد بمهنة الصحافة والعمل الصحفي .. وهذا اللون من الصحافة قد ازدهر سوقه وراجت بضاعته العفنة بفعل عوامل موضوعية تمّثلّت في سهولة ممارسة هذه المهنة , من خلال التطوّر الهائل في وسائل الميديا الحديثة , حيث برزت عشرات المواقع الألكترونية التي اصبحت مختّصة في ابتزاز مسؤولي الدولة الكبار والشخصيات السياسية والشركات والأفراد , والذي ساعد على رواج هذا اللون من الفساد والانحطاط الأخلاقي هو طبيعة النظام السياسي القائم على الفساد , فحين تكون الدولة بمؤسساتها ووزاراتها وأحزابها فاسدة ويمارس قادتها السياسيون الفساد بهذا الشكل غير المسبوق , فمن الطبيعي جدا أن يبرز في هذا الوسط الموبوء عددا كبيرا من هذه الطفيليات التي تعايشت مع هذا الوسط .. وممارسة هذا اللون من العمل اللا أخلاقي لا يحتاج إلى أكثر من قوّاد متّمرس وعاهرة متّمرسة وفاسد يمكن ابتزازه .. قبل أيام أطاح الأمن اللبناني بواحد من رموز هذا الوسط القذر الذي مارس الابتزاز لسنين عديدة .. في هذا المقال أريد أن أسلط الضوء على واحد من أكثر رموز الابتزاز وأخطرهم , المدعو سعد الآوسي .. خطورة هذا المبتّز القذر ليس لأنّه مبتز ويمارس مهنة الابتزاز من خلال قناة ووكالة سومر نيوز  فحسب , بل أنّ خطورة هذا المبتّز المحترف هو بما يدّعيه زورا وكذبا عن علاقة قوية تربطه برئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي , وقدرته على خلق الأكاذيب وترويجها بهدف الابتزاز والحصول على المال .. ومما يؤسف له أن هذا المبتز استطاع ابتزاز عدد غير قليل من القادة السياسيين والوزراء والمسؤولين الكبار , مستغلا قدراته الخلّاقة في الانحطاط الأخلاقي وفساد المسؤولين والسياسيين …

وقد يسأل البعض من هو سعد الآوسي وماذا كان يعمل في زمن النظام الديكتاتوري السابق , هو سعد جبار عبدان الآوسي , عمل كعنصر مخابرات لدى المعتوه المجرم عدي صدّام حسين في جريدة بابل , حيث كان يرفد هذا المنحط مكتب المعتوه عدي بتقارير عن زملائه الصحفيين العاملين في الجريدة المذكورة .. بعد عام 2003 وبحكم علاقته بمحمد الشهواني رئيس جهاز المخابرات آنذاك , عمل كمدير لإعلام جهاز المخابرات , وبسبب اختلاسات مالية سجن من قبل الأمريكان لفترة ومن ثمّ تمّ الإفراج عنه , وعند خروجه من السجن رفعت عليه دعاوى قضائية كثيرة ففرّ إلى الأردن ومن ثمّ إلى الأمارات .. شهية سعد الآوسي في الابتزاز عادت لتمارس الابتزاز هذه المرّة مع واحد من اشرف وأنزه وأكفأ موظف في وزارة الكهرباء , هو الوزير الحالي السيد ماجد حنتوش , فبدفع من الكردي أحمد اسماعيل صاحب عقد الفساد الأكبر في تاريخ وزارة الكهرباء , ومدير انتاج الوسط نزار قحطان الذي وقّع عقد بسماية مع أحمد اسماعيل من دون عرضه على غرفة العمليات في الوزارة وحصول موافقة لجنة الطاقة ومجلس الوزراء , وبسبب معارضة السيد ماجد حنتوش لهذا العقد الفاسد , استقتل الكردي أحمد اسماعيل من أجل دفع نزار قحطان ليكون وزيرا للكهرباء , لكن إصرار السيد مصطفى الكاظمي في إحلال الرجل المناسب في المكان المناسب قد فوّت الفرصة على الفاسدين في الوزارة , مما دفعهم للاستعانة بهذا المبتّز القذر من أجل تشويه سمعة الوزير النزيه السيد ماجد حنتوش بأكاذيب ليس لها أي أساس من الصحة , مدّعيا أن الوزير قد باع جميع محطات الوزارة إلى شركة البحر الأسود وبتوقيع الوزير نفسه .. بدوري أتحدى سمسار القوادين وكبيرهم سعد الأوسي أن يبرز للرأي العام أسم محطة واحدة مما يدّعي .. واقول له إذا أردت أن تكون قوادا على مستوى عال فكن قوادا محترفا …

في 16 / 05 / 2020

اترك تعليقاً