السيمر / فيينا / الاثنين 18 . 05 . 2020 — عاد الدوري الألماني لكرة القدم لاستئناف نشاطه ليصبح أول دوري أوروبي يعاود نشاطة أول بعد تعليق جميع الأنشطة الرياضية بسبب تفشي وباء كورونا.
ومن خلال مباريات اليوم الأول يمكن أن نتعرف على شكل باقي البطولات الأوروبية الكبرى ومنها الدوري الانجليزي “بريميير ليغ” عند عودة النشاط لو حدث ذلك.
ويبدو أن أبرز السمات التي تتسم بها اللعبة في هذه الأوقات هي أن المباريات تجرى وراء الأبواب المغلقة كما يحاول اللاعبون وطاقم التحكيم الالتزام بمسافات آمنة بينهم قدر الإمكان.
وخلال مباريات السبت، وصل أعضاء كل فريق على دفعات في حافلات منفصلة ليتمكن اللاعبون من الاحتفاظ بمسافات الأمان الصحية بينهم خلال الرحلة.
وكان اللاعبون وأعضاء الأجهزة الفنية خاضعين لحجر صحي في فنادق قريبة لمدة أسبوع بالكامل تم خلاله إجراء عدة اختبارات للتأكد من عدم وجود أي إصابات بينهم.
وكان اللاعبون يرتدون الكمامات عند خروجهم من الحافلات وكذلك فعل الصحفيون والإعلاميون الذين حضروا لتغطية المباريات وعند أبواب الملاعب أجريت للجميع فحوصات للتدقيق في درجة حرارتهم.
بالطبع لم يتح للمشجعين الحضور وقامت الشرطة بتسيير دوريات قرب الملاعب للتأكد من عدم وجود تجمعات للمشجعين ولم يتواجد في كل ملعب سوى 213 فردا شملوا لاعبي الفريقين والأطقم الإدارية والطبية وأطقم الأمن وصبية جمع الكرات.
بسبب “كورونا”، السماح بخمسة تبديلات في مباريات كرة القدم
وخارج كل ملعب سمح بوجود 109 أشخاص بينهم عناصر للأمن وأطقم التحكيم عبر شاشات الفيديو “VAR” كما تم تعقيم الكرات التي يحملها الصبية فبل بداية المباراة وبين الشوطين.
وحرص أعضاء الأجهزة الفنية لكل فريق واللاعبون البدلاء على الجلوس على مقاعد متباعدة خارج الخطوط مع ارتداء الكمامات.
وقام فريق لايبزيغ بإحضار سلالم من التي تستخدم لركوب الطائرات حتى يتمكن البدلاء والطاقم الإداري والطبي من التحرك بسهولة على مقاعد البدلاء دون الاحتكاك بالآخرين.
وسمح للمديرين الفنيين بدخول الملاعب دون كمامات حتى يتسنى لهم إدارة المباريات وتوجيه اللاعبين.
وقام البدلاء بخلع الكمامات عندما تلقوا التعليمات بإجراء الإحماء لنزول الملعب وعند الاستبدال تلقى اللاعبون الخارجون من الملعب كمامات جديدة ليرتدوها قبل التوجه إلى مقاعد البدلاء.
ورغم أن اللعبة نفسها لم يطرأ عليها تغيير كبير إلا أن التغييرات طرأت على طريقة الاحتفال بالاهداف حيث ابتعد اللاعبون عن العناق والأحضان للاحتفال واستبدلوها بوضع الأيدي على الصدر أو مصافحة المعاصم.
لكن لاعبي هيرتا برلين لم يكترثوا واحتفلوا بأهدافهم الثلاث في مرمى هوفنهايم بشكل اعتيادي تضمن العناق والأحضان وهو الأمر الذي لايتوقع أن يجلب على الفريق أي عقوبات لأن الإرشادات التي أصدرها الاتحاد الالماني لكرة القدم تنصح اللاعبين بعدم الاحتفال بالعناق ولا تمنعه كقاعدة.
بالنسبة للمشاهدين عبر شاشات التلفزيون كان بإمكانهم سماع أصوات اللاعبين ينادون بعضهم وسماع أصوات المديرين الفنيين يوجهون التعليمات للاعبيهم وكذلك سماع أصوات ركل الكرة بل وصوت ارتطامها بالشباك وهي أمور كانت شبه مستحيلة في ظل الأوضاع الاعتيادية عند وجود المشجعين.
وحسب القواعد الجديدة سمح لكر فريق بإجراء 5 تبديلات وهو ما فعله فريق شالكة الذي تعرض لهزيمة كبيرة من بروسيا دورتموند بأربعة أهداف مقابل لاشيء.
وقام شالكة بتبديل لاعبين بين شوطي المباراة ثم استبدل ثلاثة آخرين بعد بداية الشوط الثاني.وخلال المباراة نفسها قام لاعبو بروسيا دورتموند بالتوجه إلى الجانب الجنوبي من مدرجات ملعبهم وهو الجزء المخصص لنحو 25 ألف مشجع ويعرف باسم “الجدار الأصفر” حيث احتفل اللاعبون بأهدافهم امام المدرجات الفارغة تكريما لمشجعيهم.
لاعبو فولفسبورغ صافحوا الحكام والمساعدين بالأقدام بدلا عن المصافحة بالأيدي وكذلك فعلوا في أعقاب المباراة التي انتهت بفوزهم 2-1 على أوغسبورغ.
وفي المنطقة الإعلامية استخدم الصحفيون والإعلاميون حوامل الميكروفون الطويلة لإدراء الحوارات مع اللاعبين من مسافات آمنة كما أجرىت المؤتمرات الصحفية التي تلي المباريات عبر “الفيديو”.
وعلى خلاف المتوقع في انجلترا أفلحت مناشدات الأندية والحكومة للمشجعين بالبقاء في المنازل ومتابعة المباريات عبر الشاشات.
ولم يكن الجميع سعداء باستئناف المسابقة فقام مشجعوا فريق أوغسبورغ بوضع لافتة كبرى في المدرجات الخالية كتبوا عليها “كرة القدم تمنح الحياة لكن تجارتكم تثير الغثيان” وذلك تعبيرا عن اعتراضهم على استمرار النشاط خلال تفشي وباء كورونا.
وقال أوي روسلر المدير الفني لفريق دوسلدورف “انا رجل عاطفي أحب أن أحتفل وأحتضن اللاعبين لكني لا أستطيع فعل ذلك الآن”.
أما كريستيان ستريتش المدير الفني لفرايبورغ فقال “ليس هناك أي صوت في الملعب وأنت كلاعب تقوم بتمريرة هائلة أو تسجل هدفا رائعا فلا تجد إلا الصمت المطبق وهو أمر غريب جدا في عالم كرة القدم”.
المصدر / بي بي سي