السيمر / فيينا / الاحد 28 . 06 . 2020
عباس راضي العزاوي
من كان يتسكع في مقهى الشابندر والمتنبي وكهوة رضا علوان وغيرها ويناضل خلف الكيبورد وحدائق الرذيلة حتى الصباح هو الوطني والمناضل وله الصوت الاعلى والذي كان نائم في التراب ومعرض للمفخخات والقتل كل دقيقه ورجليه متآكله من عفونة البسطال هو الخائن والعميل …..فاعلم انك في العراق العظيم
ومن هو مجرد اعلامي لايجيد غير الكذب والصراخ والتسقيط لجهات دون اخرى والمطالبة بالتكنقراط لقيادة البلد , يصمت عندما يحضى مموله بمنصب لاعلاقة له باختصاصه , او هو شخصيا ينال نصيبا من الغنيمة, وينسى شعاراته في الاعلام… …فاعلم انك في العراق العظيم
ومن كان يعاقر الخمر في ملاهي اربيل وباراتها او في ديسكوات فرنسا وبريطانيا هو الاحق بقيادة البلاد ومن قضى ايامه في الحر والتراب في محافظات الجنوب هو عميل لايران وشروكي لا يستحق اي وظيفة او حتى راتب محترم يعصمه من الفقر…فاعلم انك في العراق العظيم
ومن كان يعيش في ازقة وشوارع المدن الفقيرة يشارك اهله الحر والفقر والمرض ويموت ولا يهتم لامره احد رغم مكانته الاجتماعية او الفنية او الرياضية ومن قضى ايامه وسنينه في راحة ورفاهية وقصور وراتبه التقاعدي ياتيه لاقرب بنك في الخارج وهو لايستحقه….فاعلم انك في العراق العظيم
عندما يحارب ويشتم ويطعن بشرف من رفع السلاح في وجه الطاغية وشرد وهجر وبقي معلق بين السماء والارض ويكرم ويكافئ من كان يقطع الالسن ويجلد الابرياء ويعدمهم كل صباح وهو يشرب الخمر…..فاعلم انك في العراق العظيم.
عندما تنصب التماثيل لشخصيات كانت ضمن اعمدة الطغاة واتباعهم ويشار اليهم بالوطنية والبطولة , وتمزق صور ويشتم ويطعن بشرف ووطنية من قاتل الارهاب لسنين حتى يوم استشهاده دون ان يستلم من الدولة درهم واحد…..فاعلم انك في العراق العظيم.
عندما تجد من كان يخاف ان يتنفس في حضرة رجال الامن وعصابات البعث , ويتفاخراليوم بالصبر والمعاناة ومقارعة الظلم, وهي لاتزيد عن صمته وخنوعه وتلقيه للصفعات البعثية , وتجد من تعرض للسجن والتعذيب والاغتصاب والاهانة وثبت ولم يركع يصبح عارا ويستحي ان يجادل المخ اني ث ومن نبت لهم لسان سليط بعد انجلاء الظلم والطغيان…فاعلم انك في العراق العظيم.
عندما ترى ان المترف ابن المترف الجالس تحت التبريد ويستلم الاف الدولارات ولا يعرف هل الكلاشنكوف بندقية ام كريم وجه , هو من يقرر الوطني الصالح من المقاتلين والطالح منهم , لا لكرامة ولا قيمة يمتلكها الا اجادة اللعب بالالفاظ وقلب الحقائق ارضاءا لرب العمل….فاعلم انك في العراق العظيم.
واخيرا وليس اخرا عندما يعتبر الاعلام ان من يخرج مؤخرته للقوات الامنية اكثر وعيا وفهما لمفهوم الوطن من الشباب المرابض في البرد والحر على خطوط النار في مواجهة الدواعش وحواضنهم.
اتعرفون من يريد هذه المفارقات؟ ويركز عليها في كل خطاب اعلامي, من كان تاريخة اسود ومخزي وتابع ذليل للبعث وكي لا يكون هو خارج المعادلة الجديدة , يجب خلط الاوراق وتوزيع الشرور بل والذهاب لقلب الحقائق تماما, فان لم ينجح في قلبها تساوى الظالم والضحية وهذا هو المطلوب.