السيمر / فيينا / السبت 18 . 07 . 2020 — رأى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، يعقوب ناغال، أن إيران تواصل استغلال الفوضى السائدة في سوريا، وتقوم بنشر القوّات والأسلحة في هذه الدولة العربية، وذلك في محاولة منها للاستعداد للمُواجهة العسكريّة القادمة مع الدولة العبرية، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الخطوات الإيرانيّة تشمل تجنيد القوات الشيعيّة، بالإضافة إلى نصب أسلحةٍ متطورّةٍ جدًا ومتقدّمةٍ وقاتلةٍ، كما قال في مقالٍ نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة-اليمينيّة.
بالإضافة إلى ذلك، اعتبر الجنرال بالاحتياط ناغال، أنّ الجيش الإسرائيليّ قام بتبديد الضبابية وإعلان هجماته في سوريّة كوسيلةٍ لتوجيه رسالةٍ لإيران مفادها كفى ولن نسمح ببقاء قوات إيرانية في سوريّة، لا هدفًا بحدّ ذاته.
وشدّدّ ناغال، وهو محاضر في معهد الهندسة التطبيقيّة في حيفا (التخنيون)، شدّدّ على أنّه بحسب التقديرات القائمة لدى هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ، فإنّ القلق الأكبر لدى الجيش، بعد المشروع النوويّ الإيرانيّ، هو محاربة العمليات الإيرانيّة، التي لا تتوقّف والقاضية بإدخال صواريخ موجهة وذكية ومتطورّة جدًا (PGM’s) إلى الجبهة الشماليّة، أيْ إلى سوريّة وحزب الله، وإلى الجبهة الجنوبيّة في المستقبل المنظور، قطاع غزّة، أيْ تزويد التنظيمات الفلسطينيّة بصواريخ متطوّرة لكي تُشارِك في المواجهة العسكريّة القادمة، كما قال ناغال.
ولفت الجنرال ناغال إلى أنّ الحديث يجري عن تسليحٍ إيرانيٍّ للصواريخ الدقيقة التي تُصيب الهدف بدّقة وتنحرِف عن هدفها 10 أمتار فقط، وهذا التصويب القاتل، أضاف ناغال، الذي تعتبره إسرائيل كاسرًا للتوازن، يعتبر خطيرًا جدًا، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ إسرائيل عاقدة العزم على منع وصول هذه الصواريخ إلى حزب الله بكلّ ثمنٍ، على حدّ تعبيره.
وتابع الجنرال الإسرائيليّ قائلاً إنّه للكيان لا يوجد شركاء يمكن أنْ يثق بهم من أجل إخراج القوّات الإيرانيّة والصواريخ الدقيقة وأماكن إنتاجها من سوريّة ولبنان، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الدولة العبريّة بذلت وما زالت تبذل جهودًا جبارّةً من أجل إقناع روسيا بالانضمام إليها لطرد إيران من سوريّة، كاشِفًا النقاب عن أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو والمُقربين منه أبلغوا الرئيس الروسي بوتن بأنّ استمرار التواجد الإيرانيّ على الأراضي السوريّة لن يجلِب الاستقرار في هذه الدولة العربيّة، وأنّ كلّ الاستثمارات الروسيّة في سوريّة ستذهب سدىً، وزعم أنّ هذا الموضوع بات نقطة خلافٍ جوهريّةٍ بين موسكو وطهران، على حدّ تعبيره.
واختتم الجنرال الإسرائيليّ مقاله بالقول إنّه بسبب التحذيرات الإسرائيليّة الآخذة بالتنامي، فإنّه من المُهّم جدًا أنْ يكون موضوع الصواريخ الإيرانيّة الدقيقة بندًا ذا أهميةً كبرى في النقاش القريب في الأمم المتحدّة، أيْ في شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) القادم حول رفع حظر الأسلحة عن الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، على حدّ قوله.
على النقيض تمامًا، قالت القناة الـ13 العبرية، إنّ ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان أنهى أزمةً خطيرةً، أدّت إلى قطيعة لأكثر من سنة بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيليّ، وذلك بعد أنْ تولى ولاية العهد في المملكة. وبحسب التقرير الذي نُشر على الموقع الإلكتروني للقناة الـ13 العبرية، والذي نقل قول يعقوب ناغال مستشار الأمن القومي السابق بدولة الاحتلال، إنّ وصول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى موقعه هذا في حزيران (يونيو) 2017 شكل بداية جيدة لاستئناف الاتصالات بين الرياض وتل أبيب، على حدّ تعبيره.
وعلل ناغال ذلك الكلام، بأنّ بن سلمان رأى في إيران عدوًا لبلاده، ولم يُفكّر كثيرًا كيف تنظر باقي الدول إلى السعودية، وإنّما ماذا قد يربحه من العلاقة مع إسرائيل، ولذلك فإنّه لم يهدر وقتًا كثيرًا، فقد حارب خصومه، وسعى لتسخين العلاقات مع الكيان الذي يحتل أرض فلسطين، طبقًا لأقواله.
واختتم التحقيق الإسرائيليّ، بالإشارة إلى بن سلمان بأنّه نفذ الخطوة التطبيعية الأولى بين السعودية ودولة الاحتلال، عبر إنجاز تاريخي شهده شهر آذار (مارس) 2018، حين بدأ تسيير رحلات بين الهند وتل أبيب، بحيث تمر الطائرات بينهما عبر الأجواء السعودية.
ولفتت القناة إلى أنّ قتل الصحافيّ السعوديّ خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، والرفض الفلسطينيّ لصفقة القرن، كبحا توجّه محمد بن سلمان للتطبيع مع إسرائيل، مؤكّدةً أنّ أيّ رئيس حكومةٍ إسرائيليٍّ سيُنتخب يأمل أنْ يرى محمد بن سلمان ملكًا في قصر اليمامة، على حد تعبير المصادر السياسيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب، والتي اعتمد عليها التلفزيون العبريّ.
المصدر / وكالات