الرئيسية / مقالات / محمد الكربولي، سكّير يتوعد رئيس الوزراء

محمد الكربولي، سكّير يتوعد رئيس الوزراء

السيمر / فيينا / الجمعة 24 . 07 . 2020

سليم الحسني
يقودك محرك البحث غوغل الى صور خادشة للحياء عن شخص نزع قيمه كلها. وحين صار عارياً مجرداً من كل غطاء واعتبار، تحول الى قائد سياسي يحتمي بكتلته البرلمانية، ويتحدث بلسان أهل السنة.
على تلال من الأموال المنهوبة صعد محمد الكربولي الى مسرح السلطة، يسرق ويعقد الصفقات الفاسدة ويمارس الرذيلة الأخلاقية بأبشع أشكالها. وقد ازداد نفوذه السياسي بعد أن تحالف مع ماجن خليع آخر هو محمد الحلبوسي رئيس البرلمان.
في مقابلة تلفزيونية يتحدث محمد الكربولي بلغته الشوارعية يتوعد ويهدد. وحين سأله المذيع هل ستلتقي كتلتكم برئيس الوزراء بعد عودته من إيران. أجابه باستعلاء خارج لياقات الأدب، بانه لن يلتقي به، وأن كتلته دعمت الكاظمي لكنهم نادمين على ذلك، وعبارات أخرى يجيدها أبناء الشوارع حين يطلقون تهديداتهم.
كان الكلام استهانة بمنصب رئاسة الوزراء، وتقليل متعمد لهيبة الموقع التنفيذي الأول في الدولة. ولا أظن أن الكاظمي سيسكت على هذا إذا كان يريد إعادة الهيبة، وإذا كان جاداً في محاربة الفساد. خصوصاً وأن الكربولي وجّه إهانة لرئيس الوزراء، بقوله: لم أرّ رئيس وزراء يديره مدير مكتبه، وأن رائد جوحي هو الذي يدير الكاظمي.
محمد الكربولي واخوانه، نهبوا الدولة من كل الأبواب والجهات، ولهم أيدٍ في الإرهاب. لكن الفساد في العراق شكّل جواً آمناً للفاسدين، فالفساد يحمي بعضه بعضاً.
محاسبة الكربولي لا تقتصر على رئيس الوزراء، إنما تلقي مسؤوليتها على شخصيات أهل السنة. إنه لأمر موجع أن يصل بهم الحال الى السكوت على مثل هذا في مجونه وفسقه وهو يتحدث باسمهم. موجع الحال عندما يكون صاحب الملاهي الليلية في بلاروسيا نائباً عن كتلة سنية. وموجع أن يكون قادة السنة رواد علب الليل ومواخير النساء وحانات الخمر.
وأكثر ما يزيد الوجع، أن ترى المواطن السني ينتخب الكربولي وأمثاله.
كيف يرضى السني العراقي على كرامته، أن ينتخب شخصاً تنتشر صوره عارياً على الانترنت، وهو يتفاخر في جلساته بأن هذه دعاية لي؟
كيف يرضى رجال الدين السنة أن يتحدث هذا باسم المكون السني؟
كيف يرضى نواب البرلمان أن يجلسوا الى جواره، وتحت منصة مثيله الحلبوسي؟
أخطر ما يهدد المجتمع، عندما تضيع الغيرة من رجاله المتنفذين، فلا يثأرون لكرامتهم من هؤلاء.
في العراق فقر مخيف، جوع مرعب. وهؤلاء سرّاقه. القضاء ساكت، لا أمل فيه. نرجو أن يعيد مصطفى الكاظمي بعض الأمل. أقول هذا وقد نقدته بشدة، وسأنقده أكثر، لكنها أمنية أعبّر فيها عن مساكين فقراء لا صوت لهم.
٢٣ تموز ٢٠٢٠
الجريدة غير مسؤولة عن كل ماورد من آراء بهذه المقالة 

اترك تعليقاً