الرئيسية / مقالات / دروس من السفر الجهادي لشهيد المحراب / ح1

دروس من السفر الجهادي لشهيد المحراب / ح1

السيمر / السبت 30 . 01 . 2021 

وسام أبو كلل

عادة ما تفتخر الشعوب بقادتها، تدون ما يقولون، وتسجل حركاتهم، وتوثق أعمالهم، ثم تسلمها للتاريخ يحفظها، ويحفظها كما هي، إلا إذا طالتها أيدٍ غريبة تتلاعب بها فتغير النفوس كما تشاء ، فان كانت حاقدة، أبدلت الحسن بالقبيح، ولهذا لابد من أن يتعهد المخلصون أعمال رجال الامة المؤمنون وقادتهم المجاهدون، لتبقى التعاليم صافية نقية، تنتفع منها الاجيال جيل بعد جيل, ولعل شهيد المحراب قدس سره الشريف مثلا لما أسلفنا, فهو وبعد كل الجهاد الذي قام به ضد طاغوت العصر, وسعيه الحثيث والدؤوب لبناء الجماعة الصالحة, نراه يُظلم ويحارب نهجه القويم, وبدوافع ممنهجة من قبل قوى الظلام, ينفذها للأسف من جاهد شهيد المحراب لأجلهم.

عاد السيد محمد باقر الحكيم الى العراق,  بعد تاريخ حافل من النضال والجهاد ضد الطغمة اللاإنسانية, وقد وضع في منهاج عمله أسس لأعمال كثيرة ملتزما بوصية الإمام الشهيد محمد باقر الصدر في مقولته الخالدة, “فعلى كلّ مسلم في العراق وعلى كلّ عراقي في خارج العراق أن يعمل كلّ ما بوسعه – ولو كلّفه ذلك حياته – من أجل إدامة الجهاد والنضال لإزالة هذا الكابوس عن صدر العراق الحبيب وتحريره من العصابة اللاإنسانيّة وتوفير حكم صالح فذٍّ شريف يقوم على أساس الإسلام”, ولعل أهم ما خطط له هو بناء الجماعة الصالحة.

عاد شهيد المحراب إلى العراق, وقد أستقبل من قبل أبناء الشعب من الحدود حتى وصوله إلى قلعة العلم والعلماء, النجف الأشرف, وكان قادرا في وقتها التحكم بالأمور لما يمتلك من قوة شعبية وعسكرية قوية, لكن علو همته ورفعة أخلاقه وإحترامه الكبير للمرجعية الدينية العليا, والتي يعتبرها نائب الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف, صرح وبكل قوة بأنه يقبل أيادي المراجع ويكون خادما لهم, ويقبل أيادي أبناء شعبه ويكون خادما لهم, وهذا إن دل إنما يدل على تواضع وزهد كبيرين في هذه الدنيا , وكأن لسان حاله يقول وهو يستحضر روح أمير المؤمنين عليه السلام : يا دنيا غري غيري, أو يا صفراء  و يا بيضاء غري غيري.

عاد الحكيم وهو يضع نصب عينيه أن يفوز بالشهادة, ويتشوق لها, وكأنه يعلم أن عمره لن يطول, فبدأ بوضع إسس للعمل الصحيح للإرتقاء بالعراق إلى مصافي الدول المتقدمة, وهذا ما سنتابعه في خطبه الاربعة عشر في حرم أمير المؤمنين عليه السلام, نتابع ونحلل الكلام ونرى ماذا أراد الحكيم للعراق, الحكيم الذي مضى شهيدا, وتركنا أيتاما في قلوبنا نارا تستعر لا ندري متى تنتفض علما وعملا لبناء الجماعة الصالحة .

اترك تعليقاً