السيمر / فيينا / الأربعاء 26 . 05 . 2021 —– “قطر العروبة والقطر بها عنبر.. من يهبه الله عطاء لا يصغر.. عدت هبوة غربية فاشعلت نارها.. واحتجب عن ديارنا الغيث والمطر.. وجدناها وتحمي المها.. عند أهلاه شرف لا يصغر”، هذا الكلام الركيك والتافه، هو “شعر”!!، كتبه الطاغية صدام حسين، في مدح قطر!!، كما جاء في تغريدة لإبنة السفاح رغد، التي نشرت صورة للورقة التي كتب عليها السفاح “أبيات الشعر الموجهة لقطر” في تاريخ ديسمبر/ كانون الأول العام 2005 وحملت توقيعه ، وعلقت عليها: “شعر كتبه …..صدام حسين من أسره إلى دولة قطر”!!.
رغم ان افعال وتصرفات وسلوكيات الطاغية صدام واعضاء اسرته، لم تكن كباقي افعال خلق الله، فهي سلوكيات شاذة الى اقصى الشذوذ، فهي متعطشة للدماء حد السادية، ولا قيمة للحياة الانسانية عندهم، فالقتل والخيانة والقسوة والاجرام والانحراف والشذوذ، ديدنهم، ويكفي نظرة سريعة الى سلوكيات الطاغية وابنيه عدي وقصي واشقائه برزان ووطبان وسبعاوي، ابن عمه على كيميائي، وخاله خيرالله الطلفاح وابن خاله عدنان خيرالله، وصهريه حسن كامل وصدام كامل، باقي اعضاء هذه الاسرة المجرمة، ليتأكد لكل ذي عين، حجم الشذوذ والسادية التي كانت تنخر بهذه العائلة. لذلك يرى البعض مديح صدام لقطر يندرج في سياق سلوكيات هذه الاسرة الشاذة، وفي اطار المواقف السياسية المتقلبة وغير المستقرة للطاغية خلال سنين حكمه العراق.
وهناك من يرى ان نشر ابنة الطاغية هذا المديح لقطر في هذه الظروف بالذات دون غيرها، يعود الى اسباب منها محاولة ابنة الطاغية التودد للانظمة الرجعية العربية، واستمالتها لاحتضان البعث الصدامي، التي تحاول ابنة الطاغية قيادته، ولا تكتم نواياها في العودة الى العراق واستلام الحكم فيه، لذلك نراها في الفترة الاخيرة كثيرة التغزل بولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، وولي عهد ابوظبي محمد بن زايد، واليوم الامير تميم، وغدا قد تتغزل ببايدن ونتنياهو، للعودة الى حكم العراق.
الا انه ان هناك من ربط بين شعر الطاغية صدام في مدح قطر، وبين ما كشف عنه رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، من وجود محاولات حثيثة كانت تبذل لتهريب الطاغية صدام من العراق، لذا يمكن فهم هذا المديح لقطر في هذا السياق، فهي محاولة لدفع قطر، للانخراط جديا في عملية انقاذ الطاغية من مصيره المحتوم.
من الواضح ان قطر لم تعر اذانا صاغية لـ”شعر” الطاغية، بدليل انه لقي جزاءه وقُبر والى لابد، ومن الواضح ايضا ان قطر التي نجحت في مقاومة حصار رباعي فرض عليها من قبل السعودية والامارات ومصر والبحرين، على مدى ثلاث سنوات، شملت حتى الماء والغذاء، لا نعتقد انها ستقع في فخ ابنة الطاغية صدام، عبر الترويج لـ”شعر” ابيها الركيك، كما لم تقع من قبل في فخ ابيها، لذلك ندعو ابنة الطاغية بالكف عن هذا النفاق الرخيص والتافه، وعدم الظهور كثيرا في وسائل الاعلام، فمن الخير لها ان تدفن اسرار عائلتها البغيضة، واسرار زوجها القتيل، وعمها القاتل، وابوها الآمر بالقتل، أو على الاقل ان تنشغل اكثر بعمليات التجميل، بعد ان زادتها العمليات الاخيرة، قبحا الى قبح، وباتت نسخة من والدتها ابنة سيئ الصيت طلفاح.
المصدر / العالم