السيمر / فيينا / الأربعاء 11 . 08 . 2021
سوزان سامي جميل
بعد أن تعرفتُ على الروائي العراقي عبد الستار ناصر وعائلته في كندا عام 2011 اعتدت على زيارتهم بكثرة، ونشأت بيننا علاقة صداقة قوية استمرت حتى وفاته (رحمة الله عليه).
وفي كل مرة أزورهم فيها كان المرحوم يضيف الى معلوماتي وفضولي شيئاً جديداً…. كان موسوعة قائمة بذاتها فبالإضافة الى العدد الهائل من الكتب التي قرأها فقد كانت حياته مليئة بالتجارب المثيرة بكافة أنواعها.
ذات مرة وبينما أصف لهم إعجابي بموهبة كاظم الساهر الفنية قال لي دعيني أحكي لك هذه الحكاية عنه والتي شهدتها بنفسي بكل تفاصيلها، وأضاف: إياك أن تسرديها في حياتي لكن بعد مماتي أنت حرّة، وسرد عليّ الحكاية كاملة… ولأنها حكاية غريبة سأسردها لكم كما حكاها لي بالضبط:
قال المرحوم عبد الستار ناصر: في فترة ما وإبان حكم الطاغية صدام اختارني ابنه عدي لأكون ضمن طاقم حمايته لا لأحميه بل لأمتعه بأحاديثي ودردشتي في شتى المواضيع، وطبعا لم يكن من السهل على أي مواطن في العراق أن يرفض طلباً لعدي صدام حسين.
المهم أنا كنت أرافقه على يساره وكانت على يمينه مجموعة ( بين 4 إلى 6 ) من الفتيات أو الجواري الحسناوات والعاريات تماما ( كما خلقهن الله) حسب أوامر عدي، والويل لمن يتحدث معهن أو حتى ينظر إليهن فعندها تكون نهايته الحتمية الى فم نموره وحيواناته الوحشية التي يربيها، وقد سبق وأشهدنا على نماذج بشرية أكلتها النمور أمام أعيننا…
في تلك الفترة الزمنية بزغ نجم كاظم الساهر في العراق وانتشر سريعاً في باقي الدول العربية، وعليه وصلته دعوة من احدى دول الخليج لإحياء حفلة لأمرائهم وقد نجح كاظم في كسب إعجاب الأمراء لدرجة أنهم منحوه هدايا عديدة من ضمنها كانت سيارة من آخر طراز مع سلسلة مفاتيح مصنوعة من الذهب.
علم عدي بالنجاح والهدايا التي استلمها الساهر، وقال لأحد مستشاريه بغضب: “لو إحنا مانعيه من السفر جان كدر يحصل هذا على هالشهرة والهدايا؟؟”
طبعاّ لم يتردد ذلك المستشار من الاتصال فورا بكاظم الساهر بعد عودته الى العراق واقترح عليه (من باب: آني أريد مصلحتك) أن يهدي تلك السيارة بسلسلتها الذهبية لعدي.
المسكين كاظم لم يتردد في الموافقة بل وبالترحيب بمقترح المستشار الحباب وطلب منه أن يحدد له موعداً للقاء عدي ثم منحه الهدية بنفسه كما طُلب منه.
في اليوم المحدد للقاء عدي، ذهب الساهر مبتسماً وكله ثقة وقد ارتدى بدلة بيضاء من أرقى دور الأزياء العالمية وحذاء ثميناً أبيض من الروغان الأصلي اللماع حاملاً بيد سلسلته الذهبية متجهاً صوب عدي في قصره، وما أن ظهر في صالة المسبح التي كان عدي جالساً فيها وتحيط به جارياته الحسناوات العاريات حتى ندت منهن صرخة فرح بقدوم الساهر، وعلت أصواتهن الرقيقة وهن يرددن: :كاظم ، الله، هذا كاظم، شكد حلو، شكد أنيق، وغيرها من العبارات التي تعكس إعجابهن.”
تقدم الساهر بابتسامة عريضة من عدي الذي كان يجلس بمحاذاة المسبح وأخبره بأن نجاحه هو نجاح العراق وبأن الفضل في نجاحه يعود لاهتمام الحكومة بالفن والفنانين، وأضاف بأنه يمنح هذه الهدية لعدي تعبيراً عن امتنانه. وما أن وضع الساهر سلسلة المفاتيح في كف عدي حتى رماها عدي في المسبح ناظراً إلى الساهر وقائلاً: لقد سقطت مني المفاتيح، من سينزل إلى الماء ليأتي بها، فتبرع العديد من رجاله ليأتوا له بالمفاتيح من قعر المسبح إلاّ أن عدي أوقفهم كلهم بإشارة منه وقال: لا، كاظم هو اللي راح ينزل يجيبلي المفاتيح وبالبدلة البيضه هاي!!!
طبعاً لم يجرؤ الساهر على الرفض أو التذمر، ووسط دهشة الجميع وسكوتهم وذهول الساهر الذي شحب لونه وبدأ يتعرق نزل ببدلته البيضاء الى قعر المسبح آتياً بالسلسلة الذهبية ، هنا أمر عدي أحد رجاله باستلام السلسلة منه بعد خروجه، أما هو فقد غادر المسبح تحيط به جارياته وتتبعه حمايته دون حتى أن ينتظر الساهر ليخرج من المسبح!!!!”
يقول عبد الستار ناصر لا ندري ماذا حلَّ بتلك الفتيات اللاتي شهقن من فرحة رؤية الساهر فلم يظهرن بعد ذلك للعيان!!
منقول عن / هاف بوست عراقي