مالك بن نبي من خلال الجمعية، وفرحات عباس، والجزائر، والثّورة الجزائرية، والورتلاني
27/03/2024
اصدارات جديدة
34 زيارة
فيينا / الأربعاء 27. 03 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
معمر حبار / الجزائر
مقدمة القارىء المتتبّع:
قرأت للأستاذ الأستاذ مهنا الحبيل Muhanna Alhubail أوّل مرّة من خلال كتابه[1]، وعرضت الكتاب عبر مقال[2].
كتب الأستاذ مقاله الأوّل[3] عن مالك بن نبي. وكتبنا بشأنه منشورا[4]. والمقال الثّاني[5]. والمقال الثّالث[6]. وكتبنا بشأنه المنشور الأوّل[7]. وأتبعناه بمنشور ثاني[8]، ودون أن أشير إلى إسم الكاتب هذه المرّة.
الأستاذ مهنا الحبيل رجل يقرأ، ويكتب، ويشكر على المجهودات المبذولة. وله منّي بالغ التّقدير، والاحترام.
نقد مالك بن نبي للجمعية وليس خلاف:
المقال الذي بين يدي القارىء الكريم، والذي عنونه الأستاذ بـ: “خلاف مالك بن نبي مع جمعية العلماء”، ونشر رابط المقال عبر صفحته لمن أراد أن يعود إليه[9]. فهو المعني اليوم بالعرض. وكانت هذه القراءة:
قال الكاتب في أوّل سطر من المقال: “اعتمد خلاف #مالك_بن_نبي مع جمعية العلماء”.
أقول: انتقد مالك بن نبي الجمعية[10]، كما انتقد غيرها. والخلاف هو تبادل وجهات النظر التي تظهر من خلالها نقاط الاتّفاق، والاختلاف. ولم يكن هناك. ولا أعرف -فيما قرأت- أنّ الجمعية دخلت في نقاش مع مالك بن نبي. بينما هو ظلّ ينتقدها، وقوبل بقرارات الجمعية[11] كحرمانه من المنحة، والاستهزاء به عقب تأليف “الظاهرة القرآنية”، ولم يكن هناك نقد من طرفها.
لم يكن الشيخ عبد الحميد بن باديس مضطرا للجري وراء بن جلول، وفرحات عباس:
قال الكاتب: “ولكنه صُدم من (اضطرار الشيخ) لمسايرة الحركة الوطنية حينها”
أقول: لم يكن الشيخ عبد الحميد بن باديس مضطرا للسّير وراء بن جلول، ولا فرحات عباس للذهاب إلى فرنسا لحضور المؤتمر الإسلامي سنة 1936، وارتكاب تلك الأخطاء السّياسية.
وما يجب قوله: ذلك مبلغه من العلم، ولأنّه كان ضعيفا من النّاحية السياسية. ولا ينقص هذا من قدره. فهو رجل علم، وليس رجل سياسة. والتّبريرات التي قدّمها كعدم اتقانه للّغة الفرنسية لم تكن كافية، وفي غير محلّها.
فرحات عباس قال: “أنا فرنسا”، ولم يقل “وفرنسا أنا”:
قال: “خاصةً أن فرحات عباس دُمغ اسمه بالكلمة الشهيرة، “أنا فرنسا وفرنسا أنا”.
أقول: الذي أعرفه، وأجزم به أنّ فرحات عباس اشتهر بعبارته المشؤومة: “أنا فرنسا”. وقد تطرّق إليها مالك بن نبي في حينها، وفي أواخر آياته، وبنفس الموقف الثّابت الصّارم، ودون تغييرعبر مذكراته[12]. وأفردنا لها مقال[13].
ولا أعرف -فيما قرأت لحدّ الآن-، أنّه قال: “وفرنسا أنا”.
أمّا فيما يخصّ علاقة فرحات عباس بالثّورة الجزائرية، وقادة الثّورة الجزائرية، فقد ذكرها المجاهد لخضر بن طوبال في لامذكراته باللّغة الفرنسية من الجزء الأوّل[14]، وقد أفردنا لها مقال[15]. والجزء والثّاني[16]. وقد نقلنا شهادته عبر مقالات، ومناشير لمن أراد الزّيادة، والتّفصيل.
لم يتمّ إقصاء مالك بن نبي من الجزائر، ولم يعزل:
قال الكاتب: “بعد أن أُقصي وعزل بقسوة في وطنه”. وقال: “والتي كان رائدها مُغيّب عن موضع القرار فيها، ورحل في قلب العاصمة، كغريب طريد لا عزاء له إلا بعض تلاميذه، ثم بركة الله على كتبه”.
أقول: لم يتم إقصاء مالك بن نبي، ولم يعزل في الجزائر. ولم تمنع كتبه من النشر[17]. ولم يكن المظلوم في أهله[18]. وحضر مؤتمرات دولية باسم الجزائر، وكان كثير السّفر في سنواته الأخيرة وهو في الجزائر. واستقبله الرّئيس هواري بومدين، وعرض عليه مشاكله الشخصية. لكنّه ظلم من طرف أحمد طالب الإبراهيمي شخصيا[19]، وبإرادته، وكامل حريته. وقد كتبت في الموضوع الكثير من المقالات، والمناشير[20].
الجهاد الجزائري المبني على الفطرة السّليمة للجزائري:
قال الكاتب: “السلفية الثورية”.
أقول: لاأعرف -فيما قرأت-، أنّ أحدا من قادة الثّورة الجزائرية الذين قرأت لهم –لحدّ الآن-، ولا المجاهدين الذين قرأت لبعضهم، واستمعت لشهاداتهم، ولا للمجتمع الجزائري أنّه استعمل المصطلح الذي ذكره الكاتب. والثّورة الجزائرية لا تعرف هذا المصطلح. لأنّها اعتمدت على الفطرة السّليمة النّقية للجزائري.
كلا من مالك بن نبي، والجمعية بالغ في حقّ الآخر:
قال: “غيرأننا نستطيع أن نستنبط أن غضب مالك بن نبي، وفورات تعبيراته المتكررة، تحمل نزعة مبالغة حادة، بل وحتى تجاوز على موقف جمعية العلماء”.
أقول: بالغ مالك بن نبي في بعض أحكامه تجاه الكثيربعض الشخصيات. ولو افترضنا أنّ مالك بن نبي بالغ في حقّ الجمعية، فإنّ الجمعية بالغت في حقّ مالك بن نبي. وهذا عين الإنصاف.
ومن خلال قراءاتي أستطيع القول: مالك بن نبي لم يتجاوزعلى موقف الجمعية فيما تعلّق بمشاركتها في مؤتمر فرنسا. ونظلّ نحترم وجهة نظر الكاتب.
وأقف مع الكاتب في كون مالك بن نبي ظلّ يكنّ كلّ التّقدير، والاحترام لمالك بن نبي وتجلى ذلك في بعض كتبه[21]، والتي أفردنا لها مقال[22].
انتقاد مالك بن نبي للجمعية، والورتلاني لأمر يتعلّق باللّغة الفرنسية، ولمعرفته بالمجتمع الفرنسي وليس كما ذكر الكاتب:
قال: “وتتبين مبالغة وحدة مالك بن نبي في موقفه من الفضيل الورتلاني، وهو أحد الدعاة الإصلاحيين، المنخرطين في دعم الثورة والجهاد الجزائري”.
أقول: انتقد مالك بن نبي الجمعية لأنّها -في نظره- فضّلت الورتلاني عليه، وجعلته مندوبا عنها في فرنسا. وكان يرى أنّه أحقّ بالمنصب من الورتلاني لأنّه يعرف المجتمع الفرنسي جيّدا، وأحسن منه، ويتقن الفرنسية التي يتحدّث بها المجتمع الفرنسي[23]. ولم ينتقده للسّبب الذي ذكره صاحب المقال.
قلتها، وأعيدها: ماكان مالك بن نبي يقف هذا الموقف. لأنّه قرار الجمعية الداخلي، ومن حقّها التي لاتنازع فيه اختيار من تشاء لينوب عنها. وهذه من بين الأخطاء التي وقع فيها مالك بن نبي.
الأربعاء 17 رمضان 1445هـ، الموافق لـ 27 مارس 2024
الشرفة – الشلف – الجزائر
[1] مهنّا الحبيل “فكر السّيرة”، دار المشرق، القاهرة، مصر، 2017، من 270 صفحة.
[2] مقالنا بعنوان: في رحاب كتاب فكر السّيرة للأستاذ مهنّا الحبيل – معمر حبار
وبتاريخ: الثلاثاء 29 ربيع الثاني 1442 هـ الموافق لـ 15 ديسمبر 2020
[3] هل مالك بن نبي “أشار لمراجعات؟.
[4] منشورا بعنوان: #أخطاء_في_حقّ_مالك_بن_نبي 26 .
[5] القهرُ الذي خنق مالك بن نبي.
[6] الصوفية (الوثنية) عند مالك بن نبي.
[10] مقالنا بعنوان: موقف مالك بن نبي من الجمعية – معمر حبار
وبتاريخ: الثلاثاء 24 جمادى الثانية 1441 هـ – الموافق لـ 18 فيفري 2020
[11] مقالنا بعنوان: سلسلة قراءاتي لكتاب “في صحبة مالك بن نبي” لعمر كامل مسقاوي5 – مالك بن نبي..ظلم جمعية العلماء له .
وبتاريخ: الأربعاء04 ذو القعدة 1436 الموافق لـ 19 أوت 2015.
[12] Malek BENNABI “mémoires d’un témoin du siècle : l’enfant. L’étudiant. l’écrivain. les carnets ” Samar 2ème édition, 2006, Alger, Algérie, Contient 660 pages.
[13] مقالنا بعنوان: فرحات عباس كما يراه مالك بن نبي– معمر حبار
الأربعاء 4 محرم 1441 هـ – الموافق لـ 4 سبتمبر 2019
[14] Daho Djerbal “LAKHDAR BENTOBBAL Mémoires de l’intérieur”, CHIHAB ÉDITIONS, Octobre, 2021, Alger, ALgérie, Contient 401 Pages.
[15] مقالنا بعنوان: المغرب، ومفاوضات الخمسة، ورفض نتائج مؤتمر الصومام، وفرحات عباس، ونتائج إضراب 8 أيّام السّلبية ، وعظمة المرأة الجزائرية .. كما يراها لخضر بن طوبال – معمر حبار
وبتاريخ: الأحد 20 جمادى 1443هـ، الموافق لـ: 23 جانفي 2022
[16] Daho Djerbal “LAKHDAR BENTOBBAL، LA CONQUÊTE DE LA SOUVERARINETÉ”, CHIHAB ÉDITIONS, mars, 2022, Alger, Algérie, Contient 305 Pages.
[17] مقالنا بعنوان: لم تمنع كتب ومقالات مالك بن نبي من الطبع والنشر – معمر حبار وبتاريخ: الأربعاء 21 محرم 1442 هـ الموافق لـ 9 سبتمبر 2020
[18] مقالنا بعنوان: مالك بن نبي ليس_المظلوم في أهله – معمر حبار
وبتاريخ: السبت 5 ذو القعدة 1441 هـ الموافق لـ 27 جوان 2020
[19] مقالنا بعنوان: سلسلة قراءاتي لكتاب “في صحبة مالك بن نبي” لعمر كامل مسقاوي17 – مالك بن نبي .. أحمد طالب الإبراهيمي يهين بن نبي – معمر حبار
وبتاريخ: الأحد18 جمادى الثانية 1437، الموافق لـ 27 مارس 2016
[20] منشورنا بعنوان: #أحمد_طالب_الإبراهيمي_كما_يراه_مالك_بن_نبي
[21] Malek Bennabi “Que sais-je de L’Islam”,Edition ALEM EL FIKR, 2023, Mohammadia, Alger, Algérie. Contient 88 Pages.
[22] مقالنا بعنوان: في ذكرى ابن باديس كما يراها مالك بن نبي من خلال كتابه ماذا أعرف عن الإسلام – ترجمة ومقدمة معمر حبار
وبتاريخ: الثّلاثاء 22 جمادى الأولى 1445هـ، الموافق لـ 5 ديسمبر 2023
–الشلف – الجزائر
2024-03-27