السيمر / فيينا / الخميس 23 . 09 . 2021 —– حمّل مدير زراعة الأنبار، مثنى الهيتي، يوم الخميس، السياسات الحكومية “الخاطئة” مسؤولية التراجع “الخطير” لواقع الزراعة في المحافظة، مشيراً في الوقت نفسه إلى عزوف الفلاحين وتوجههم نحو مهن أخرى.
وقال الهيتي، في حديثه لوكالة شفق نيوز، إن “التمدد الافقي في التوسع العمراني، أصبح يشكل خطرا على الواقع الزراعي، حيث ان أكثر الاراضي الزراعية تم تشييد أبنية عليها بسبب سياسة البلديات، التي تعمل على التوسع الافقي”.
ولفت الى أن “غالبية الدول المتقدمة في مجال الزراعة، تعمل على التمدد العمودي بدلاً من المنازل، لاستغلال الأراضي في الزراعة، ومن بين تلك الدول الجمهورية المصرية”.
واضاف “أمر اخر يقف وراء تراجع الزراعة، ألا وهو مقاطعة المنتوج المحلي، حيث أن مزارعي الخضراوات تتلف محاصيلهم بسبب المستوردة منها، ومع أن وزارة الزراعة منعت استيراد أكثر من 25 محصولا، لكن وللاسف الشديد ما تزال هذه المحاصيل تدخل عن طريق التهريب، وما يدفع السكان إلى شراء المستوردة لأن اسعارها انسب بكثير من المحلية”.
وبشأن التمور العراقية، اوضح الهيتي “بما ان التمور العراقية ليست مرغوبة عالمياً، فإننا نتمنى من الحكومة العراقية أن توقف عملية استيراد التمور لاستهلاك التمور العراقية في الاسواق المحلية، وقسم منها يستخدم كأعلاف”.
وتابع بالقول “إحدى الشركات الاستثمارية قدمت لنا عرضاً لإنشاء مختبر نسيجي يتم من خلاله زراعة انواع من النخيل، مرغوبة عالمياً، لكن صدور أمر ديواني من وزارة الزراعة يقضي بتحديد مساحات لزراعة أصناف من النخيل المطلوبة عالمياً، في الايام المقبلة، والعمل على تأهيل البساتين التي دمرت نتيجة العمليات العسكرية التي شهدتها المحافظة، حال دون إتمام التعاقد مع الشركة”.
وبين الهيتي، أن “الواقع الزراعي في الانبار بدأ يتراجع بسبب هجرة الفلاح من الريف إلى المدينة، بالإضافة الى قيام فلاحين ببناء منازل في أراضيهم الزراعية وترك هذه المهنة”.
واكد أن “غالبية ابناء الريف لجأوا إلى البحث عن مصدر عيش لهم أسهل، بدلاً من مهنة الزراعة التي تعد من أصعب المهن، وذلك من خلال الانخراط في صفوف الأجهزة الأمنية، او أي وظيفة في الدولة، وهذا ما ساهم أيضاً بتراجع الواقع الزراعي بشكل كبير”.
وبشأن مكافحة الآفات الزراعية، بين الهيتي “تم تزويد الفلاحين بالأسمدة الخاصة ببساتين النخيل والفاكهة، والآن نعمل بشكل يومي على متابعة الإصابات التي تتعرض لها النخيل، خاصة من حشرة (الحميرة)، التي تصيب النخيل في كل عام، ويتم العمل على مكافحتها”.