السيمر / فيينا / السبت 09 . 10 . 2021 —— يوم أمس، كشف رئيس الحكومة الانتقالية في مالي، شوغويل مايغا، عن قيام فرنسا، بنقل مسلحين تابعين لجماعة “أنصار الدين” الارهابية المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، من ليبيا الى مالي، بذريعة محاربة الجماعات التكفيرية وعلى راسها “داعش”، الامر الذي يبين مدى إستهتار الحكومات الغربية، بأرواح وأمن الشعوب، عبر استخدامها للجماعات التكفيرية الوهابية كوسيلة لتحقيق اهدافها المبنية على خراب ودمار البلدان الاخرى.
رغم انه ليس هناك من ضرورة للإتيان بدليل على ارتباط الجماعات التكفيرية الوهابية الارهابية بأجهزة المخابرات الغربية وعلى راسها الامريكية، خاصة بعد الاحداث التي شهدتها المنطقة خلال العقود الاربعة الماضية ، بدءا من ظهور القاعدة واحداث افغانستان، ومرورا بالجماعات التكفيرية التي ظهرت بعد الغزو الامريكي للعراق، وانتهاء بإحداث سوريا وظهور “داعش“، وبعد الاعتراف الصريح والواضح لكبار المسؤولين الامريكيين وعلى راسهم الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب ، ووزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون، اللذان أكدا وبالضرس القاطع ان “داعش” هي صناعة أمريكية صرفة.
منذ فترة، والدول التي ابتليت بـ”داعش”، كالعراق وسوريا الى جانب محور المقاومة وعلى رأسها ايران، وكذلك روسيا والصين، تحذر من التداعيات الخطيرة للمخطط الامريكي المتمثل بنقل مسلحي “داعش” من العراق وسوريا الى افغانستان، وهو مخطط يبدو انه كان مرتبطا بفكرة الانسحاب الامريكي من افغانستان، وذلك بهدف الابقاء على حالة انعدام الامن، في هذا البلد الاستراتيجي، وتحويله الى مصدر تهديد للدول التي ترى فيها امريكا، موانع امام اطماعها في المنطقة والعالم، مثل ايران و روسيا والصين.
ما حذرت منه تلك الدول، وقع يوم امس الجمعة في افغانستان، وذلك عندما فجر “داعشي” حزامه الناسف وسط المصلين المسلمين من اتباع اهل البيت عليهم السلام، في مسجد سعيد آباد بولاية قندوز شمالي افغانستان، واسفر التفجير الارهابي، عن إستشهاد ما لا يقل عن 100 شخص، بينهم العديد من الاطفال والنساء، وإصابة 200 آخرين، اصابة العديد منهم خطيرة.
اللافت، ان التفجير الارهابي حصل بعد عدة أيام، من ثلاثة تفجيرات هزت مدينة جلال آباد شرقي أفغانستان، استهدفت عربات لطالبان، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، تبنته “داعش” ايضا، وجميع هذه التفجيرات، جاءت بعد ما عاد الهدوء النسبي إلى أفغانستان، بعد قرابة شهرين من تولي طالبان الحكم في هذا البلد، وهو هدوء لا تحبذه امريكا ولا ترغب به، وتسعى من خلال أداتها القذرة “داعش”، الى ضربه.
لا يحتاج، حتى المتابع البسيط لمزيد من المعلومات، ليعرف ان استهداف المسلمين الشيعة في افغانستان، يأتي في ذات الاطار الذي تم فيه استهداف المسلمين الشيعة في العراق وسوريا، فأمريكا تسعى من خلال هذا الاستهداف، الى دفع الافغان للاقتتال الداخلي، ودفع افغانستان الى الفوضى والمجهول، عبر أداتها القذرة “داعش”، إلا انها وكما فشلت في تحقيق هذا الهدف في العراق و سوريا، بفضل وعي الشعبين العراقي والسوري ، وبفضل القوات المسلحة في هذين البلدين ، وبفضل محور المقاومة، فإنها ستفشل في تحقيقه ايضا في افغانستان، فورقة “الشيعة والسنة”، باتت ورقة محروقة، بفضل وعي الشعوب الاسلامية، وخير دليل على ذلك، هو الاعتراف الصريح لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، باستخدام السعودية كل امكانياتها، خلال العقود الماضية، من اجل تأجيج الفكر الوهابي، القائم على تكفير اتباع اهل البيت عليهم السلام، في العالم الاسلامي، والذي فرخ القاعدة و”داعش” واخواتهما من الجماعت التكفيرية الارهابية الوهابية، محملا الامريكيين مسؤولية انتشار هذا الفكر في العالم، لانه جاء بأمر منهم، ولم يكن امام السعودية من خيار الا التنفيذ. وهو اعتراف، وان جاء متأخرا، الا انه يكشف ان ورقة “الصراع الشيعي السني”، فقدت بريقها السابق، وانكشف كذبها وزيفها، رغم المحاولات الامريكية و”الاسرائيلية” للابقاء عليها، واستخدامها، عبر آخر أسلحتها في أفغانستان والمتمثلة بـ”داعش”، و رأى العالم، يوم امس الجمعة في مدينة قندوز الافغانية، جانبا من هذه الاستخدامات الدموية البشعة لهذه الورقة الوهابية الصفراء.
المصدر / العالم